الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئيس بوركينا فاسو يستقيل وقائد الجيش يتسلم الرئاسة

رئيس بوركينا فاسو يستقيل وقائد الجيش يتسلم الرئاسة
31 أكتوبر 2014 19:46
أعلن قائد جيش بوركينا فاسو الجنرال أونوريه ترواري، توليه مهام رئيس الدولة، بعدما أعلن الرئيس بليز كومباوري الذي يواجه احتجاجات شعبية واسعة النطاق غير مسبوقة، اليوم الجمعة التخلي عن الحكم بعد 27 عاما في سدة الرئاسة. وقال تراوري "طبقا للأحكام الدستورية وبعد التأكد من شغور الحكم، ونظرا إلى الضرورة الملحة للحفاظ على الأمة ... أتحمل ابتداء من هذا اليوم مسؤولياتي رئيسا للدولة"، مشيرا إلى أنه "أخذ علما باستقالة" الرئيس كومباوري. وتسلم قائد الجيش ،السلطة بعد أن أعلن كومباوري في بيان تلته صحافية في شبكة اف.بي1 "رغبة مني في الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية وعلى السلم الاجتماعي ... أعلن التنحي عن الحكم تمهيدا للبدء بفترة انتقالية". وأضاف كومباوري، الذي لا يعرف مكان وجوده في الوقت الراهن، أن هذه الفترة الانتقالية يفترض أن "تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يوما". وغداة تظاهرات شهدت أعمال عنف، نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع، اليوم الجمعة، للمطالبة باستقالة كومباوري. وتجمع المتظاهرون في ساحة الأمة أمام مقر قيادة الجيش وهم يهتفون "بليز ديغاج" (ارحل) و"كوامي لوغي رئيس". وكوامي لوغي كان رئيسا للأركان ووزيرا للدفاع حتى عزله في 2003، ويطالبه عشرات آلاف المتظاهرين بتسلم السلطة منذ أمس الخميس. وتؤكد المعارصة أن "أي فترة انتقالية سياسية في المستقبل يجب أن تعد وتنظم ... بمشاركة قوى المجتمع الأهلي وإشراك جميع مكونات الأمة ... بما في ذلك الجيش". وقال الكولونيل بوريما فارتا، الذي حمله الجنود على أكتافهم، "ابتداء من هذا اليوم، لم يعد بليز كومباوري في الحكم"، وذلك وسط تصفيق الجموع التي احتشدت في ساحة الأمة قبيل الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي وت غ. وقال خالدو كومباري وهو طالب في السابعة والعشرين من العمر "نريد أن يتولى الجيش المسؤولية لأن بقاء كومباوري في السلطة ليوم واحد غير وارد". وقبل الاستقالة، شدد زعيم المعارضة زفيرين ديابري للصحافيين أن المعارضة "تدعو الناس إلى مواصلة الضغط عبر احتلال الساحات العامة. رحيل بليز كومباوري غير المشروط شرط مسبق لأي نقاش بشأن أي انتقال سياسي، هكذا بوضوح وبكل بساطة". والإعلان عن مشروع تعديل دستوري كان سيتيح لكومباوري، الذي وصل إلى الحكم بانقلاب في 1987، وانتخب لولايتين استمرت كل منهما سبع سنوات ولولايتين أخريين استمرت كل منهما خمس سنوات، أن يترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2016، وهو الذي حمل مئات الآلاف من شعب بوركينا فاسو على النزول إلى الشارع للإعلان عن رفض "الرئيس مدى الحياة". وقد اشتعلت بوركينا فاسو، أمس الخميس، فاضطر الجيش إلى التدخل على أثر إحراق الجمعية الوطنية وتعرض التلفزيون الرسمي لهجوم واندلاع أعمال عنف في الأقاليم ودعوات إلى استقالة الرئيس. وأعلن رئيس أركان الجيوش نابيري أونوريه تراوري في بيان تلاه أحد الضباط، إنشاء "هيئة انتقالية" تتسلم الصلاحيات التنفيذية والتشريعية، على أن يكون الهدف إعادة النظام الدستوري " في غضون اثني عشر شهرا". تأتي احتجاجات اليوم بعد يوم من قرار الجيش حل البرلمان والإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية إثر احتجاجات حاشدة أحرق خلالها المتظاهرون الغاضبون مبنى الإذاعة والتلفزيون والبرلمان لمنع التصويت على تعديدل الدستور يسمح