الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد يمنح الأبناء فرصة المرح تحت رقابة الأهل

العيد يمنح الأبناء فرصة المرح تحت رقابة الأهل
15 أكتوبر 2013 23:09
يرتبط العيد بالمرح والبهحة وقضاء الأوقات السعيدة مع الأهل والأصدقاء، غير أن البعض وبخاصة من صغار السن والمراهقين، قد يعتقدون أن العيد له معنى آخر مرتبط بالحرية، وكسر قواعد الحياة اليومية التي يسيرون عليها، والتصرف بغير حساب ولا رقابة، سواء في إهمال دروسهم وواجباتهم، أو السهر حتى ساعات الصباح الأولى، وغيرها من السلوكيات التي تضر أكثر ما تنفع، وتتطلب من الأهل مراقبة مستمرة، والوعي بأهمية استمتاع أبنائهم بالعيد، دون أن يكون لذلك تأثير سلبي على سلوكياتهم وطريقة حياتهم التي اعتادوا عليها. بداية.. تقول المواطنة شمة العبيدي، «ربة منزل وأم لأربعة أطفال في مراحل التعليم المختلفة»، إن أيام العيد يجب أن تختلف عن سائر أيام العام، من حيث الطقوس الجميلة التي تصحبها مثل العيدية وتبادل الزيارات مع الأهل، والصغار تكون فرصتهم أكبر للعب والتنزه، ولكن في ظل الانفتاح الاجتماعي الذي نعيشه، وخوفاً على أبنائها من أن يتصرفوا بشكل لا يتفق مع ما تربوا عليه، أو يتعلمون سلوكيات غير مرغوبة، فإنها تحرص في العيد باستمرار على ترتيب خروجات عائلية، والذهاب إلى أماكن جديدة، بحسب الأحوال المادية لرب الأسرة، وإن لم يكن هناك سفر أو خروج جماعي للأسرة، تسمح لأولادها طالبي المرحلة الثانوية والإعدادية بالخروج مع أصدقائهم، ولا تعطيهم عيدية كبيرة، وحين عودتهم تسألهم كيف أنفقوها، وأين ذهبوا، والأهم من ذلك أنها تطلب منهم العودة قبل الساعة التاسعة مساء للبيت، حتى تطمئن عليهم، ويقضوا ما تبقى من الوقت مع الأسرة داخل المنزل. واقع مختلف شروق الحارثي، أم لطفلين في المرحلة الابتدائية (شذى 10سنوات) و(عمرو 8 سنوات)، تذكر أن أهم ما في العيد، ألا يهمل الأبناء الواجبات الدراسية التي قد تعطيها المدرسة لهم، ولكن الواقع يخالف ذلك تماماً، فأبناؤها، «لا يفتحون الكتاب مطلقاً»، بحسب تعبيرها، ويقضون كل الوقت في اللعب ومشاهدة التلفزيون، أو يطلبون من والدهم الخروج معهم، وينقضي العيد وهم بعيدون تماماً عن المذاكرة، وحين يعودون للمدرسة يشعرون كأنهم عائدون من العطلة الصيفية، خاصة لو كانت إجازة العيد طويلة، مثل عيد الأضحى الحالي التي وصلت إجازته إلى عشرة أيام لو أضفنا إليها أيام الإجازات الرسمية العادية. ويشاركها منصور الربايعة، مهندس من الجنسية الأردنية، الشكوى من أن الأبناء يجعلون العيد فرصة لكسر كل القواعد والنظم التي يسيرون عليها طوال العام الدراسي، فينقلب ليلهم نهارا ونهارهم ليلا، ويبدأ ذلك منذ يوم الوقفة، حيث يخرج الأولاد مع أصدقائهم ويذهبون إلى المراكز التجارية أو غيرها من أماكن التنزه، وبعد العودة للمنزل لا يكادوا يفارقون أجهزة المحمول الخاصة بهم أو أجهزة الكمبيوتر، أما الأصغر سنا، فتصبح علاقتهم بالتلفزيون علاقة أكثر قوة من سائر الأيام، فلا يتركونه إلا وقد ناموا أمامه في ساعات متأخرة من الليل. ليست مطلوبة من ناحيتها تؤكد الاختصاصية النفسية، دوللي حبال، أن الاستمتاع بأوقات العيد لا يعني ترك الحبل للأولاد على الغارب، دون رقابة أو ملاحظة من أولياء الأمور، ويمكن للأهل الموازنة بين إشعار الأبناء بالعيد وفرحته، وفي الوقت ذاته حمايتهم من التصرفات العشوائية التي تنجم عن إحساسهم بالحرية في أيام العيد، وعليهم تنظيم الخروج والسهر وأيضاً مراقبة المذاكرة لدروسهم، حتى لا تكون هناك فجوة في عملية التحصيل بعد العودة لصفوف الدراسة بعد انتهاء العيد. وتشدد حبال، على أن الحرية المطلقة ليست مطلوبة أبداً في عملية تربية الأبناء، وخاصة في سنوات الطفولة والمراهقة، لأنها سنوات التكوين النفسي والسلوكي، ومن خلالها يبدأ ميل الإنسان للنجاح والتفوق في الحياة، أو العكس. كما يجب ألا يخرج الأبناء عن نمط الحياة اليومية التي يعيشونها، ولا يميزون أيام العيد عن الأيام العادية، وهذا لا يمنع الوالدين من التجاوز عن قليل من السهر على ألا يتجاوز ذلك الساعة الثانية عشرة مساء، ويمكنهم أيضاً تقليل ساعات المذاكرة خلال أيام العيد، ولكن ليس الابتعاد عنها تماماً، ما يؤثر على مستواهم الدراسي. وينبغي على الوالدين، حسبما تقول حبال، إن يتعرفا على خط سير أبنائهم عندما يخرجون برفقة أصدقائهم، ولا يمتنعوا عن سؤالهم بحجة أنهم كبروا، كما يجب أن تكون هناك رقابة على الأموال التي ينفقونها في العيد وألا تكون قيمة العيدية مبالغاً فيها، بحيث تشجعهم على أي من أوجه الإنفاق غير المرغوبة. احذروا الثقة العمياء تحذر الاختصاصية النفسية، دوللي حبال، من الثقة العمياء التي قد يعطيها بعض أولياء الأمور لأبنائهم، بحجة أنهم واثقون في تربيتهم وأخلاقهم، فالأبناء دوماً يحتاجون لنوع من الرقابة حتى لو كان ذلك عن بعد وبطريقة غير مباشرة، وفي هذا أمان لأبنائنا، والرقابة تعتبر سياجاً يحمي أبناءنا من الخروج عن الطريق السليم الذي يرسمه ويتمناه أي ولي أمر لأبنائه وتسهم في جعل حياتهم خالية من الاتجاهات السلبية، والقيام بأي سلوكيات غير مرغوبة سواء كان ذلك في العيد أو الأيام العادية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©