الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ذكريات الأضحى.. حنين لا ينضب

17 أكتوبر 2013 00:28
شروق عوض (دبي) - الترابط الأسري بين العائلات الذي يتجلى في أبهى صوره صباح عيد الأضحى، حيث يجتمع شمل العائلة يأتي في مقدمة التقاليد الأصيلة للإماراتيين في مثل هذه المنسبات المباركة، حيث ما زالت الأسرة متماسكة ومتمسكة جداً بالترابط الذي يتواصل داخل نطاق العائلة الآخذة بالتكاثر والتمدد.. هذا ما يوكده الأجداد المسنون كلما تجدد مناسبة العيد سنويا. ويعتبر ذبح الأضحية في عيد الأضحى المبارك من الطقوس التي يجتمع عليها أفراد العائلة، فيما يأتي التجمع بعد صلاة العيد في مقدمة ذلك الترابط، وهو أمر غير قابل للتشكيك فيه بالرغم من تطور وسائل الاتصال والتهنئة مع التقدم التكنولوجي الهائل. وذكر المسنون لـ “الاتحاد” التي اغتنمت فرصة مشاركتهم في فعالية اقامتها هيئة تنمية المجتمع بدبي مؤخراً ضمن الاحتفال باليوم العالمي لكبار السن واطلاق “بطاقة ذخر” لهذه الفئة، أن أبناء الجيل الجديد ما زالوا متمسكين بمظاهر الاحتفال التقليدية للعيد يحافظون عليها ويمارسونها كما تربوا عليها مثلنا، حيث تستقبل العائلات العيد بنماذج تهان تحمل مضامينها “عساكم من عواده”، و”كل عام وأنتم بخير ومبارك عليكم العيد”، يتبادلها الكبار والصغار فيما بينهم، وتفتح البيوت التي أعدت وزينت أبوابها الأمهات ويعبق البخور في أركانها استعداداً لاستقبال الضيوف الذين سيتوافدون على البيت في أيام العيد. قال الجد عبدالله عباس: مراسم الاحتفال بعيد الأضحى تبدأ قبل دخوله، حيث تصاحب الأيام التي تسبق العيد حركة نشطة في البيوت والأحياء السكنية والأسواق على حد سواء، ويستعد الجميع لشراء الملابس الجديدة احتفاء بالمناسبة العزيزة على قلوب المسلمين، وتقوم النساء في ليلة العيد بتطييب ملابس الرجال والأبناء وتحضيرها. ويعقد الجد عبدالله مقارنة بين الطقوس القديمة والحديثة للأضحية، قائلا: يبدأ يوم العيد بالتوجه إلى مصلى العيد لأداء الصلاة، لتتم بعدها مراسم ذبح الأضاحي، وكان الناس يستعينون برجال “الفريج” الذين يتقنون أصول ذبح الأضاحي من دون مقابل، إلا أن الحال تطور ودخل الآسيويون الذين يجوبون المناطق للقيام بذبح الأضاحي، وأصبحت بعض الأسر تفضل الاستعانة بهم لمهمة “الذبح” في البيوت حتى يتسنى لأفراد الأسرة الكبار، من دون الصغار، رؤيتها. ولكن اليوم اصبح ذبح الأضاحي يتم في المقاصب الحديثة. و شدد على أنّ أجمل ما يميز العيد هو “لم شمل العائلة”، حيث يجتمع بأبنائه المتزوجين وأحفاده الـ 11 في منزله منذ ساعات الصباح الباكر فيتبادلون القبل والمعايدات بعبارات “عساك من عواده”، و”كل عام وأنت بخير ومبارك عليك العيد” وهو أمر اعتادوا عليه منذ كانوا صغارا يجتمعون في منزل جدهم برفقتي، وها هو ذات السلوك يتكرر الآن بمرور السنوات معي من خلال زيارتي برفقة عائلتهم وقضاء أيام العيد معا في منزلي. من جانبه، أكد درويش محمد إنّ أهم ما يميز عيد الأضحى المودة والألفة والمحبة التي ما زالت قوية، مترابطة وطاغية على العلاقات الاجتماعية في وقتنا الحاضر، كما كانت سابقا وتتجلى في اهتمام الجميع بالسؤال عن الآخرين وتفقد أحوالهم، وتبدو أكثر وضوحا في العيد، حيث يجتمع الناس في المصلى والمجالس والأحياء السكنية، ويشهدون على ذبح الأضاحي وتوزيعها، وأشكر الله أن الجيل الجديد ما زال محافظا على هذه التقاليد ويغمرني الفرح بزيارة صلة رحمي وأقاربي وأهل “الفريج” الذين بدورهم يردون الزيارة لي ولزوجتي فأشعر أنهم يعوضونني عن عدم انجابي، وأن الرحمة لم تزل موجودة في قلوب البشر. وأشارت الجدة فاطمة المنصوري إلى الأيام التي تسبق عيد الأضحى ووصفتها بالحميمة فتغمر الفرجة الجميع ويكاد لا ينام أحد ليلة العيد فرحا باستقباله والاستعداد لزيارة الأهل والأصدقاء. وتضيف: أقوم صباح العيد بإعداد البيت وتنظيفه وتبخيره، وبعد تأدية صلاة العيد، استقبل أبنائي وزوجاتهم وبناتي المتزوجات وأحفادي كافة لأقدم لهم العيدية، بعدها نتناول جميعا على مائدة واحدة الأطعمة الشعبية التي أعدها بيدي كـ “العيش والسمك والهريس والمرقوق والفريد” وأصناف أخرى، أهمها الحلويات الشهيرة مثل “اللقيمات والبلاليط”، فضلاً عن القهوة العربية والتمر والفاكهة المتوفرة. وتشير الجدة شيخة السويدي إلى إنّ الاجتماع مع العائلة والأسرة الكبيرة في مقدمة أولوياتها كغيرها من الجدات الإماراتيات في أيام الأعياد، حيث أشعر بالحميمة والدخول في أجواء عيد الأضحى عند الجلوس مع أبنائي وبناتي وأحفادي البالغ عددهم 26 حفيداً، وأحظى بمشاعر الحب الكبير من الجميع لحظة دخولهم عليّ ومعايدتي وهو تقليد ما زالت جميع الأسر الإماراتية تحافظ عليه وتورثه لأبنائها جيلا بعد جيل، ولا يمكن التفريط به لحرص الجميع على زيارة منازل ذويهم منذ ساعات الصباح الباكر لتقديم التهنئة بالعيد، وبعد مشاركتهم الإفطار يتوجه الجميع إلى بيوت أرحامهم للتهنئة بالعيد وتقديم “العيدية”. وتضيف أن تسابق الأسر في التحضير لموعد العيد فترة طويلة، هي عادة مستوحاة من الماضي وتبدأ في الغالب مع بداية شهر ذي الحجة، حيث يبادر الناس بشراء الأضاحي ومنهم من يكتفي بشراء لوازم العيد إن لم يكن مقتدراً ولكن يشترك الجميع في التجهيز للعيد. وتبقى أضحية العيد وما يصحبها من طقوس أحد أهم ما يميز عيد الأضحى، حيث يشتري الكثيرون الأضحية قبل العيد بيومين أو ثلاثة من سوق المواشي، لذبحها بعد صلاة العيد وتقسيم لحومها، وتوزيعها على الأهل والأقارب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©