السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا...خريطة أميركية لمكافحة الإرهاب

15 أكتوبر 2013 23:05
العمليتان اللتان نفذتهما القوات الخاصة الأميركية في الصومال وليبيا يوم السبت الماضي تلقيان الضوء على أن الدول الضعيفة أو الفاشلة تحظى بتركيز أكبر في الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب. وضمن حملة مكافحة الإرهاب في أفريقيا أيضاً، أدرجت الخارجية الأميركية يوم الاثنين المصري محمد جمال إلى القائمة الأميركية للإرهاب العالمي. وقالت الوزارة في بيان إن جمال تدرب مع تنظيم «القاعدة» وتعلم صنع القنابل في أفغانستان، وعاد لمصر في التسعينات ليصبح رئيس جناح العمليات في تنظيم «الجهاد الإسلامي» الذي كان يتزعمه حينذاك أيمن الظواهري الزعيم الحالي لـ»القاعدة». وأضافت أنه منذ الإفراج عنه من سجن مصري عام 2011، أنشأ جمال معسكرات تدريب إرهابية في مصر وليبيا وأقام علاقات مع إرهابيين في أوروبا ومع قيادة «القاعدة» ومع فرعيها، «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» و»القاعدة في شبه جزيرة العرب». وأدراج محمد جمال في القائمة والعمليتان في الصومال وليبيا يلقي الضوء على كيف خلق انهيار الحكومات وانتشار انعدام القانون عبر قطاع في أفريقيا يمتد من مصر والصومال إلى موريتانيا الظروف الملائمة للجماعات الإسلامية المتطرفة كي تنتظم وتنتعش. وتكثر الإشارة إلى الإقليم الجغرافي الواسع في الشهادات في الكونجرس الأميركي، وفي تقارير مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» والدبلوماسيين باسم «هلال عدم الاستقرار»، وهو التصنيف الذي لحق بالمنطقة في يناير الماضي عندما هدد متشددون إسلاميون لهم صلة بتنظيم «القاعدة» في المغرب الإسلامي بالإطاحة بحكومة مالي بينما هاجم آخرون منشأة لإنتاج الغاز الطبيعي في جنوب الجزائر في عملية قتل فيها 40 عاملا أجنبياً. ووافق الأسبوع الماضي الذكرى العشرين لعملية عسكرية أميركية فاشلة في مقديشيو قتل فيها 18 جندياً أميركياً، وأُسقط فيها طائرتان «بلاك هوك»، لكن العملية في ليبيا ألقت الضوء على مدى عدم الاستقرار الذي حل بليبيا بعد دولة القذافي البوليسية السابقة مع ضعف سيطرة الحكومة على أراضيها وانتشار الميليشيات. واستهدفت العملية الأميركية في العاصمة الليبية طرابلس اعتقال نزيه عبد الحميد الرقيعي الذي يكنى بأبو أنس الليبي، وهو من الناشطين في «القاعدة»، الذي تطلبه الولايات المتحدة لاتهامه بالضلوع في تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. وقالت مصادر من وزارة الدفاع إن قوات العمليات الخاصة الأميركية اعتقلت «أبوأنس» في سيارته بطرابلس دون قتال. وقال وزير الدفاع الأميركي في بيان إن اعتقال أبو أنس وعملية الصومال بعثا «برسالة قوية إلى العالم تفيد أن الولايات المتحدة لن تتدخر جهدا لمحاسبة الإرهابيين بصرف النظر عن المكان الذي يختبئون فيه وطول المدة التي يتهربون فيها من العدالة». وأشار بعض خبراء مكافحة الإرهاب إن عملية ليبيا تلقي الضوء أيضا على أن إرهابياً مطلوباً حياً أو ميتاً مقابل مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار استطاع العيش في العلن في طرابلس لبعض الوقت. وقال الخبراء إن العملية الصومالية- التي انتهت فيما يبدو قبل أن تستطيع قوات خاصة اعتقال الهدف المهم الذي أرادوه - استهدفت منظمة الشباب الإرهابية المنبثقة عن «القاعدة» التي أظهرت قدرة مدهشة على تنفيذ هجمات إرهابية معقدة وكبيرة. وفي بيان صدر يوم الاثنين بشأن عملية الصومال، قالت وزارة الدفاع الأميركية «بينما لم تتمخض العملية عن اعتقال الهدف، لكن أفراد الجيش الأميركي نفذوا العملية بدقة بلا نظير، وأظهروا أن الولايات المتحدة تستطيع أن تمارس ضغوطاً مباشرة على قيادة الشباب في أي وقت نختاره». وأظهرت «الشباب» خلال الآونة الأخيرة اتساع نطاق نفوذها بشن هجوم قتل فيه ما لا يقل عن 60 شخصا الشهر الماضي على مركز «ويست جيت» التجاري في العاصمة الكينية نيروبي. وأدهش الهجوم على و«يست جيت» بعض خبراء الإرهاب بتدبيره المحكم، وقبل الهجوم الذي وقع يوم 21 سبتمبر الماضي، كان عدد من محللي الإرهاب الدولي يقولون إنه لا تستطيع جماعة غير «القاعدة» في شبه جزيرة العرب من بين الجماعات المنبثقة عن القاعدة تنفيذ هجمات خارج نطاق مقرها المباشر. وقاد الهجوم على و«يست جيت» بعض المحللين إلى أن يحذروا من أن حركة»الشباب» قد تستطيع العمل خارج نطاق مقرها المباشر. وقال «سيث جونز» الخبير في مكافحة الإرهاب في شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأسبوع الماضي «هجوم ويست جيت كان محكم التدبير والتنفيذ وتضمن عمليات جمع معلومات استخباراتية ومراقبة واستطلاعا للهدف... وهي مهارات يمكن أن تستخدم لنوع آخر من الهجمات تستهدف مباشرة الولايات المتحدة ومواطنيها». وقال «جونز» إنه يتعين على الأميركيين أن يفكروا بشأن «الشباب» باعتبارها أكثر من مجرد مشكلة صومالية أو أفريقية مشيرا إلى أن الجماعة «تمتلك قدرات خاصة بإجراء عمليات خارجية، وأن قيادتها «عبرت عن اهتمامها بضرب أهداف أميركية وأجنبية أخرى في شرق أفريقيا» وربما «الأكثر إثارة للقلق هم الأميركيون من مدن مثل فينكس ومينابوليس الذين سافروا إلى الصومال على مدار السنوات الماضية ليقاتلوا بجانب الشباب». وتدفع عمليتا يوم السبت الأميركيين إلى أن يفكروا في أن التهديد الذي كان منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر أكثر ارتباطاً بأفغانستان وباكستان وأنحاء من الشرق الأوسط ربما أصبح محوره الآن في الدول الضعيفة أو الفاشلة في شمال أفريقيا. هاوارد لافرانشي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©