الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روسيا والصين تتعاونان للاستثمار في الأخشاب

7 أكتوبر 2012
أنشأت صناديق الثروة السيادية في كل من روسيا والصين أول شراكة استثمارية بينهما، تمخضت عن قيام شركة للأخشاب السيبيرية كجزء من سعي روسيا وراء تقوية العلاقات التجارية مع بلدان الشرق الأقصى سريعة النمو. وتعاونت “الشركة الصينية للاستثمارات” ونظيرتها “الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة”، في يونيو الماضي بغرض تكوين صندوق للأسهم الخاصة. ويخطط الصندوق لقيام أول استثمارات بنحو 200 مليون دولار مقابل حصة أقلية في شركة “روسيا لمنتجات الغابات”، ثاني أكبر شركة روسية للغابات التي تملك نشاطات في سيبيريا. ودعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التوجه نحو دول آسيا المتعطشة للموارد في اعتراف ضمني منه بالبطء في استغلال الفرص الاقتصادية في دول آسيا المجاورة. واستضافت روسيا مؤخراً “منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي” في فلاديفستوك الميناء الواقع على المحيط الهادي، بغرض الترويج للشرق الأقصى كمنطقة للاستثمار. كما تم مؤخراً افتتاح مصنع لتجميع سيارات شركة “مازدا” في مدينة فلاديفستوك أيضاً. وتتعاون “مازدا” مع شركة “سولرس” الروسية لصناعة السيارات بغرض استثمار نحو 350 مليون دولار في هذا المشروع. وعاقت مخاوف بكين المتعلقة بمدى ثقتها في بيئة الاستثمار الروسية، بالإضافة إلى شكوك روسيا حول الأهداف التي ترمي لها الصين، مسيرة الاستثمارات الصينية في سيبيريا. وقوبلت محاولات الصين الهادفة إلى شراء أراضٍ وموارد طبيعية في مناطق بعيدة مثل أيسلندا وأستراليا ومنجوليا، في كثير من الأحيان بالرفض. وامتنعت منجوليا في بداية شهر سبتمبر عن الموافقة لاستثمار “شالكو” أكبر شركة لإنتاج الألمنيوم في الصين، لنحو 938 مليون دولار في حقل “ساوث جوبي” لتعدين الفحم، وذلك نتيجة شكوكها حول نوايا بكين من وراء هذه الخطوة. ويرى بعض الخبراء أن طبيعة الشراكة بين الصناديق الاستثمارية في كل من روسيا والصين، ساعدت على توطين الثقة بين البلدين. ويقول كيريل ديميتريف رئيس “الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة”، :”هناك فهم عام بأن من الضروري لروسيا إيجاد علاقات وطيدة مع دول الشرق الأقصى والتعلم من خبراتها. كما أن التعاون الروسي الأسيوي سيكون بمثابة السمة التي يتم بمقتضاها العمل حول العالم”. وأول اتفاق يعقده الصندوق سيوفر نحو 1,000 وظيفة ويساعد على زيادة الأرباح من خلال تمكين شركة “روسيا لمنتجات الغابات”، من بيع أخشاب معالجة بدلاً عن الخام. واستثمرت روسيا نحو 21 مليار دولار في الاستعداد لقمة قادة “التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي” التي عقدت في جزيرة روسكي بالقرب من مدينة فلاديفيستوك، وكذلك في تشييد أطول جسر معلق في العالم. ويشك بعض سكان الجزيرة في استمرار أثر مثل هذه الاستثمارات على المدى الطويل. ومن المتوقع أن تساهم كل من “الشركة الصينية للاستثمارات” و”الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة”، بنحو مليار دولار كل على حدة للصندوق المشترك، مع أمل إمكانية جمع نحو 2 مليار دولار من مستثمرين خارجيين في غضون 18 شهراً. وذكر ستانلي لي، المحلل لدى مؤسسة “ميراي للأصول” واحدة من الشركات الرائدة في مجال الخدمات المالية في آسيا، أن الاتفاقية تصب في مصلحة كلا الطرفين، إلا أن هذا التعاون ربما يكون محدوداً. ويقول :”من المحتمل أن لا تشرك روسيا الصين في استثمارات الطاقة الضخمة كتلك التي أبرمتها مع “أكسون موبيل” و”شل”، نظراً لتميز تلك الصفقات بحساسية سياسية مفرطة. وحتى هذه اللحظة، تعتبر الأخشاب من المجالات التي يمكن للبلدين الاستثمار فيها دون وجود معارضة سياسية كبيرة”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©