عواصم (وكالات)
طالب البنك الدولي والأمم المتحدة أمس دول العالم بالتبرع بالمساعدات لأسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. ودعا الرئيس الألماني إلى التبرع لمكافحة الجوع، وسط مساعي الحكومة الألمانية إلى تطبيق قواعد تهدف إلى توزيع اللاجئين في أوروبا بشكل عادل. في حين هاجم دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أجل طالبي اللجوء قائلا إن ما تفعله «ضرب من الجنون».
وقال جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي إن البنك سيتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية بهدف تقديم قروض للبلدان التي تعاني من الأزمة الناجمة عن النزوح الجماعي من سوريا. كما طالب كيم المجتمع الدولي بالمشاركة في الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار في تلك المنطقة الحساسة من العالم، على هامش الاجتماع السنوي للبنك وصندوق النقد الدوليين في ليما ببيرو.
وقال كيم «علينا أن نبدأ الآن الاستثمار في مستقبل جديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن نستمر فيما كنا نفعله حتى الآن لم يعد خيارا». ووصف أزمة اللاجئين الحالية بالأسوأ «منذ الحرب العالمية الثانية».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن هناك أكثر من 10 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في سوريا والدول المجاورة. وتابع بان أن أعداد «اللاجئين ارتفعت إلى أكثر من 4 ملايين، إنه وضع رهيب».ودعا بان كي مون إلى بذل المزيد من الجهود للحد من الضغط على لبنان والأردن من التدفق المستمر للاجئين عبر الحدود السورية.
وقال إن الأزمة في تصاعد والضربات الجوية للتحالف الدولي لم تحرز تقدما كبيرا في المعركة ضد تنظيم «داعش»، كما لم تسفر الغارات الروسية إلا عن «مشاكل أكثر سوءا». وأوضح كيم إن 15 مليون شخص في تلك المناطق اضطروا إلى ترك منازلهم.
من جهته دعا الرئيس الألماني يواخيم جاوك إلى التبرع لمكافحة الجوع. وقال «الأخبار التي تصلنا يوميا من مناطق عديدة في العالم، ترسم صورة مفزعة للبؤس واليأس، وتحصي الأمم المتحدة نحو 60 مليون شخص نازح من الجوع والمرض والحرب والحرب الأهلية والاضطهاد».
وحذر من تراخي الاستعداد لتقديم المساعدة «فنحن كثيرا ما نغفل أن أكثر من ثلثي اللاجئين لم يجدوا استقبالا في أوروبا بل وجدوه في دول تفتقر هي نفسها إلى امتلاك ما يكفي لتقديم معيشة جيدة لمواطنيها».
وفي السياق قال منسق الحكومة الألمانية الجديد لشؤون اللاجئين والذي يتولى منصب رئيس ديوان المستشارية بيتر ألتماير أمس، إنه والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يعتزمان العمل خلال الأسابيع والشهور المقبلة من أجل التوصل لتنظيم يتم من خلاله توزيع اللاجئين على نحو أكثر عدلا في المستقبل على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
وقال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أمس إن أكثر من مليون لاجئ سيأتون إلى ألمانيا هذا العام، فيما أظهر استطلاع للرأي أن نصف الألمان تقريبا يرون أن ميركل تتعامل مع تدفق طالبي اللجوء على بلادهم بطريقة سيئة. وتواجه السلطات الألمانية صعوبات لاستيعاب زهاء 10 آلاف طالب لجوء يصلون يوميا.
بدورها، نفت ميركل اعتزام الحكومة زيادة الضرائب بسبب الأعداد الكبيرة للاجئين. وقالت في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة اليوم الاثنين «بمقدورنا أن نفرح أننا دبرنا أمورنا منذ سنوات بشكل جيد، وبأن وضعنا الاقتصادي في الوقت الراهن جيد». وأكدت «لن توجد زيادات ضريبية لها علاقة بأزمة اللاجئين، بشكل قاطع».
من جهته هاجم المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية دونالد ترامب أمس على قناة «سي بي إس» ميركل قائلا «ما فعلته ميركل في ألمانيا ضرب من الجنون».
إلى ذلك تظاهر آلاف الأستراليين أمس تنديدا بسياسة بلادهم المتشددة حيال الهجرة، في حين أشار أطباء إلى احتجاز غير إنساني للأطفال داخل مراكز إيواء اللاجئين.
عدد اليوم
