الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استقبال فلسطيني حافل للأسرى في الضفة وغزة

استقبال فلسطيني حافل للأسرى في الضفة وغزة
19 أكتوبر 2011 14:02
(غزة، رام الله) - عاد 477 أسيراً فلسطينياً إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، في إطار المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة “حماس”، بينما عاد الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى إسرائيل، وظل 40 أسيرا في مصر لترحيلهم من هناك إلى دول أخرى. ونظمت استقبالات رسمية وشعبية حاشدة في كل من قطاع غزة ورام الله لاستقبال الأسرى المفرج عنهم. وكشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن اتفاق مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت لاطلاق دفعة من الاسرى الفلسطينيين مماثلة للدفعة التي تم الاتفاق على اطلاقها مقابل الافراج عن الجندي جلعاد شاليط وتضم 1027 اسيرا. وقال عباس خلال استقبال الاسرى الفلسطينيين في رام الله “لا أذيع سرا إذا قلت إن هناك اتفاقا مع الحكومة الإسرائيلية لإطلاق دفعة تماثل هذه الدفعة من الاسرى بعد هذه الدفعة ونطالب الحكومة الاسرائيلية ان تفي بوعودها اذا كان العهد عندهم مسؤولا”. واوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات “نعم هناك اتفاق مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت ان يتم اطلاق دفعة مماثلة للتي يتفق فيها على تبادل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط”. وتابع “كان الاتفاق مع اولمرت انه سيصار الى اطلاق سراح دفعة من الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية بعد اتمام صفقة شاليط وخاصة المعتقلين قبل اتفاق اوسلو” في 1993 وقال “سنطالب الجانب الاسرائيلي رسميا بعد أن تمت صفقة شاليط باطلاق الدفعة المتفق عليها معنا”. وأوضح أن هذه الدفعة لا علاقة لها على الإطلاق بالجزء الثاني من صفقة شاليط التي ستضم 550 اسيراً فلسطينياً سيفرج عنهم خلال شهرين “ولن يكون لنا علاقة بها على الاطلاق”. وتابع “سنطالب بالافراج عن القيادات السياسية ومنهم مروان البرغوثي واحمد سعدات والمؤبدات والحالات الصحية”. وقال عباس مخاطبا الاسرى المحررين وآلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في مقر الرئاسة بالمقاطعة “الآتي قريب وقريب جدا وسنرى انشاء الله هنا في هذه الساحة مروان البرغوثي واحمد سعدات والذي نتمنى له الشفاء العاجل ونريد انشاء الله ان نرى ابراهيم حامد وعباس السيد من قيادات حركة حماس وكل اسير واسيرة ان يعودوا محررين الى الوطن واهلهم”. وحيا عباس مصر “التي بذلت كل الجهود لاطلاق سراح إخوتنا وأخواتنا”. وقال “نحن نعمل في كل الاتجاهات، إطلاق سراح الأسرى والمفاوضات ونبني مؤسسات الدولة لتكون جاهزة عندما يعلن الاستقلال إنشاء الله”. وقال القيادي في حركة حماس حسن يوسف الذي شارك في استقبال الاسرى في رام الله “بقدر السرور بإطلاق هذا العدد من الإخوة المعتقلين والمعتقلات إلا أننا موجوعون لأنه بقي لنا أخوة في السجون والمعتقلات”. واضاف ان “شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته لن يهدأ له بال ولن تنام له عين حتى يتم الإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين”. ورحبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالافراج عن الاسرى معربة عن الامل “بان تكون هذه الخطوة هي مقدمة من اجل الإفراج عن كل الأسرى من سجون الاحتلال”، وان تفي الحكومة الاسرائيلية بوعودها بالافراج عن عدد كبير آخر. وشددت “على أن إقفال ملف شاليط يتطلب رفع الحصار عن قطاع غزة، من قبل إسرائيل وإلغاء كل الإجراءات والترتيبات التي فرضت على قطاع غزة”. واستقبل سكان قطاع غزة والضفة الغربية مئات الفلسطينيين المحررين من السجون الاسرائيلية استقبالا حافلا لدى عودتهم مقابل الافراج عن جلعاد شاليط الجندي الاسرائيلي الذي احتجزته حركة حماس لخمس سنوات. وزادت الالعاب النارية وابواق