الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجوم بنغازي...ومعضلة تأمين السفارات

7 أكتوبر 2012
دان ميرفي محلل سياسي أميركي ما الذي يمكن أن يوجه إليه اللوم على الهجوم الذي وقع في الحادي عشر من سبتمبر على القنصلية الأميركية في بنغازي؟ إذا كانت تصدق عضو الكونجرس الجمهوري"جيسون شافيتز" فإن الإجابة هي: وزارة الخارجية الأميركية، فهي سمحت باستبدال الحراس الأميركيين بحراس ليبيين في الشهر الذي سبق الهجوم- كما قال في مقابلة أجراها مع صحيفة" ديلي بيست" الخميس الماضي. "شافيتز" كما هو معروف من بين هؤلاء الذين قادوا الحملة الخاصة بإلقاء اللوم على مصرع السفير"كريس ستيفنز" وثلاثة من الدبلوماسيين الأميركيين الآخرين على إدارة أوباما، بيد أن المزاعم التي قدمها هو وزميله عضو الكونجرس الجمهوري "داريل إيسا" والقائلة إن الإدارة الأميركية قد تجاهلت طلبات بتوفير المزيد من الحماية قدمت لكبار مسؤولي السفارة الأميركية في ليبيا، يجب أن يتم التعامل معها بحذر، إلى أن تتوافر بعض الأدلة التي تثبت صحتها. لكن الأمر المؤكد مع ذلك، هو أن أمن السفارات الأميركية في مختلف أنحاء العالم يتعرض لضغوط في الوقت الراهن، حيث لوحظ أن الأجانب من أبناء البلاد التي توجد فيها تلك السفارات يحلون الآن بشكل متزايد محل الموظفين الأميركيين الجنسية في كل شيء تقريباً ،بدءاً من مكاتب منح التأشيرات، وحتى المفارز الأمنية المكلفة بحماية تلك السفارات. ولكن من الذي يتم توجيه اللوم إليه على ذلك؟ حسناً الذي يمكن أن يوجه إليه اللوم، هما "تشافيتز" و"داريل" من بين آخرين. فمنذ أن استعاد "الجمهوريون" سيطرتهم على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي عام 2010 عمدوا على نحو مبالغ فيه إلى تقليص الإنفاق في وزارة الخارجية بشكل عام، وأمن السفارات بشكل خاص. و"تشافتيز"، و"إيسا" على وجه الخصوص هما اللذان قاما مع زملاء لهما بالتصويت على تمرير طلب بإجراء تخفيض كبير في ميزانية الأمن المخصصة لوزارة الخارجية الأميركية قدم عام 2011، ثم قدم مرة ثانية في العام الحالي. هل ذلك هو المسؤول عن المأساة التي حدثت في بنغازي؟ الإجابة هي، لا ربما. على الأقل ليس مسؤولاً مسؤولية كاملة. فعندما يحدث خلل أمني في مكان ما، فإن ذلك عادة ما يرجع لطائفة من الأخطاء الصغيرة التي تتراكم تدريجياً. لذلك فإن المفارقة بالنسبة لموقفين العضوين المذكورين، هي أنهما كانا دائمي الشكوى بشأن الافتقار إلى العدد الكافي من رجال الأمن في البعثات الدبلوماسية من ناحية، في الوقت نفسه الذي كانا يسعيان فيه لتخفيض الميزانية المخصصة لدفع رواتب أفراد الأمن في تلك البعثات الدبلوماسية من ناحية ثانية. بيد أنه من الواجب في هذا السياق- من باب الإنصاف – الإشارة إلى أن ميزانية أمن السفارات قد ظلت تتعرض للتخفيض على مدى سنوات. فكما قال "فيليب كاولي" المتحدث الرسمي السابق لوزارة الخارجية في إدارة أوباما في لقاء له مع "واشنطن تايمز" في أواخر شهر سبتمبر الماضي:"خلال سنوات إدارتي جورج بوش وباراك أوباما ظلت وزارة الخارجية الأميركية توصي بتعزيز الإنفاق على المساعدات الخارجية والعمليات الخارجية التي تضطلع بهما وزارة الخارجية بما في ذلك العمليات الأمنية، ولكن الكونجرس كان يقوم على الرغم من ذلك بإجراء المزيد من الخفض للميزانية المخصصة لتلك الأمور. ويقول "سكوت ليلي" الذي أمضى ثلاثة عقود كموظف "ديمقراطي" كبير في الكونجرس والذي عمل خلال تلك المدة في الكثير من المهام الخاصة بالميزانية، ويعمل حالياً كزميل في "مركز التقدم الأميركي" بالعاصمة واشنطن، فإن الخفض الذي سعى الكونجرس لتحقيقه في الميزانية المخصصة لأمن السفارات أصبح حاداً منذ أن تولى مجلس النواب ذو الأغلبية "الجمهورية" المسؤولية بداية عام 2011. ويضيف"ليلي":"لدينا ما يقرب من 260 سفارة وقنصلية في مختلف أنحاء العالم، وهناك عدد كبير منها بعيد كل البعد عما يعرف بـ"معيار إنمان"، ما يعني أنها مازالت معرضة لقدر كبير من الخطورة". ولمزيد من التوضيح قال "ليلي": "معيار إنمان كما نعرف يشير إلى التقرير الذي كتبه الأدميرال- بوبي راي إنمان- عن موضوع بنية الأمن الأميركي في الخارج بعد الهجوم الذي تعرضت له ثكنات المارينز في بيروت عام 1983، والذي أسفر عن مصرع 241 جندياً أميركياً و58 جندياً فرنسياً كانوا يعسكرون في تلك الثكنات". عندما ألمحت لـ"لليلي" أن الإجراءات الأمنية في القنصلية الأميركية في بنغازي لو كانت أكثر صرامة، فذلك ربما كان قد يؤثر على قدرة السفير "ستينفز" على القيام بالكثير من الأمور التي كان يفترض أن يقوم بها، رد علي بالقول إن السلك الدبلوماسي لو فكر بتلك الطريقة، فإن المهام التي سينجزها ستصبح أقل كثيراً مما ينجزه بالفعل، وإنهم يعرفون أن طبيعة مهامهم تنطوي على قدر من الخطورة، وإنهم يجب أن يقوموا بها في جميع الأحوال، وإن بنغازي على وجه الخصوص كانت تمثل نقطة محورية في تحقيق الاستقرار في ليبيا، وإن السفير كان يدرك ذلك، وكان يدرك أنه يجب أن يذهب هناك لإنجاز ما هو مطلوب منه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة"كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©