للرئيس بالترشح مرة أخرى. وقال متظاهر يدعى اويدراجو ياكوبو لرويترز "لا نريده.. نريده خارج السلطة. إنه ليس رئيسنا". ورغم خطوات الجيش أمس، بقي الوضع السياسي غامضا، صباح اليوم الجمعة، حول من يحكم البلاد، الرئيس بليز كومباوري الذي رفض التنحي أم الجيش الذي أعلن حل الحكومة والبرلمان وتشكيل هيئة انتقالية تشرف على مرحلة انتقالية تدوم 12 شهرا وتنتهي بانتخابات ديموقراطية. وقال النائب المعارض ابلاسي اودراوغو، في تصريح لاذاعة فرنسا الدولية "استيقظنا اليوم ورأينا الغموض الشامل يسود الوضع". إلا أن المحتجين بدوا، اليوم الجمعة، وكأنهم حسموا أمرهم إذ تظاهروا مجددا مطالبين هذه المرة باستقالة كومباوري. وليل الخميس الجمعة، سمع دوي القصف في ضواحي القصر الرئاسي الذي لا يمكن الاقتراب منه لأن جنود من الحرس الرئاسي المتوترين جدا منعوا الوصول إليه، كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس. وكان الرئيس كومباوري، الذي يحكم البلاد منذ 27 عاما، أعلن مساء الخميس أنه لن يتنحى ولكنه مستعد لإجراء "محادثات" حول "مرحلة انتقالية". وأسفرت أعمال الشغب، التي شهدتها البلاد أمس الخميس، عن سقوط حوالى 30 قتيلا وأكثر من 100 جريح بحسب المعارضة التي سارعت إلى رفض خطاب كومباوري، معتبرة أن تنحيه "شرط مسبق وغير قابل للنقاش" ومؤكدة أن ما قام به الجيش هو "انقلاب عسكري". وكان الجيش قد قام بحل الحكومة والبرلمان ردا على أعمال الشغب التي شهدتها البلاد احتجاجا على عزم الرئيس البقاء في السلطة. وقال كومباوري في خطاب عبر التلفزيون "لقد سمعت الرسالة. لقد فهمتها وأخذت الإجراء الملائم للتطلعات القوية إلى التغيير". وأضاف "أنا على استعداد لأن أطلق معكم محادثات من أجل مرحلة انتقالية أسلم في نهايتها السلطة إلى الرئيس المنتخب ديموقراطيا". كما أعلن كومباوري إلغاء حالة الطوارئ التي كان فرضها قبل ساعات إثر أعمال الشغب. وقال "أعلن إلغاء حالة الطوارئ في عموم التراب الوطني"، مضيفا أنه أصدر أيضا قرارا بحل الحكومة وهو ما كان الجيش قد سبقه إلى إعلانه. وكان خطاب الرئيس منتظرا بشدة بعدما أعلن الجيش قبل وقت قليل من ذلك الاستيلاء على السلطة عبر حله الحكومة والجمعية الوطنية وفرضه حظرا للتجول وإعلانه تشكيل هيئة انتقالية. وقال رئيس هيئة أركان الجيش نابيري هونوري تراوري، في بيان تلاه ضابط خلال مؤتمر صحافي، أن السلطتين التنفيذية والتشريعية ستتولاهما هيئة انتقالية ستشكل "بالتشاور مع كل القوى الحية في الأمة" وتكون مهمتها عودة النظام الدستوري "في مهلة 12 شهرا". وفرض الجيش أيضا حظر التجول "على مجمل أراضي البلاد من السابعة مساء إلى السادسة صباحا (...) حفاظا على سلامة الناس والممتلكات". وكان النظام حاول عبثا، خلال يوم أمس الخميس، تهدئة الوضع بإعلانه إلغاء التصويت على مشروع تعديل دستوري كان مقررا الخميس على المادة 37 من الدستور للمرة الثالثة بعد 1997 و2000 بحيث يتاح لكومباوري البقاء في الحكم بعد ولايتين من سبعة أعوام (1992-2005) وولايتين أخريين من خمسة أعوام (2005-2015). وبعد خطاب كومباوري، سارعت المعارضة إلى التأكيد على أن تنحيه أمر لا مفر منه و"غير قابل للنقاش"، معتبرة أيضا أن ما قام به الجيش هو "انقلاب عسكري". وقال بينيويندي سانكارا، أحد كبار قادة المعارضة، إنه "على مدى 27 عاما خدع كومباوري الناس أجمعين بحجج واهية. الآن أيضا هو يمارس الخداع والحنكة مع الشعب". وأضاف "منذ أمد بعيد ونحن نقول إن عليه أن يرحل. رحيله شرط مسبق وغير قابل للنقاش" بالنسبة إلى المعارضة.
المصدر: واجادوجو (بوركينا فاسو)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©