الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قطبي: يا خوفي على «غرب آسيا» في تصفيات مونديال 2014

قطبي: يا خوفي على «غرب آسيا» في تصفيات مونديال 2014
26 يناير 2011 21:35
بعد مسيرة استمرت سنتين، على رأس الجهاز الفني للمنتخب الإيراني، جاءت البطولة الآسيوية، لتكون المحطة الأخيرة في مشوار المدرب الأميركي من أصول إيرانية أفشين قطبي، حيث عاش مشوار الشهد والدموع، عندما حقق أفضل النتائج، وجمع النقاط الكاملة، وتصدر مجموعته في الدور الأول، وعندما سقط أمام كوريا الجنوبية، في الدور ربع النهائي، وودع البطولة، وأضاع حلم إهداء شعبه، كأس البطولة التي تمناها أن تكون مسك مشواره مع الكرة الإيرانية. وقبل أن يحزم حقائبه متوجهاً الى اليابان للدخول، في تجربة جديدة مع كرة شرق آسيا تحدث قطبي لـ”الاتحاد”، وركز على تجربته مع الكرة الإيرانية في البطولة الآسيوية وقدم قراءة هادئة في دروس المشاركة القارية والملاحظات التي دونها قبل غلق ملف “الدوحة 2011”. الدوحة (الاتحاد) - انطلق الحديث في البداية، من سقوط كافة منتخبات غرب القارة، واكتساح دول الشرق للمقاعد في المربع الذهبي، وانحصار اللقب بين اليابان وأستراليا، والدلالات التي وقف عليها، فقال: “أخشى على منتخبات غرب القارة، من اتساع الهوة بينها، وبين منتخبات الشرق، لأن المؤشرات التي قدمتها البطولة الآسيوية خطيرة جداً، وتنذر بما هو أسوأ في الاستحقاقات المقبلة، إذا لم تتدارك الوضع، وتلحق بالركب بسرعة”. وأضاف أن تصفيات كأس العالم المقبلة، والتي تنطلق بعد أشهر قليلة، لن تكون سهلة على دول غرب القارة، في حجز بطاقة “البرازيل 2014”، لأن الفارق في الإمكانات يتسع أكثر فأكثر، ودول الشرق أصبحت المرشحة الأولى لذلك. وأشار إلى حجم العمل الذي تبذله دول شرق القارة لتطوير كرة القدم على المستوى التنظيمي، بوضع الخطط الصحيحة، وتطبيق البرامج العلمية الدقيقة، وعلى المستوى الفني من خلال الاستفادة من كافة الخبرات الكروية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. وأضاف أن دوريات هذه الدول تشهد تطوراً واضحاً، الأمر الذي ينعكس على المستوى الفني للاعبين المحليين، بالإضافة إلى دور اتحادات الكرة في هذه الدول، في دعم المنتخب بفضل العلاقة الإيجابية بين الأندية والمنتخبات. وأكد أيضاً أهمية الحفاظ على المستوى الفنية العالي، لهذه المنتخبات، من خلال خوض مباريات قوية، مع منتخبات عالمية، مثلما شاهدنا خلال الفترة الماضية، مباريات بين اليابان والأرجنتين وكوريا الجنوبية وإسبانيا. البحث عن النجاح عن سبب رحيله من المنتخب الإيراني، واختيار العمل بأحد الأندية، في الدوري الياباني قال: “اخترت العمل في الدوري رقم 1 على مستوى آسيا، وأحد أفضل الدوريات في العالم، بالإضافة الى أن نادي “شيميزو بلوسي” الذي يلعب بالدوري الياباني الممتاز يملك إمكانات كبيرة، ويرغب في المنافسة بقوة والظهور خارجياً في المسابقات القارية”. وأوضح أيضاً أنه عمل في قارتين، عندما كان مساعداً في نادي جالاكسي الأميركي، ثم انتقل مساعداً بمنتخب كوريا الجنوبية، قبل أن يدرب في إيران نادي بيروزي، ثم يقود المنتخب الأول، وبالتالي أكد أنه يعرف جيداً الفرق بين العمل بالمنتخب وبين النادي، الأمر الذي دفعه لاختيار العودة للعمل مع نادي “شيميزو بلوسي” الياباني. واشار قطبي كذلك الى انه من المدربين الشباب، لذلك فهو يرغب في العمل المستمر مع اللاعبين على عكس العمل في المنتخبات، والذي يقتصر على التجمعات القصيرة والمتباعدة، حيث لا يجد المدرب الوقت الكافي لتطبيق أفكاره الفنية واستراتيجيته في العمل، خاصة أن التجمعات محددة بلوائح وقوانين “الفيفا”، مما يتسبب في تقلصها من فترة إلى اخرى. واعتبر قطبي أن مدربي المنتخبات تحولوا إلى مديرين، بسبب غياب التواصل المستمر مع اللاعبين، الأمر الذي لا يشجع المدربين الشباب الراغبين في خوض تجارب مفيدة وتحقيق نجاحات جديدة في مسيرتهم على قيادة المنتخبات.