الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تأكيد على حضور السينما المستقلة في الذات والآخر

تأكيد على حضور السينما المستقلة في الذات والآخر
18 أكتوبر 2011 00:27
(أبوظبي) - نظمت مجلة “فاراييتي أرابيا” حفلاً تكريمياً ليلة أمس الأول في فندق فيرمونت باب البحر ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي لخمسة منتجين أطلق عليها “خمسة منتجين تحت الضوء”، حضره عيسى المزروعي مدير المشاريع في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعدد من المشتغلين في السينما والمخرجين والمنتجين والنقاد والصحفيين. وفي تقديمه للأمسية التكريمية قال الناقد السينمائي محمد رضا إن هذا التكريم التفاتة مهمة من مجلة “فاراييتي أرابيا” النسخة الخاصة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ساهم هؤلاء الخمسة وهم سائد انضوني من فلسطين، وعمرو واكد من مصر، وعطية الدراجي من العراق، ورولا ناصر من الأردن، ولمياء شرايبي من المغرب، في ترسيخ قيمة الإنتاج الجاد والهادف حيث لفتوا أنظار المشتغلين بالسينما بما يمتلكون من مواهب وقدرات أهلتهم إلى أن يحتلوا مكانة متميزة في عالم السينما العربية. وتحاور محمد رضا مع المنتجين الخمسة في إطار مجموعة من المواضيع قبل تقديم دروع التكريم لهم ومنها عن مفهوم السينما المستقلة، وموضوعة علاقة السينما بالشباب، وأثر الثورات العربية “الربيع العربي” على تطور الحركة السينمائية، وعن تجاربهم الخاصة في هذا الميدان، وعلاقة الدولة بحرية السينما من وجهات نظر متعددة، ومفهوم الفيلم الاجتماعي والإنساني، وكيفية مخاطبة العالم الغربي، والرقابة وأثرها على السينما العربية الآن. وأكد سائد أنضوني أن هناك أهمية فاعلة للسينما المستقلة لأنها تضع الفيلم في إطار من الحرية التي تستطيع من خلالها أن تخلق فناً حقيقياً يخاطب بعقلانية ووعي جمهوره، وتحدث عن السلطة الفلسطينية وعلاقتها بالسينما، وأشار إلى أنه لا توجد سلطة بمعناها السائد والمسيطر والمهيمن وبذلك لا توجد رقابة، وتطرق إلى تأثير الثورات العربية على السينما في فلسطين واتجاه الشباب إلى تكريس قيمهم الجديدة في عالم السينما. وأشار سائد أنضوني إلى أن هناك أزمة عالمية يعانيها الفيلم المستقل فكيف إذاً بالفيلم المستقل العربي الذي يعاني من سطوة هذه الأزمة بشكل أكبر، وبرأي أنضوني أن المثقف العربي يرى بوضوح ما يقدمه الغرب في هذا الإطار وبخاصة أفلام الشباب. من جانبه، أكد عطية الدراجي على أن اختفاء دور العرض في العراق جعل السينما غير متواصلة مع المجتمع، لكنه اعتبر الاتصال المباشر بين الموزعين العرب ضرورة لخلق رؤية موحدة في هذا الإطار. وأكد الدراجي أنه لا توجد رقابة في العراق، وأن أي صحفي وكاتب وسينمائي بإمكانه أن يقول ما يشاء بدون حسيب أو رقيب، ونوه إلى أن كلامه هذا لا يعني مديحاً للسلطة بل هو الواقع بعينه، وأن الدولة في العراق لا تدعم السينما مطلقاً والمتمثلة في وزارة الثقافة، ولكنها لا تكبت حريته وأشار إلى أن الإعلام والسينما في العقد الماضي كانت تعاني من التقييد والمراقبة الصارمة. من جهته، تحدث الممثل والمنتج والمخرج المصري عمرو واكد عن دور الثورات