الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تنثر الأمل في عدن

الإمارات تنثر الأمل في عدن
12 أكتوبر 2015 10:47
لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً بارزاً ومحورياً في إعادة الحياة وتطبيعها إلى مدينة عدن الساحلية، جنوب اليمن، عقب تحريرها من سيطرة ميلشيات المتمردين الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح الذين حولوا المدينة إلى أنقاض عقب تدمير الأرض قبل الإنسان، جهود حثيثة قدمتها الدولة عبر منظمات وهيئات مدنية لانتشال أوضاع المدينة المتردية سواء في الخدمات الأساسية أو البنى التحتية أو الإغاثة. جسور إغاثية برية وبحرية وجوية ترفع المعاناة عن كاهل اليمنيين إعمار للبنى التحتية التي تعرضت للدمار التام من جانب المتمردين الأمم المتحدة: الإمارات في صدارة دول العالم في إغاثة الشعب اليمني جهود إماراتية جبارة أعادت الحياة إلى طبيعتها مشاريع تنموية تعليمية وصحية تلبي احتياجات الآلاف بسام عبدالسلام (عدن) في 17 يوليو، ساهمت دولة الإمارات ضمن عمليات عسكرية تبنتها قيادات التحالف العربي في تحرير عدن، واستعادة كل المناطق التي كان يسيطر عليها المتمردون، فشاركت القوات في تحرير مطار عدن الدولي ومناطق خورمكسر والمعلا وصيره التواهي ودارسعد بمساندة من مقاتلي المقاومة الشعبية وقوات الشرعية، وقدمت الدولة خيرة أبنائها الذين ضحوا في سبيل رفع راية الإمارات ونصرة المظلومين في اليمن، فأنهت هذه العمليات سيطرة لم تكن مكتملة على عدن منذ أواخر مارس الماضي. ومنذ الساعات الأولى لاستعادة المدينة، أخذت الإمارات على عاتقها إعادة إعمار ما دمرته تلك الحرب الظالمة وسارعت إلى تسيير جسور برية وبحرية وجوية لتقديم المساعدات الإنسانية المتنوعة وإغاثة المتضررين من أبناء اليمن بشكل عام، فكانت من أولى الدول التي أوصلت المساعدات الغذائية والطبية أثناء ما كانت قذائف المتمردين لا تزال تصل إلى الأحياء السكنية والمرافق العامة والقطاعات الخدمية، واحتلت بها صدارة الدول التي لبت نداء الواجب الإنساني في إغاثة الشعب اليمني، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة. أولى المهام ما أن استعادت القوات الشرعية المسنودة بقوات من التحالف العربي، على رأسها الإمارات والسعودية، مطار عدن الدولي حتى قامت الدولة بتوجيه فريق فني متخصص من أجل إعادة تأهيله وتشغيله، ووصل الفريق في 20 يوليو، وقام بأعمال تأهيلية كبيرة ساهمت في تشغيل المطار بعد 48 ساعة، وهذا ساهم في إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كبير عبر تسيير الجسر الجوي الذي أعلن مباشرة عقب تأهيل المطار. وأوضح مدير مطار عدن، المهندس طارق عبده علي، لـ «الاتحاد»، أن المطار مر بمراحل إعادة تأهيل بدأت بتشغيلها بشكل مؤقت لاستقبال طائرات الإغاثة، أعقبها استقبال طائرات النقل الخاصة بالعالقين والنازحين الموجودين في دول مجاورة، ووصل إلى المطار الآلاف من اليمنيين عبر الجو، جهود الإمارات الجبارة سواء من خلال الفريق الفني أو الفريق العسكري الذي ساهم في تأمين المطار، ساهمت في إعادة هذا الشريان الحيوي والرئيس، الذي تعرض لتدمير كامل جراء الحرب، إلى الحياة من جديد، سواء في البنية التحتية أو المعدات والآليات الخاصة بأرضية المطار والدفاع المدني وتزويد الطائرات بالوقود، وغيرها من الأجهزة الفنية الأخرى. وأضاف: «المطار حالياً يستعد لتدشين عمله من جديد في استقبال طائرات النقل المدنية من مختلف مطارات العالم، ما حققته دولة الإمارات في مطار عدن سيظل إنجازاً تاريخياً سيتوارثه الأجيال، وسيكون شاهداً على أيادي الخير التي أعادت الأمل لكل أبناء عدن». واتجهت الدولة في خطين متوازيين، الأول