وأضاف أيضاً أنه متحمس للتجربة اليابانية بوصفها محطة من محطاته التدريبية بانتظار تلقي عروض أخرى في المستقبل سواء مع أندية أو منتخبات. وعن العروض التي عادة ما يتلقاها المدربون خلال مشاركاتهم في بطولات كبرى، مثل أمم آسيا أشار قطبي إلى أنه لم يتلق أي عرض، لأنه حسم موقفه مسبقاً بالانتقال إلى نادي “شيميزو بلوسي” الياباني، وتمنى أن يحقق النجاح المنتظر في اليابان، وان يقود فريقه للتتويج بلقب الدوري، والمشاركة في دوري أبطال آسيا، حتى يتواصل مع بقية أندية القارة سواء في شرقها أو غربها. وعن القلق الذي عبر عنه بعض اللاعبين بخصوص مصير المنتخب الإيراني بعد رحيل قطبي والتخوف من عودة “الشللية” من جديد، مثلما كانت عليه سابقاً، اعترف افشين قطبي بأنه يشعر بنفس القلق على المنتخب الإيراني، إلا أنه أسس أسلوب عمل إذا تم الحفاظ عليه لن يواجه المنتخب أي مشاكل في مواصلة مشواره بنفس النجاح. وأوضح أنه نجح في تجهيز حوالي 32 لاعباً في القائمة، الأمر الذي جعل إيران تملك منتخبين قويين، لذلك فإن المدرب الجديد لن يجد صعوبة في دعوة هذه المجموعة، لاختيار أفضل العناصر الجاهزة بدنياً وفنياً لإكمال المسيرة في الاستحقاقات المقبلة. شخصية جديدة كما أضاف أنه حرص طوال عمله في الفترة الماضية على إكساب المنتخب الإيراني شخصية جديدة مختلفة عن السابق وتقوم على العقلية الاحترافية في التدريبات والتعامل داخل الملعب وخارجه، باحترام كبير بين كافة اللاعبين والجهازين الفني والإداري. وأكد أيضاً أنه أضفى على أداء المنتخب الإيراني ملامح جديدة، تختلف عن الطابع الذي يميز الكرة الإيرانية، وذلك حتى يقدر المنتخب على المنافسة خارجياً، وفرض نفسه بقوة في البطولات المهمة. وبذلك أبدى قطبي ارتياحه للإرث الذي تركه لخليفته على رأس الجهاز الفني الإيراني لانه لن يبدأ من الصفر وإنما سيكمل مسيرة العمل حتى يحصد المنتخب الإيراني ثمار عمله في الاستحقاقات المقبلة. وأوضح قطبي كذلك أنه قضى 20 شهراً على رأس الجهاز الفني للمنتخب الإيراني حيث قضى فترة صعبة، لأنها كانت مرحلة انتقالية، ركز فيها عمله على بناء منتخب جديد، وضم العديد من الوجوه الجديدة، بحثاً عن مستقبل أفضل للكرة الإيرانية. وأضاف أن الكرة الإيرانية كانت تعاني من الكثير من المشاكل خلال الفترة الماضية أبرزها غياب الثقة في النفس، وهبوط المعنويات، خاصة بعد المشاركة السلبية في تصفيات كأس العالم الماضية والنتائج المخيبة للآمال التي حققها اللاعبون، واهتزاز العلاقة بين الشارع الرياضي والمنتخب. وأكد أن الصعوبات التي واجهها كانت داخل الملعب وخارجه لذلك تطلب العمل وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً من أجل تصحيح الوضع وإزالة التكتلات الموجودة وأوجد روح جديدة تساعد على إعادة المنتخب إلى الطريق الصحيح. وأبدى قطبي افتخاره بما حققه خلال الفترة الماضية، معتبراً أن الكرة اليابانية ظهرت بشكل مشرف في البطولة الآسيوية، وقدمت عروضاً قوية بفضل عطاء اللاعبين والروح القتالية التي أدوا بها، مما ساهم في انتزاع العلامة الكاملة في الدور الأول، والتأهل إلى الدور الثاني، على الرغم من قوة المجموعة الرابعة وتقارب المستويات إلا أنه أضاف بأن الحظ لم يساند إيران عندما خسرت أمام كوريا الجنوبية بهدف قاتل حطم أحلام اللاعبين في