الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أربع أزمات.. وثورة

أربع أزمات.. وثورة
19 أكتوبر 2011 20:38
“ثورة 25 يناير.. بين التحوُّل الديمقراطي والثورة الشاملة” كتاب جديد للكاتب المصري أستاذ علم الاجتماع السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية السيد يس، صدر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب كبيرة، تبحث وتدرس ستين موضوعًا، تضع كلها ثورة 25 يناير في بؤرة الضوء، ما سبقها وعاصرها وتلاها من قضايا فكرية، أدت إليها وفجرتها، وما نتج عنها وفرضته ظروف نجاحها من قضايا ملحة، ينتظر الوطن الوصول فيها إلى كلمة سواء، حتى نحقق انطلاقتنا المنشودة، وتحتل مصر مكانتها اللائقة بها بين الأمم. إجمالي صفحات الكتاب يبلغ 450 صفحة من القطع الكبير. اشتمل الباب الأوّل من الكتاب على رؤية مصرية للتحولات العالمية، ذلك أن فهم تلك التحولات العالمية، هو الخطوة الأولى لفهم السياق التاريخي الذي جرت فيه ثورة الشباب المصري، والشعب المصري كله في يناير، وقد نشرت مقالات هذا الباب الـ 28 في الفترة من ديسمبر 2009 حتى التاسع من يناير عام 2011. والباب الثاني خُصِّصَ لدراسة نظريات التحوّل الديمقراطي التي سادت الفكر العالمي، باعتبارها الآلية الأساسية للانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، كما يقف هذا الباب طويلًا أمام الثغرات التي واجهها التحوَّل الديمقراطي في مصر، نتيجة مقاومة الرئيس السابق حسني مبارك وأركان نظامه للإصلاحات الديمقراطية الضرورية لتفكيك النظام السياسي الاستبدادي، ومقالات هذا الباب العشرة نشرت في الفترة من ديسمبر 2004 حتى ديسمبر 2005م. ويأتي الباب الثالث المتعلق بما جرى في مصر، في ثورة يناير، وهو الباب الذي تابع فيه السيد يس الثورة بالتحليل الذي يكشف عن بواعث قيام الثورة ودلالاتها، ومستقبل الديمقراطية في مصر، حيث يصف المؤلف هذه الثورة، بأنها الأهم في تاريخ العالم الحديث والمعاصر، ليس فقط لأنها ثورة شعبية قامت بها طليعة من الشباب الثائرين على الاستبداد من منابرهم في “الفيس بوك”، وانتقلوا بها إلى الشارع، لكي يلتحق بهم الملايين من أبناء الشعب المصري، بل لأنها ـ فوق ذلك، كما يضيف السيد يس ـ حسمت موضوع التحوّل الديمقراطي البطيء الذي يتم من خلال مفهوم الإصلاح، وأثبتت كذلك أن الثورة، وليس غيرها، هي التي يمكن أن تنقل الشعوب من الديكتاتورية إلى فضاءات الديمقراطية الرحبة. وشكَّل البابان الأول والثاني من هذا الكتاب، المهم، تمهيدًا نظريًّا طويلًا وعميقًا، على المستويين الأفقي والرأسي، للتطورات التي تجتاح العالم، والعالم العربي ضمنه، ومصر في القلب من كل ذلك، ولا يمكن بناء على هذا المهاد النظري المعمق، أن تفهم الثورة المصرية الجديدة، ولا يمكن التنبؤ بالمصائر التي تنتظرها، فكل شيء، وكل ثورة لها مقدماتها التاريخية، وآفاقها المستقبلية، ولذلك اهتم الباب الثالث، الذي ينتظمه عنوان كبير هو: ما بعد 25 يناير.. الماضي والحاضر والمستقبل، ذلك أن إجابة السؤال: لماذا قامت تلك الثورة؟ يحدِّد مسارات إنجازها، وهي قامت، كما يرى الكتاب لأن المجتمع المصري تراكمت في جنباته أزمة مجتمعية لها أبعاد أربعة هي: أولا: أزمة سياسية، تتمثل في جمود المشاركة السياسية، وتكشفت عن الأزمة مؤشرات متعددة، أهمها الانفراد باتخاذ القرار السياسي بواسطة الحزب الحاكم، وتزاوج الثروة بالسلطة، فضلًا عن تعددية سياسية مقيَّدة لم تسمح بقيام سوى الأحزاب التي ترضى عنها السلطة. ثانيا: أزمة اقتصادية، وأهم مؤشراتها غياب رؤية استراتيجية للتنمية في مجالات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا، وتنمية اقتصاد افتراضي يقوم على المضاربات في البورصة، ونهب أراضي الدولة. ثالثا: وقد أدت هذه الأزمة الاقتصادية إلى نشوء أزمة اجتماعية كبرى تمثلت أساسًا في الفجوة الطبيعية الواسعة بين الأغنياء والفقراء، بصورة لم تحدث من قبل في التاريخ المصري الحديث. ورابعا: أخيرًا الأزمة الثقافية، لأن نسبة الأمية التي قاربت 40% من السكان، أدت إلى انخفاض الوعي الاجتماعي، وسيادة التفكير الخرافي، وسيطرة الفكر الديني المتعصب سواء من المسلمين أو الأقباط. وعبر مجموعة من النقاط المنهجية يرصد الكتاب، بعد ذلك المخاطر التي تواجه هذه الثورة، ويراها في: توجيه طاقات الثورة لتصفية الحساب مع الماضي، مع أهميته القصوى، وإهمال تحديات الحاضر، وتأجيل التفكير في آفاق المستقبل. ومن العناوين الدالة في هذا الباب، والتي تضع خريطة فكرية سياسية لنجاح الثورة: الثورة وتحديات التغيير الشامل، الهجوم السلفي على الدولة المدنية، التطرف الديني بين المواجهة الأمنية والسياسة الثقافية، سقوط العقل الإرهابي وصعود الروح الثورية، وثورة يناير في ضوء الثورة الكونية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©