صوب تأمين المحافظة وتحرير المناطق المحيطة بعدن، وآخر في مجال الإغاثة والأعمار للبنى التحتية التي تعرضت للدمار بشكل شبه كلي». الإغاثة لم تنقطع بتوجيهات القيادة الحكيمة الرامية إلى إغاثة الشعب اليمني سيرت الإمارات عشرات الرحلات الجوية والبحرية إلى مدينة عدن، لتقديم المساعدات الغذائية والطبية، من أجل رفع المعاناة التي يقاسيها المواطن البسيط، فشُكلت فرق ميدانية من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي قام بنقل مركزه الرئيس من العاصمة صنعاء إلى عدن، للإشراف على العمليات الإغاثة، وتولت هذه الفرق عمل حصر للأسر المتضررة في مختلف مديريات عدن الثماني، وباشرت فرق ميدانية وأخرى تطوعية من المدينة مسؤولية التوزيع، حيث استفاد نصف مليون نسمة من هذه المساعدات العاجلة التي لا تزال مستمرة منذ 3 أشهر على تحرير المدينة. كما ساهمت القوافل الطبية في إعادة الصحة إلى المستشفيات والمراكز الطبية في المدينة بعد شلل تام جراء النقص الحاد في الأدوية المستلزمات الطبية،وبلغ عدد السفن التي سيرتها الدولة عبر البحر منذ اندلاع الأزمة 9 بواخر، تضمنت مواد غذائية وصحية وأدوية ومياه الشرب ووقود السيارات والمعدات الطبية والملبوسات، وبلغت الحمولة الكلية للمواد التي تم شحنها بالبواخر 18322 طناً، كما بلغت القيمة الإجمالية للمواد المرسلة مبلغ 62.902.988 درهماً. وعادت الحياة إلى طبيعتها مجدداً إلى عدن على الرغم من أن المعارك التي شهدتها المدينة حتى تحريرها وصل إلى أكثر من 1235 شهيداً و10 آلاف و332 جريحاً من المقاومة والمدنيين، ناهيك عن الدمار للخدمات الرئيسة من كهرباء ومياه والصحة والتعليم، وغيرها من القطاعات المهمة. وتحدث رئيس لجنة الإغاثة الطبية، د. الخضر ناصر، قائلاً: «إن مظاهر الحياة الطبيعية بدأت بالعودة تدريجياً إلى مناطق عدن والخدمات كذلك بدأت بالعودة، ومنها الماء والكهرباء والآلاف من النازحين ممن كانوا نازحين خارج المدينة وداخلها»، مؤكداً أن هناك جهوداً جبارة من قبل دولة الإمارات في إعادة الحياة إلى طبيعتها، وهذا ما تحقق فعلاً بعد شهر من تحرير المدينة. كما انتظم الموظفون والعاملون في المرافق الخاصة والحكومة في أوقات الدوام الرسمي، وعادت الأسواق والمحال التجارية للعمل، وعاد طلاب وطالبات المدارس إلى صفوفهم الدراسية، وأعلن عن بدء العام الدراسي الجديد في مطلع أكتوبر الحالي. وساهمت دولة الإمارات ضمن خططها في عملية إعادة الأمل إلى إعادة ما دمرته الحرب، حيث زودت المدينة بمحطات كهربائية، ساهمت في إنارة المدينة، في حين ساهمت في إصلاح منظومة المياه، فيما تم إصلاح قطاع التعليم والصحة والنظافة والصرف الصحي والحدائق العامة، وهذه الأعمال الجبارة التي تمت في المدينة أعادت الروح إلى المدينة، وساهمت في استقرارها. كما ساهمت الدولة في تولي الملف الأمني، وإعداد خطة متكاملة من أجل استتباب الأمن والاستقرار، حيث تم تأهيل 18 مركزاً أمنياً في المدينة، وتزويدها بعشرات السيارات الحديثة من أجل تنفيذ الخطط الأمنية، إلى جانب أعداد خطة أمنية متكاملة من قبل ضباط إماراتيين موجودين في المدينة منذ تحريرها. مشاريع جبارة.. وتبنت الدولة عدداً من المشاريع التنموية والتعليمية والصحية في عدن، ووصلت المشاريع إلى 462 مليوناً و279 ألفاً و586 درهماً. وساهمت في قطاع التعليم بإعادة تأهيل 153 مدرسة بعدن، بقيمة إجمالية تبلغ 80 مليون درهم، حيث يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، المرحلة الأولى صيانة عدد 54 مدرسة وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية، أما المرحلة الثانية، فهي العمل على صيانة 99 مدرسة وتجهيزها بالمعدات التعليمية والأثاث كافة . في جانب ذوي الاحتياجات الخاصة، تعمل الإمارات على إعادة تأهيل جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتبلغ تكلفة المشروع 700 ألف درهم، وسيتم من خلال المشروع صيانة الجمعية وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، فيما سيتم إعادة تأهيل معهد النور للمكفوفين، بتكلفة تصل إلى 600 ألف درهم، وسيتم صيانة المعهد وتجهيزه بالمعدات التعليمية اللازمة، وتبلغ القيمة الإجمالية لصيانة المشاريع التعليمية وإعادة أعمارها 81 مليوناً و300 ألف درهم.