الوصول إلى أبعد ما يمكن. وأشاد بالعطاء الذي قدمه لاعبو إيران خلال مباراتهم الأخيرة في البطولة الآسيوية مع كوريا الجنوبية ضمن الدور ربع النهائي والروح العالية التي اظهروها، معتبراً أن الخسارة في الدقيقة 105 من المباراة، لا يجب أن تحبط اللاعبين أو تنقص من جهودهم بل على العكس فإن الأداء يعتبر نواة لمزيد العمل وتطوير المستوى. وأبدى أيضاً رضاه التام على المحاولات التي قام بها منتخبه، على الرغم من تسجيل المنافس للهدف، معتبراً أن لاعبيه حاولوا ونوعوا من فرصهم الهجومية إلا أنهم لم يحسنوا استغلالها، الأمر الذي لا يجب أن يقلل من قيمة لاعبي إيران. وعن المدرب الذي يتمنى أن يقود منتخب إيران بعده أو الاسم الذي يرشحه لهذه المهمة اعتبر قطبي أنه ليس في المكان المناسب لتقديم النصائح لمسؤولي اتحاد الكرة قائلاً: “قدمت النصائح بما فيه الكفاية خلال سنتين إلا أنني لم أجد من يسمعني”. الاحتراف الخارجي مطلب حيوي الدوحة (الاتحاد) - عن الدروس التي خرج بها من البطولة الآسيوية أوضح قطبي أن المنافسة في البطولة القارية تحتاج الى مستوى عال من الجاهزية وإمكانات كبيرة، حيث يتطلب من المنتخبات المشاركة، خوض مباريات دولية قوية والاحتكاك بالمستويات المتطورة باستمرار، إلى جانب امتلاك دوري قوي يساعد على تجهيز اللاعبين والحفظ على جاهزيتهم، بالإضافة أيضاً إلى العمل الدقيق داخل الأندية من خلال اعتماد الأساليب العلمية في تكوين اللاعبين سواء بالمراحل السنية أو في الفرق الاولى حتى يكونوا مؤهلين للمنافسة بجدية. كما أكد قطبي أيضاً أن الاحتراف الخارجي أصبح ضرورة للمنتخبات، حتى تنافس خارجياً، ويكون لها كلمة مسموعة، مشيراً إلى أن المنتخبات الثلاثة القوية في البطولة إلى الآن وهي اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية تملك عدداً كبيراً من المحترفين في الدوريات الأوروبية، مما يساعد على الارتقاء بمستوى منتخباتها، وتقدم الإضافة لللاعبين المحليين. واعتبر أن اللعب في افضل الدوريات الأوروبية يساعد المنتخبات الآسيوية على اكتساب خبرة خوض المباريات القوية، وتعلم اللعب تحت ضغوطات المطالبة بالفوز، الأمر الذي كان واضحاً في نجاح هذه المنتخبات في تحدي الظروف الصعبة والوصول إلى الأدوار المتقدمة بخبرة كبيرة. وبعد أن وعد الجمهور الإيراني بأن يكون منتخبه متواجداً يوم 29 يناير في المباراة النهائية لبطولة أمم آسيا سالنا قطبي ماذا يمكن أن يقول بعد عدم الوفاء بوعده فأجاب: “قدمت كل ما أملك للمنتخب الإيراني، ولعبنا مباراة قوية وعلى أعلى مستوى أمام كوريا الجنوبية كانت أشبه بنهائي، حيث تابع الجميع المستوى المتميز للمنتخب الإيراني إلا أن النتيجة لم تنصفنا لأن إيران تملك مؤهلات الفوز بلقب البطولة”. غياب المواهب الدوحة (الاتحاد) - تحدث قطبي عن ظاهرة غياب النجوم في البطولة الآسيوية وعدم بروز لاعبين موهوبين لفتوا انتباه الجماهير مهاراتهم وعروضهم الفنية، مثلما كان يحصل سابقاً في البطولات الماضية، حيث أوضح أن كرة القدم اختلفت في العالم خلال السنوات الأخيرة، ولم تعد لعبة فردية تعتمد على مهارات اللاعبين بالدرجة الأولى، وإنما أصبحت لعبة جماعية تهتم بالجوانب التكتيكية والخططية في المقام الأول، مشيراً الى أن ملاعب الكرة لن تشهد في المستقبل اللاعب الذي يمسك الكرة ويراوغ خمسة أو ستة لاعبين قبل أن يسجل الهدف. وأكد أيضاً أن بعض المنتخبات الآسيوية قدمت لاعبين شبابا يملكون مهارات طيبة سواء من كوريا الجنوبية أو اليابان أو إيران أو بعض المنتخبات العربية الذين بإمكانهم البروز أكثر في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©