الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميركل… وأزمة تشكيل الحكومة

16 أكتوبر 2013 22:41
تجد أنجيلا ميركل، أقوى سياسية في العالم، أن النجاح له مشاكله الخاصة - على الأقل عندما يتعلق الأمر بتشكيل حكومة ائتلافية لألمانيا. فقد فازت فوزاً حاسماً في الانتخابات العامة التي أجريت في ألمانيا في 22 سبتمبر، مع حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» المنتمي لـ«يمين وسط»، والذي كاد يفوز بأغلبية مطلقة في البرلمان لولا فقدان بعض المقاعد القليلة. غير أن هذا الفوز الساحق جعل الأحزاب الأخرى التي خاضت أيضاً الانتخابات تتردد بشأن تشكيل حكومة مع الحزب «الديمقراطي المسيحي» خوفاً من أن تصبح مهمشة. من أجل تشكيل حكومة -ولا سيما «الائتلاف الكبير» بين الحزب «الديمقراطي المسيحي» ومنافسه الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» -يسار وسط الذي يفضله الألمان- ستحتاج ميركل إلى إقناع شركائها المحتملين أن الانضمام مع الحزب «الديمقراطي المسيحي» لن يسبب له مشاكل في المستقبل. ومن أجل الفوز بمنصب المستشار لولاية ثالثة في برلين، فإن ميركل في حاجة إلى تشكيل حكومة مستقرة، ولذا فهي في حاجة إلى شريك في الائتلاف. ومنذ الحرب العالمية الثانية لم يحكم ألمانيا حزب منفرد - فالنظام السياسي في ألمانيا يستند إلى مبدأ التسوية بين الكتل البرلمانية. لكن الشريك الأصغر السابق لحزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، وهو حزب «الديمقراطيين الأحرار» المؤيد لقطاع الأعمال، أخفق في الحصول على نسبة 5 بالمئة من الأصوات، وهي النسبة اللازمة لدخوله البرلمان الألماني «البوندستاج»، أما تشكيل ائتلاف مع حزب «اليسار»، الذي ظهر في فترة ما بعد الشيوعية، فهو أمر غير وارد. ولذلك فلن يكون أمام ميركل سوى مرشحين محتملين: حزب «الخضر» المدافع عن البيئة والحزب «الديمقراطي الاشتراكي» الألماني والمعروف تاريخياً بأنه الحزب الرئيسي الآخر في ألمانيا، والذي يعادل في ثقله «الديمقراطيين المسيحيين». ولا يبدو أن أياً من الحزبين حريص على الانضمام لـ«الديمقراطيين المسيحيين». «ميريام ريدل»، عضو الحزب «الديمقراطي الاشتراكي»، يقول «إنه سيكون الأمر سيئا بالنسبة للدولة والحزب. برنامج حملتنا الانتخابية كان مختلفاً تماماً عن برنامج حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، فعلى سبيل المثال، نحن نطالب بحد أدنى للأجور الوطنية، أو كما نطالب بمنح مزايا ضريبة للأزواج من المثليين مثل تلك التي يحصل عليها الأزواج العاديين. لن نحصل على ذلك مع ميركل». كما يشارك «ريدل» الرأي العديد من «الديمقراطيين الاشتراكيين»، ولهذا السبب تعهدت قيادة الحزب للمرة الأولى بإجراء استفتاء للحزب قبل التوقيع على معاهدة تشكيل ائتلاف مع «المحافظين»، وفي المقابل، فإن الجمهور الألماني لديه رغبة قوية في رؤية مثل هذا الاتفاق. ووفقاً لاستطلاع أجراه معهد «انفراتيست» لاستطلاعات الرأي هذا الأسبوع، أشار إلى أن 66 بالمئة من الأصوات يرى أن ما يسمى بـ«الائتلاف الكبير» سيعود بالفائدة على ألمانيا. لقد مرت الدولة بهذه التجربة من قبل. فقد كان أول مجلس وزراء لميركل في عام 2005 عبارة عن ائتلاف مع «الاشتراكيين الديمقراطيين»، لكن العديد منهم شعروا أنهم يدفعون ثمناً باهظاً في هذه العلاقة، وعندما فقد «الاشتراكيون الديمقراطيون» الكثير من الأصوات في الانتخابات التي أجريت عام 2009، قامت ميركل بتشكيل حكومة مع حزب «الديمقراطيين الأحرار» المؤيدين لقطاع الأعمال. تقول ريدل «لقد وعدتنا ميركل بالكثير في الائتلاف الكبير الأول، لكنها لم تحافظ على وعودها وفقدنا الدعم». قبل عقدين من الزمان كان حتى مجرد التفكير في مثل هذه العلاقة يبدو سخيفاً، ولكن أعضاء حزب الخضر تخلوا عن برنامجهم إلى حد بعيد للاهتمام بقضايا تتعلق بالبيئة. وكانوا جزءاً من مجلسين للوزراء في الفترة بين 1998 و 2005، ولكن كان ذلك مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي ينتمي أيضاً إلى اليسار الوسط. وأضافت بوز «في الجوهر، نحن ما زلنا حزباً ينتمي لليسار، وليس بإمكاننا تجاهل أن السيدة ميركل من الذكاء لكي تدرك ذلك خلال مفاوضات الائتلاف». وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد من المراقبين يرون أن تشكيل ائتلاف كبير هو الخيار الواضح. إن هذا الائتلاف من شأنه أن يعطي ميركل التأييد الواسع الذي تحتاج إليه لتنفيذ سلسلة كاملة من المشاريع خلال السنوات المقبلة، حسبما ذكر آلان بوسينير، كاتب عمود سياسي. وسوف تحبذ أوروبا أيضاً فكرة الائتلاف الكبير الذي من شـأنه أن يعطيهم القدرة على التنبؤ بمسار ميركل، مصحوباً ببعض التخفيف من إصرارها على إجراءات التقشف وذلك من خلال التأثير على «الديمقراطيين الاشتراكيين»، وهكذا يمضي التفكير، وفقاً لـ«مايكل هوذر»، مدير معهد كولونيا للأبحاث الاقتصادية. وأضاف «أن الديمقراطيين الاشتراكيين سيقبلون بأن قضيتهم الرئيسية هي إدخال حد أدنى للأجور الوطنية. هل تعلم؟ سوف توافق ميركل». يذكر أن حزب «الخضر» قد أعلن من قبل استعداده للمشاركة في تشكيل الحكومة وإجراء محادثات جادة، كما أكد التحالف المسيحي رغبته في إجراء محادثات استطلاعية مفتوحة النتائج، إلا أن حزب «الخضر» زاد من عوائق تشكيل ائتلاف حاكم مع التحالف المسيحي بسبب مطالبه بزيادة مساعدة اللاجئين. وعقب جولة المحادثات الاستطلاعية الأولى مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، برز تأييد واضح داخل التحالف المسيحي لخيار تشكيل ائتلاف حكومي موسع مع الاشتراكيين، حيث أعرب رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي، هورست زيهوفر، عن تفضيله لإجراء مفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. مايكل ستينينجر برلين ينشر بترتيب مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©