وتبنت الدولة إعادة تأهيل كورنيش كود النمر بعدن، بتكلفة تصل إلى 4 ملايين درهم، وذلك بإعادة صيانة الرصيف وتشجير الكورنيش وتجهزه بالمظلات، بالإضافة إلى إعادة تأهيل عدد 8 حدائق، بتكلفة 16 مليون درهم، تتضمن صيانة الممرات بالحدائق وتشجيرها، هذا بالإضافة إلى تركيب ألعاب الأطفال بالحدائق.وفي مشروع الصرف الصحي، تبنت الدولة إعادة تأهيل الشبكة المركزية في عدن، بتكلفة تصل إلى 5 ملايين و703 آلاف و770 درهماً، وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، الأولى توريد مضخات الصرف الصحي، واللوحات الكهربائية للمضخات، والمرحلة الثانية تركيب المضخات.وفي جانب المياه تم شراء المعدات اللازمة لتشغيل مضخات المياه، بقيمة 5 ملايين و24 ألف درهم، وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشاريع المياه وتوابعها في عدن، 22 مليوناً و674 ألف درهم، واستفاد منها نصف مليون نسمة، وخصوصاً المواطنين الذين تعرضت مناطقهم للدمار.وفي قطاع الكهرباء، تمت إعادة النور إلى المدينة من خلال تبني صيانة وإعادة تأهيل عدد من محطات شبكة الكهرباء في عدن، وشراء مولدات كهربائية لها، وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشاريع الكهرباء في عدن 217 مليوناً و317 ألف درهم.وفي قطاع الصحة، شرعت الدولة بإعادة تأهيل وإعمار مستشفيات رئيسة في المدينة تضررت من الحرب، منها الجمهورية ومستشفى الشيخ خليفة ومستشفى باصهيب، بتكلفة تصل 35 مليون درهم، وتتضمن أعمال الصيانة وتجهيزها بالأثاث والمعدات الطبية، كما سيتم تأهيل 3 مراكز للصحة الإنجابية بتكلفة 4 ملايين درهم، وإعادة تأهيل 9 مراكز للرعاية الصحية وصيانتها بتكلفة 7 ملايين درهم، وتجهيزها بالأثاث والمعدات الصحية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المستودعات والمراكز الطبية في خور مكسر، بتكلفة تصل إلى مليونين و500 ألف درهم. شكراً إمارات الخير خلال الأسابيع الماضية، عادت الشرعية اليمنية من العاصمة السعودية الرياض بعد أن إنجازات جبارة نفذتها الدولة ضمن عملية إعادة الأمل والإعمار التي أطلقها التحالف العربي، خطوات حثيثة ساهمت بشكل كبير في استقرار الأوضاع، وخلق بيئة ملائمة لعودة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه خالد محفوظ بحاح ووزراء الحكومة. كما ساهمت الدولة في تأهيل قصر الرئاسة في المعاشيق في وقت قياسي، الأمر الذي دفع بالحكومة إلى اتخاذ قرار تسليم ملف الإغاثة والإعمار إلى الإدارة الإماراتية الموجودة في عدن ممثلة بهيئة الهلال الأحمر التي سخرت سواعدها من أجل إعادة المدينة إلى سابق عهدها قبل أن تتعرض للتدمير من العناصر التخريبية الانقلابية. وأطلق أهالي عدن حملة «شكراً إمارات الخير»، تعبيراً عن عرفانهم وتقديرهم للدور الإنساني الكبير الذي بدأت بتنفيذه دولة الإمارات، حيث باتت بصمات الدولة حاضرة في كل مكان. وأعربت الشرعية فور عودتها عن شكرها لجهود الإمارات وقيادتها، للدور المهم والكبير الذي قامت في اليمن، وأن هذا الدور المعتبر للدولة محل احترام وتقدير الحكومة والشعب اليمني كله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©