الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خصخصة البريد تخلط الأوراق في ألمانيا

7 فبراير 2007 01:17
إعداد - عدنان عضيمة: مع حلول كل يوم، تعبر مركز فرز الرسائل في مدينة فرانكفورت الألمانية 4,5 مليون رسالة؛ لتتلقفها ألوف الأيادي وتوزعها على مئات الرفوف المتحركة· وفي أثناء حركتها هذه تصوّب إليها مئات العيون الإلكترونية التي يمكنها قراءة كافة الخطوط المطبوعة والمكتوبة بخط اليد حتى لو كانت تبدو كالطلاسم حتى تتعرف على وجهة كل رسالة· ويكفي العين الإلكترونية مثلاً أن تقرأ في عنوان الرسالة كلمة لندن أو باريس حتى تتخذ وجهة مختلفة عن تلك التي تقرأ عليها كلمة موسكو· وعندما يحل منتصف الليل تكون الرسائل المفروزة قد احتلت مكانها في علب صفراء كتب على كل منها اسم المدينة التي ستتجه إليها ثم يتم تحميلها بطريقة آلية تماماً في الشاحنات البريدية التي تتجه بها إلى المطارات أو محطات السكك الحديدية أو الموانئ لتغادر إلى مقصدها النهائي من هناك· وتمثل كل كومة ضخمة من الرسائل اليومية التي تتم معالجتها في مركز الفرز البريدي بفرانكفورت جزءاً من العائد السنوي للخدمة البريدية في ألمانيا كلها والذي بلغ العام الماضي 4 مليارات يورو (5,2 مليار دولار)· ويقول تقرير نشرته صحيفة (هيرالد تريبيون): إن ألمانيا سترتكب خطأ فادحاً لو خصخصت هذا القطاع وأنهت احتكارها لهذه الخدمة بدعوى تطويرها وتخفيض التكاليف بالنسبة للزبائن الذين باتوا أكثر انجذاباً لخدمة البريد الإلكتروني· والآن، يبدو أن الإدارة المركزية للخدمة البريدية الألمانية عازمة على التخلي عن الوصاية على هذا القطاع إلا أنها تضع الكثير من الشروط أمام الشركات التي تريد شراء حقوق استثمار خدماتها؛ يقع في مقدمتها شرط الحفاظ على النوعية الرفيعة للخدمة وعدم فرض الأعباء الجديدة على المستفيدين منها· وفي شهر أكتوبر الماضي، أطلقت المفوضية الأوروبية حملة لإقناع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بضرورة إنهاء احتكارها لخدمة تناقل الرسائل التي يقل وزنها عن 50 جراماً بحلول عام ·2009 وسبق لهذه الدول أن فتحت أبواب استثمار الخدمات التي لا ينطبق عليها هذا الشرط أمام المستثمرين الذين يرغبون في شرائها وتشغيلها ومن أشهرها خدمات توصيل الطرود والبريد السريع· وأعلنت ألمانيا التي ترأس الاتحاد حتى 30 يونيو المقبل أنها أصبحت جاهزة منذ الآن وقبل عام كامل من الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الأوروبي، لخصخصة خدمة الرسائل البريدية· وهذا يدل على قناعة أصحاب القرار الألمان بأن خصخصة هذا القطاع يمكن أن تؤدي إلى تسريع الخدمات وتخفيض سعرها بالنسبة للمستهلكين· وبالرغم من أن الألمان حققوا تطوراً كبيراً في ميكنة عملية فرز الرسائل وتفوقوا في هذا المجال حتى على الولايات المتحدة، إلا أن هذا لم يمنع المستثمرين الجدد من التنافس على الفوز بعقود تشغيل هذه الخدمة· وهنا يبرز السؤال المهم: هل يمكن لهؤلاء المستثمرين أن يقدموا بالفعل خدمات بريدية أفضل من التي تقدمها الحكومة ؟· ويبدو أن هذا السؤال لا يهم الحكومة الألمانية على الإطلاق طالما أن هناك شروطاً واضحة ينبغي على المستثمر الجديد أن يلتزم بها تماماً· ويدور الآن خلاف بشأن تحديد موعد للسماح بدخول الشركات الأجنبية للاستثمار في قطاع الخدمات البريدية الألمانية؛ وفيما يصرّ المستثمرون الفرنسيون على أن قوانين الاتحاد الأوروبي تعطيهم الحق بالاستثمار في ألمانيا من دون انتظار الحصول على تصريح مسبق، فإن الألمان يظهرون بعض الصرامة في هذا المجال حيث أعلنوا أنهم سوف يستخدمون نفوذهم أثناء رئاستهم الحالية للاتحاد الأوروبي من أجل الالتزام بموعد محدد لدخول الشركات الاستثمارية إلى ألمانيا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©