العربية على السينما وقال: “مهما حصل ومهما كنا متشائمين، فلقد نجحت الثورات العربية بأن تكسر حاجز الخوف، وابتدأت بخلق حرية تعبير عند الفنان، إذ أن الطائر بدأ يخرج من بيضته بعد أن أزال القشرة بصعوبة”. وقال واكد عن دور صانع السينما المستقلة في تخطي حواجز الرقابة: “إن الرقابة لا تزال موجودة، ولكن يمتلك صانع الفيلم منافذ عديدة بإمكانه أن ينفذ منها، وأنا لا أتفق مع القائل إن الرقابة ستستمر بالشكل الفعال السابق، ولكني أقول إنها تتقهقر وأن حرية التعبير هي جزء من دور الفنانين صانعي الأفلام المستقلة الذين سيقودون الرأي العام والمجتمع إلى تحقيق أهدافها”. وتحدث عمرو واكد عن أهمية إنتاج أفلام جيدة تناقش حاجة المجتمعات، ولكن بمفهوم إنساني وأن ما يفتقده العالم العربي هو أن نوجد فيلماً إنسانياً ليس من مهمته أن يناقش حال المجتمع الداخلي بشكل ضيق، بل عليه أن يناقش القضايا الإنسانية الخلاقة، وبذلك نستطيع أن نصل إلى الغرب، وأن البقاء في إطار المجتمع الداخلي وتكرارنا المستمر في رصد أنباء البلد (حسب تعبيره) لا تخلق سينما، بل أن السينما هي خطاب عالمي لا يتجلى إلا عبر ما هو إنساني. وتحدثت رولا ناصر من الأردن عن أسباب عدم الترويج للفيلم العربي وعن ضرورة خلق جوانب تبادلية بين العالم العربي ودور السينما في إرباك الآخر كونها تقدم صورة حقيقية ومواضيع الشعوب ومعاناتها، ودعت إلى كسر الحاجز في الخطاب السينمائي، وأكدت على ضرورة الاهتمام بالسينما المستقلة؛ لأنها الاتجاه الأكثر تعبيراً إبداعياً والأكثر صدقاً عن هموم الفنانين. وتحدثت لمياء شرايبي عن علاقة الربيع العربي والوضع السينمائي، وعن الرقابة ودورها في قمع السينما وخوفها المستمر من خطاب هذا الفن الراقي. وفي ختام الأمسية، أكد محمد رضا على أن هذا التكريم من مجلة “فاراييتي أرابيا” سيتكرر سنوياً ويصبح تقليداً مهماً في مهرجان أبوظبي السينمائي لرعاية المواهب المختلفة في صناعة السينما بشكل عام. يذكر أن المنتجين المكرمين الخمسة قد ساهموا بشكل فاعل في صناعة السينما، مما لفت الأنظار إلى إنجازاتهم، وقد تم اختيارهم بالتعاون بين “فاراييتي أرابيا” ومهرجان أبوظبي السينمائي، وقد تجلت مساهمة سائد انضوني المخرج والمنتج والكاتب عبر اهتمامه بالفيلم الوثائقي والدرامي والتحريك، إذ قدم “فتنة” لأحمد حبش عام 2009، ويعمل الآن على إنتاج “المطلوبون الـ18” الحائز على منحة سند (2011)، أما عطية الدراجي فقد أنتج فيلم “محمد الدراجي ابن بابل” عام 2009 ونال عطية منحة (سند) عن فيلمه “في أحضان أمي” الذي شاركه محمد الدراجي في إخراجه. وأسهمت الأردنية رولا ناصر في إنتاج أفلام وثائقية لصالح “بي بي سي” وأدارت مختبر راوي لكتابة السيناريو وأنتجت “مدن ترانزيت” لمحمد حشكي الذي فاز بجائزتين في مهرجان دبي السينمائي 2010. وكذلك كانت مساهمات لمياء الشرايبي مهمة عبر إنتاج فيلم نرجس بحار بعنوان “عاشق الريف” وفيلم هشام العسلي “النهاية” الذي عرض ليلة أمس الأول في مهرجان أبوظبي السينمائي، وتشرف الشرايبي على إنتاج فيلم العسلي الجديد “99” الحائز على جائزة سند 2011 لمرحلة التطوير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©