مجلس الأمن ودول غربية يستعجلان تشكيل حكومة ليبية

نيويورك (وكالات) استعجل قادة ست دول غربية والأمم المتحدة أطراف النزاع في ليبيا توقيع اتفاق سلام مقترح يقضي بتشكيل حكومة وفاق وطني اقترحتها المنظمة الدولية بهدف إنهاء النزاع، في خطوة لاقت على الفور انتقادات من الطرفين الأساسيين المعنيين. وفي إعلان صدر بالإجماع، أشاد مجلس الأمن الدولي بالاتفاق الخاص بتشكيل حكومة وفاق في ليبيا وطالب كافة الأطراف المتصارعة بدعمه.. ودعا أعضاء المجلس «كافة الأطراف الليبيين إلى دعم هذا الاتفاق الذي يمثل تطلعات وآمال الشعب الليبي»، مؤكدا انه «مستعد لمعاقبة الذين يهددون سلام ليبيا واستقرارها وامنها ويعرقلون استكمال انتقالها السياسي بنجاح». وشجعت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على المساعدة في «تنسيق المساعدة الدولية لحكومة الوحدة الوطنية المستقبلية»، مشيرة إلى أن لجنة العقوبات في الأمم المتحدة «على استعداد لمعاقبة من يهددون سلام ليبيا واستقرارها وامنها أو يسعون لمنع إنجاز الانتقال السياسي». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هنأ المشاركين في المفاوضات، مؤكدا في بيان ان «على الأطراف المشاركة في الحوار السياسي الآن المصادقة على الاقتراح وتوقيع الاتفاق بلا تأخير». وفي واشنطن، دعت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية في بيان طرفي النزاع الليبي إلى توقيع الاتفاق من اجل تشكيل حكومة وفاق وطني سريعاً. وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا في بيان مشترك «يجب عدم إضاعة مزيد من الوقت». وأضافت «أن التأخير في تشكيل حكومة وحدة وطنية لن يؤدي سوى إلى زيادة معاناة الشعب الليبي ويعود بالفائدة على الإرهابيين الذي يسعون إلى الاستفادة بشكل اكبر من الفوضى». وأكدت الدول الست «دعمها الكامل» للمسؤولين الذين سيشكلون هذه الحكومة. وفي بيان منفصل تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «لبنة مهمة في المسار السياسي الليبي» مشيدا بشجاعة المفاوضين الليبيين الذين امضوا العام الماضي في مباحثات صعبة. وبعد يوم من اقتراح الامم المتحدة على الفصائل المتحاربة في ليبيا تشكيل حكومة وحدة وطنية نزل محتجون لشوارع بنغازي احتجاجا على الخطة أمس الأول. وتجمع مئات المحتجين مرددين الهتافات وملوحين بالأعلام في مظاهرة جابت شوارع بنغازي ورفع المتظاهرون صور اللواء خليفة حفتر قائد جيش الحكومة المعترف بها دوليا. وقال عمر عامر احد المحتجين «هذه المظاهرة هي عبارة عن رد على ما تم في الصخيرات، هذه الحكومة الفاسدة بكل المعاني، معذرة من كل الناس، حكومة تعتبر غير عادلة.. غير قانونية.. غير شرعية». واضاف عامر «هذه المجموعة هي مجموعة مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون لا تمثل الشعب الليبي نهائيا.. كيف يمثلنا اشخاص هم اصلا مطلوبون للعدالة الدولية.. ناس قاتلة». وقال محتج آخر يدعى نبيل العبيدي «سبب خروجنا هذا هو رفض الحوار اصلا، الحوار رافضينه من الأول وعارفين هتوصل لكيف، نرفض الحكومة الوفاقية.. وطالعين ومعنا الشرعية والشعب هو الشرعية..لا تمديد ولا شيء.. لشعب هو الشرعية والقوة»، موضحا أن ولاية البرلمان تنتهي بعد ايام قليلة.