السيارات والشبان الذين يلوحون بالاعلام وهم يستقلون السيارات مستوى الضوضاء في مدينة غزة بينما تدفق الآلاف على ساحة مركزية للمشاركة في تجمع حاشد تحدث خلاله قادة حماس والنشطاء المعروفين الذين حرروا للتو في صفقة التبادل التي توسطت فيها مصر. وفي رام الله احتشد الآلاف في مقر الرئاسة الفلسطيني لتحية الاسرى المحررين لدى وصولهم الى الضفة الغربية. والقى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحسن يوسف القيادي في “حماس” خطابين في اظهار نادر للوحدة الوطنية. واعلنت غزة امس عطلة وطنية واغلقت المدارس. وتحول الطريق الى الحدود المصرية مع غزة الى منطقة عسكرية وجرى اغلاقه. وانتظر عشرات الرجال الملثمين المدججين بالسلاح التابعين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في موكب لمرافقة الحافلات التي تقل الرجال المحررين شمالا الى مدينة غزة. وانطلقت الاغاني الوطنية من مكبرات الصوت بينما استقبل الاسرى استقبال الابطال لدى وصولهم الى معبر رفح. وحمل الاقارب الفرحون بعض الاسرى على الاعناق وزغردت النساء وكبر الرجال. وانضم القيادي بحماس في غزة اسماعيل هنية الى عشرات المسؤولين في استقبال الاسرى المحررين القادمين من مصر الى جانب مئات من افراد الاسر الذين كانوا يتوقون لالتئام شملهم مع ذويهم المحررين. وقبل هنية جبهات المحررين وقدم تحية خاصة ليحيى السنوار احد كبار واضعي الاستراتيجيات الامنية بحماس الذي قضى 23 عاما في السجن ونائبه روحي مشتهى الذي كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة. وقال احد الاسرى “نشكر قوى المقاومة التي اعادتنا كأبطال محررين”. وفي الضفة الغربية تجمع مئات الفلسطينيين الذين لوحوا باعلام الفصائل ومن بينها حماس وفتح عند معبر توقعوا ان تفرج اسرائيل عنده عن الاسرى. ورقصوا وغنوا وعزفوا الاغاني الوطنية منذ الصباح الباكر. وفي غزة احتشد الآلاف حول منصة وضعت في خلفيتها جدارية تحمل صورا لكبار النشطاء الذين لم يفرج عنهم وكتب عليها عبارة “لن ننساكم”. وزينت شبكة الاسلاك الكهربائية في الشوارع الرئيسية بغزة بالاعلام الخضراء لحماس. وامتلأت الشوارع بالرجال الذين استقلوا الشاحنات الخفيفة والسيارات المكشوفة وراحوا يلوحون برايات فصائل المقاومة في غزة. وقال البريجادير جنرال يواف مردخاي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي “جلعاد شاليط عاد الى وطنه”، مشيرا الى ان جلعاد في حالة صحية “جيدة ومطمئنة” بعد خضوعه لكشف طبي اولي قبيل نقله الى قاعدة تل نوف الجوية ليلتقي بعائلته. وكان في استقبال شاليط بالاضافة الى عائلته رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس هيئة الاركان بني غانتز. وبدأت عملية التبادل في وقت مبكر من صباح امس عندما نقل شاليط الى مصر حيث تعرف عليه مسؤولون اسرائيليون وبث التلفزيون المصري الصور الاولى لشاليط ثم نقل بعدها الى جنوب اسرائيل حيث خضع لفحص طبي وهاتف والديه وارتدى ملابس عسكرية قبل ان يتوجه الى تل نوف. وتنص الصفقة على تبادل شاليط، مقابل دفعة اولى من 477 اسيرا فلسطينيا من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وسمح لـ 247 اسيرا بالعودة الى منازلهم هم 131 من سكان غزة، و96 من الضفة الغربية و14 من القدس الشرقية المحتلة، و6 إلى اسرائيل. ولكن ستفرض قيود على الحركة على نصفهم. وبالنسبة للباقين، تقرر ترحيل 145 من اسرى الضفة الغربية و18 من القدس الشرقية الى قطاع غزة، على ان يتمكنوا من العودة الى منازلهم بعد ثلاث سنوات. كما نصت الصفقة على ابعاد اربعين اسيرا الى الخارج هم 26 من الضفة الغربية، و13 من القدس الشرقية، وواحد من غزة. وسمح للاسيرات وعددهن 27 بالعودة الى منازلهم ما عدا اثنتان هما احلام التميمي التي تقرر ابعادها الى الاردن، وآمنة منى التي رفضت الذهاب الى غزة وبقيت في مصر. وبموجب الاتفاق، سيتم اطلاق سراح مجموعة ثانية من 550 فلسطينيا في غضون شهرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©