أبوظبي (الاتحاد) - وقعت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا مؤخرا اتفاقية تعاون لدعم البحث والتطوير في مجال الطاقة والتنمية المستدامة.
وبحسب بيان صحفي امس، تهدف الاتفاقية إلى توثيق أواصر التعاون بين كل من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا من جهة، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي ومجموعة شركاتها من جهة أخرى، بما في ذلك أكاديمية الهيئة، وبرنامج الهيئة للمنح الدراسية، والمركز الوطني لأبحاث الطاقة والمياه الذي يلعب دوراً رئيسياً في تحقيق جهود الهيئة الرامية إلى تأمين موارد الطاقة والمياه المستدامة بيئياً واقتصادياً لمستقبل إمارة أبوظبي.
واتفق الطرفان على استكشاف فرص تبادل المعلومات العلمية والتكنولوجية من خلال التعاون البحثي في الجوانب التي تغطيها الاتفاقية، مثل البيئة والمياه والطاقة المستدامة.
وتوضح الاتفاقية الخطوط العريضة لعدد من المجالات المحتملة للتعاون البحثي المشترك، بما في ذلك تقنيات معالجة المياه، وتطوير الجيل التالي من تقنيات تحلية المياه وتكنولوجيا الطاقة المتجددة؛ وتحلية المياه من خلال الأغشية، وتطوير أغشية جديدة؛ وتطوير تقنيات متقدمة وغير تقليدية لمعالجة المياه، بالإضافة إلى تطوير تقنيات تحلية المياه المستخدمة حالياً، مثل الحرارية والأغشية، وغيرها من المسائل البيئية المرتبطة بتحلية المياه.
وأقيمت مراسم التوقيع في مقر الهيئة بحضور أحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة مصدر، ووقع الاتفاقيةَ في مقر الهيئة كل من الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء معهد مصدر، وعبدالله سيف النعيمي، مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي.
حضر التوقيع عدد من كبار المسؤولين في كلتا المؤسستين، من بينهم الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر؛ وفارس عبيد الظاهري، مدير دائرة الأعمال المساندة في الهيئة.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر “تماشياً مع النهج الحكيم لقيادتنا الرشيدة وانطلاقاً من قناعتنا بأهمية تضافر الجهود وتعزيز الشراكات، تحرص “مصدر” على التعاون الوثيق في مختلف المجالات التي تسهم في دفع عجلة نمو قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة”.
وأضاف “تعكس الشراكة مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي حرص “معهد مصدر” على التعاون مع الأطراف الأساسية المعنية في القطاع بما يعزز جهود بناء اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي. ولا شك بأن إمكانية الوصول إلى أحدث البيانات وتشارك المعلومات بين المؤسستين سيتيح للباحثين إجراء الدراسات حول أنماط الإنتاج والاستهلاك والمساهمة في تحسين كفاءة استخدام الطاقة والمياه”.
وتابع “نحن على ثقة تامة بالدور الذي ستضطلع به هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في دعم الأنشطة البحثية لمعهد مصدر ودفع الجهود المشتركة الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة”.
بدوره، قال عبدالله سيف النعيمي “إن الهيئة ملتزمة بتحقيق الرؤية بعيدة المدى لإمارة أبوظبي بشأن بناء اقتصاد قائم على المعرفة، ولا شك بأن الشراكات والتعاون بين مختلف الأطراف يحقق ركيزة قوية لترجمة هذه الرؤية، ونحن إذ نرحب باتفاقية التعاون بين معهد مصدر وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، فإننا نؤكد حرص هيئة مياه وكهرباء أبوظبي على إجراء الأبحاث العلمية لضمان استمراريتها كمؤسسة ناجحة ذات أداء متميز”.
واضاف “تركز برامجنا ومبادراتنا على الاستدامة والتخطيط للنمو، مع ضمان تحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي. ونحن واثقون بأن البرامج التعاونية وتبادل المعرفة مع معهد مصدر ستعود بفائدة كبيرة على مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام”.
من جهته، قال الدكتور فريد موفنزدا “إن معهد مصدر حريص على مواصلة تعاونه مع المؤسسات المتخصصة والحكومية لنشر التقنيات المستدامة. وتعكس هذه الاتفاقية المبادئ الأساسية التي تقوم عليها رؤيتنا بشأن التعاون في مجال الابتكار والبحوث ذات الصلة بالمياه والطاقة والبيئة لتحقيق فوائد بعيدة المدى لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات. وسنواصل دائماً جهودنا والتزامنا بالتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة بما يسهم في تعزيز استفادة المجتمع من تقنيات الطاقة المستدامة”.
وبموجب هذه الاتفاقية، سوف يعمل الطرفان معاً لاستكشاف فرص تطوير دورات وحلقات دراسية قصيرة تستهدف أصحاب المصلحة داخلياً وخارجياً. ومن جانبها، ستحدد الهيئة المجالات التي يمكن أن تقدمها لدعم ومساعدة الطلبة الخريجين في معهد مصدر فيما يخص البحوث التجريبية اللازمة لاستكمال متطلبات التخرج.
ومن ناحية أخرى، سوف تمهد الاتفاقية الطريق لتقديم دورات تعليمية مشتركة للجهات المعنية داخلياً وخارجياً، وكذلك تنظيم برامج محتملة متخصصة للتدريب وتبادل الأفراد، كما تشمل الاستخدام المشترك للمرافق.
وسيتم تشكيل لجنة توجيهية مشتركة تضم ممثلين عن الهيئة ومعهد مصدر للإشراف على تنفيذ التدابير والإجراءات المتفق عليها في إطار الاتفاقية.
يذكر أن هيئة مياه وكهرباء أبوظبي تأسست في عام 1998 وتعمل مع شركائها الرئيسيين على توفير الماء والكهرباء لمختلف فئات المستهلكين، وتحرص على تطوير آليات زيادة كفاءة عمليات إنتاج وتوزيع واستهلاك المياه والكهرباء. كما تركز الهيئة على التخطيط للتنمية مع المحافظة على خلق توازن اجتماعي واقتصادي وبيئي.
ومن الجدير بالذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة وتغير المناخ.
عدد اليوم
