السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين وكوريا الشمالية.. الشراكة المحسوبة

11 أكتوبر 2015 03:06
تستغل الصين حضورها لعرض عسكري كوري شمالي، لمواربة الباب أمام إجراء مباحثات مع نظامها المعزول، وذلك من خلال إرسال وفد رسمي يعد هو الأرفع الذي ترسله إلى بيونج يانج منذ تولي «كيم جونج أون» مقاليد السلطة في تلك البلاد عقب وفـاة والده في أواخر عام 2011. وكان «ليو يون شان»، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي الذي يعد أعلى سلطة لاتخاذ القرار في الحزب الشيوعي الصيني، قد وصل إلى العاصمة الكورية الشمالية لحضور احتفالات الذكرى السبعين لتأسس حزب العمال الكوري الشمالي التي أقيمت يوم السبت الماضي. ومع أن الصين تعتبر حليفاً وثيقاً لكوريا الشمالية، إلا أنها كانت قد أعربت عن قلقها بشأن جهود «كيم» الرامية لتعزيز ترسانته النووية، ولمّحت إلى إحباطها بسبب بعض أفعاله، ومنها تهديد نظامه، الشهر الماضي، بإجراء تجربة نووية أخرى، وإطلاق صاروخ بعيد المدى. ومن خلال الزيارة التي أداها كل من الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيسة الكورية الجنوبية بارك جيون- هي، مؤخراً للولايات المتحدة، تحاول الدول الثلاث إظهار عزمها على تشكيل جبهة أكثر تماسكاً للتعامل مع «كيم»، من خلال زيادة الضغط عليه لاستئناف المحادثات التي كانت قد توقفت حول برنامجه النووي. و«من خلال إرسال مسؤول كبير لمشاركة حليفها في احتفاله الكبير، تأخذ بكين زمام المبادرة لتحسين العلاقات مع بيونج يانج، من خلال تزويدها بسلّم تهبط عليه من الموقع المرتفع الخطر الذي كانت قد صعدت إليه» هذا ما قاله «شي يوان هوا»، مدير مركز الدراسات الكورية في جامعة فودان في شنغهاي، مضيفاً أيضاً أن: «أفضل سيناريو يمكن الوصول إليه من خلال هذه الزيارة، هو توصل البلدين إلى توافق يضمن أن بيونج يانج لن تستأنف سياسة السير على حافة الهاوية النووية في المستقبل المنظور». وفي إيجاز للصحافة في واشنطن، قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه: «ما زال لدى الصين نفوذ في كوريا الشمالية، ونحن نريد منهم أن يستخدموا هذا النفوذ لتحقيق محصلة أفضل في شبه الجزيرة الكورية». يشار إلى أن الرئيس الكوري الشمالي، بعد تباهيه بإطلاق قمر اصطناعي عام 2012 وإجراء ثالث تجربة نووية عام 2013 باعتبارهما من أعظم إنجازاته، ثم سخريته من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يمنع بلاده من تطوير تقنيتها الصاروخية والنووية، خطط لإجراء أكبر عرض عسكري في الاحتفال المذكور، لإظهار المدى الذي تطورت به التكنولوجيا في عهده، وكيف تمكن من إحكام قبضته على زمام السلطة -جزئياً- من خلال عمليات التطهير التي أجراها في صفوف كبار مسؤوليه. وبالنسبة للصين تعكس زيارة المسؤول الكبير التوازن الدقيق التي تحاول بكين إيجاده بين دعمها لحليفها، وشعورها بالإحباط بسبب تصرفاته، كما تبرز الزيارة أيضاً الحدود التي تقف عائقاً أمام قدرة المجتمع الدولي على التعامل معه، سواء من خلال تقديم محفزات له لاستئناف المباحثات أو مواصلة الضغط عليه لكبح جماحه. وعلى الرغم من العقوبات المفروضة من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة -بما في ذلك الصين- على كوريا الشمالية، فقد تمكنت من بناء منشأة لتخصيب اليورانيوم، قادرة على توفير مسار ثانٍ لتصنيع قنابل نووية، وتصنيع غواصة تزعم أنها قادرة على إطلاق صواريخ باليستية، وإنشاء منتجع فاخر للتزلج على الجليد. ويقول روبرت كيلي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية إن: «الصينيين لا يمنعون التهريب عبر الحدود، كما لا يقومون بحملات مداهمة على التجارة المتجهة إلى كوريا الشمالية، ولا منع البضائع الفاخرة من الدخول إليها»! ويقول مشيراً إلى زيارة «شي» المزمعة لكوريا الشمالية إن «القيادة الصينية تحاول توصيل رسائل من خلال هذه الزيارة تقول لهم من خلالها نحن مستاؤون منكم، ولكنها لا تتخذ أيضاً أي خطوات عقابية ضد كوريا الشمالية في حقيقة الأمر»! وبدوره، ومعرض الحديـث عن زيارة شي لبيـونج يانج يقول «شي يونجمينج» زميل الأبحاث المساعد في المعهد الصيني للدراسات الدولية إن: «الزيارة تمـثل فرصة مهمة للغايــــة بالنســــبة لكوريا الشمالية، فالصين من خلالها تحـاول أن تظهـــر أنـــها تقـوم بدور الشرطي الطيب، في مقابل ترك دور الشرطي الشرير للولايات المتحدة، ولكن الحقيقة هي أن البلدين معاً يريـــدان إقـناع بيــــونج يانج بالعودة إلى طاولة المفاوضات، على الرغم من أن الوسائل التي يتبــــعها كل منهما لتحقيق ذلك قد تختلف، ولكن ليس في مقدور بيونج يانج أن تدير ظهرها للاثنين معاً». سام كيم وتنج شي* *محللان سياسيان متخصصان في الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©