زكي نسيبة لـ "الاتحاد": مشاريع أبوظبي الثقافية تعزز الهوية الوطنية

أكد زكي نسيبة مستشار وزارة شؤون الرئاسة وعضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعضو مجلس إدارة جامعة باريس السوربون أبوظبي أن ما أطلقته الإمارة من مشاريع ريادية في مجالات التعليم والثقافة، والمشهد الثقافي التي تطل منه الآن يأتي ضمن منظومة متكاملة تهدف في أساسها إلى تقوية الهوية الوطنية وتجذير التراث وتعميقه في نفوس الأجيال الحالية والصاعدة· واعتبر أن هذه المشاريع تزود الأجيال بأساليب التعليم العالمي،وتعرفهم على الحضارات العالمية، لتفتح آفاقا للتعاون والتواصل مع الآخر،وبالتالي تكون أبوظبي مركز إشعاع حضاري للعالم· وقال نسيبة في حوار مع ''الاتحاد'' إن'' أبوظبي تشهد خطوات عملاقة في مجالات التعليم والثفافة أشادت بها عواصم العالم المتقدمة،مما يجسد الرؤية المتكاملة لصاحب الســـــمو الشيخ خليفـــــة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة''· وأطلقت أبوظبي مؤخرا العديد من المشاريع الريادية في مجالات التعليم والثقافة بافتتاحها فروعا للجامعات العالمية العريقة والمعاهد الدولية مثل السوربون ونيويورك الدولية، كما أدخلت أنظمة وأساليب حديثة للتعليم في المدارس، وعملت على تعضيد هذه المرحلة التعليمية بحركة ثقافية ضخمة،من تنظيمها مهرجانات ثقافية عالمية،مثل معرض الكتاب الذي دخل العالمية مع معرض فرانكفورت العالمي، ومهرجانات الموسيقى والسينما والشعر، فضلا عن المتاحف العالمية والتركيز على تطوير الآثار في مختلف أرجاء الإمارة،لاسيما في مدينة العين الحاضنة لتاريخ الأجداد· ورأى نسيبة أن إنجازات أبوظبي تفعيل عملي لبعض توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة في خطاب سموه في احتفالات العيد الوطني الرابع والثلاثين،إذ أكد أننا تجاوزنا مرحلة التأسيس ونسير في مرحلة التمكين، وكذلك ما ذكره سموه في وثيقة أبوظبي الاستراتيجية، وأهم الأهداف الخاصة بانطلاق أبوظبي نحو العالمية· وأشار نسيبة إلى أنه انطلاقا من أن التعليم والثقافة وحوار الحضارات هي الرابط بين العالم،تفاعلت أبوظبي من هذا المنطلق وأسهمت فيه لتكون اليوم مصدر إشعاع حضاري وثقافي في المنطقة والعالم· وقال ''المنظومة المتناسقة في أبوظبي تزود الأجيال الصاعدة بالعلم والثقافة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، كما تهدف هذه المشاريع إلى تثقيف الشباب، ومدّ الجسور إلى العالم والتوفيق من خلال ذلك ما بين التقاليد والتراث في بلد إسلامي عربي وبين رؤية عامة تشمل العالم·والإمارات استثمرت مبالغ كبيرة في حضارة عالمية شاملة،تضم في رحابها الإنسان كمخلوق كوني دون تمييز بين كونه من الشرق أو الغرب وبدون النظر إلى جذوره أو دينه، بل تسعى لبناء الجسور بين الحضارات والأمم، وهو ما جعلها اليوم مركز إشعاع حضاري للعالم أجمع''· واستشهد نسيبة بقول سمو ولي عهد أبوظبي إنها تدخل العالمية من أوسع أبوابها والأكثر تقدما وحضارة وإنسانية واجتماعية· فخر زكي نسيبة مدير وعضو مجلس إدارة في العديد من الهيئات، وحصل على جائزة أبوظبي لعام 2007 لإسهاماته في مجالات عمله المختلفة التي امتدت إلى ما يقارب الخمسين عاما· وعمل نسيبة مترجما ومستشارا شخصيا للمغفور له الشــــــيخ زايــــــد بــــــن ســـــــلطان آل نهيان،وبدأ عمله صحفيا ومحررا ومذيعا قبل أن يصبح مستشارا في ديوان الرئاسة إضافة إلى منصبه كعضــــو مجلـــس إدارة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث· وحول هذه الجائزة قال زكي نسيبة ''كانت مفاجأة لي، إذ كنت في لقاء مع ممثلي الجائزة نتحدث عن د·فروكاهيرد باي المؤرخة التي تعتبر من نخبة الخبراء في قبائل وتاريخ أبوظبي قبل الاتحاد والفائزة بالجـــائزة، وما كنت أعلم أن هـــــؤلاء يسجلــــــون معي لأنني مــــن المكــــــرمين، وكان تكريما أفخر به''· وأضاف: تكريم الفريق أول ســـــمو الشـــــيخ محمــــد بن زايد آل نهيان لي بمنحي الجائزة أقصى ما كنت أتمنى الوصول إليه، فتكريم ولاة الأمر للشخص وتقديره لما قدمه لمجتمعه هو بحد ذاته غاية وذروة ما يطمح إليه، كما أن تفاعل الأفراد من مقيمين ومواطنين وتكريم جائزة أبوظبي لهم، يشعرهم بأنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، ويحفزهم على التفاني والعطاء الأكبر''· الثروة الحقيقية عن المردود الذي حققته أبوظبي من خطواتها الاستراتيجية الحضارية قال نسيبة: هو مردود على المدى القريب والبعيد ومن ذلك تنشئة أجيال مؤهلة ومتعلمة ولديها ثقافة واسعة، ومتمسكة بجذورها وهويتها القومية والإسلامية وفي الوقت نفسه منفتحة على الآخر، وكما يقول صاحب السمو رئيس الدولة وسمو ولي العهد، فإن المواطن هــــــو الثروة الحقيقيــــــة للدولــــــة، والرجل بالعلم والمعرفة سيكون لوطنه بحرا لاينضب وسيخلق لنفسه الثروات الجديدة''· وأكد نسيبة أن دلالات هذا القول المشروعات التي تسعى إلى إبراز أبوظبي في المجالات كافة،ورأى أن الإمارة اليوم تعيش العهد الإحيائي الجديد، والذي يوازي في عظمته ورؤيته وفكرته المرحلة القوية الأولى من التأسيس، لتصل إلى هذه المراحل الخلاقة، وتعطي الفرص للأجيال الجديدة للعمل في مختلف المجالات لما وصلوا إليه من خبرة ومعرفة وثقافة·