الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عطاء بن أبي رباح.. الفقيه الزاهد

31 أكتوبر 2014 01:30
أحمد مراد (القاهرة) هو أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم بن صفوان، فقيه وعالم حديث، ومن أهم الفقهاء والتابعين في القرنين الأول والثاني الهجري، واشتهر بعلمه وورعه. ولد عطاء بن أبي رباح بالجند - بلدة في اليمن - سنة 27 هجرية في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه-، وكان أعور وأعرج، ثم عمي في آخر عمره، ولم يكن له فراش إلا المسجد الحرام حتى وفاته سنة 114 هجرية. تلقى عطاء بن أبي رباح العلم على أيدي مجموعة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم عبدالله بن عباس، حبر الأمة، وعبدالله بن عمر، وأبي هريرة، كما أخذ عن السيدة عائشة وأم سلمة وأم هانئ وابن عمر وجابر وابن الزبير ومعاوية وأبي سعيد، ومن التابعين، حدث عن عبيد بن عمير ومجاهد وعروة وابن الحنفية وغيرهم كثير، وأخذ عنه الأوزاعي وابن جريج وأبو حنيفة والليث، وحدث عنه مجاهد بن جبر، وأبو إسحاق السبيعي، وعمرو بن دينار، وقتادة، وعمرو بن شعيب، والأعمش، وأيوب السختياني، ويحيى بن أبي كثير، وكثير غيرهم. درجة عالية من العلموبلغ عطاء بن أبي رباح درجة عالية من العلم، فكان يجلس للفتيا في مكة بعد وفاة حبر الأمة عبدالله بن عباس، ولما قدم ابن عمر مكة فسألوه فقال: أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن أبي رباح؟، وكان يعرف عنه أنه لا يريد بعلمه جاهاً أو سلطاناً، ولم يكن طالباً بعلمه يوماً مالاً أو شيئاً من متاع الدنيا، بل كان يريد وجه الله، يقول سلمة بن كهيل: ما رأيت أحداً يريد بهذا العلم وجه الله غير هؤلاء الثلاثة عطاء وطاووس ومجاهد. لقاؤه مع الخليفةذات مرة دخل عطاء بن أبي رباح على الخليفة هشام بن عبدالملك، فرحب به وقال: ما حاجتك يا أبا محمد؟ وكان عنده أشراف الناس يتحدثون، فسكتوا، فذكره عطاء بأرزاق أهل الحرمين وأُعطياتهم، فقال: نعم يا غلام اكتب لأهل المدينة وأهل مكة بعطاء أرزاقهم، ثم قال: يا أبا محمد هل من حاجة غيرها؟ فقال: نعم، فذكره بأهل الحجاز وأهل نجد وأهل الثغور، ففعل مثل ذلك، حتى ذكره بأهل الذمة أن لا يكلفوا ما لا يطيقون، فأجابه إلى ذلك، ثم قال له في آخر ذلك: هل من حاجة غيرها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، اتق الله في نفسك، فإنك خلقت وحدك، وتموت وحدك، وتحشر وحدك، وتحاسب وحدك، لا والله ما معك ممن ترى أحد، قال: فأكب هشام يبكي، وقام عطاء، فلما كان عند الباب إذا رجل قد تبعه بكيس ما ندرى ما فيه، أدراهم أم دنانير؟ وقال: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بهذا، فقال عطاء: ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين. تواضع وخشوع قال ابن أبي ليلى: دخلت على عطاء فجعل يسألني، فكأن أصحابه أنكروا ذلك، وقالوا: تسأله؟ قال: ما تنكرون؟ هو أعلم مني، قلت: هذا هو التواضع ومعرفة الفضل لأهله، وقال عبدالعزيز بن رفيع: سُئل عطاء عن شيء، فقال: لا أدري، قيل: ألا تقول برأيك، قال: إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي. وعن الأوزاعي قال: رأيت أحدا أخشع لله من عطاء ولا أطول حزنًا من يحيى ابن أبي كثير، وقال عمر بن ذر: ما رأيت مثل عطاء بن أبي رباح، ما رأيت عليه قميصاً قط ولا رأيت عليه ثوبا يساوي خمسة دراهم، وعن ابن جريج قال: كان عطاء بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك. ومن كلمات عطاء بن أبي رباح المأثورة قوله: إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام وكانوا يعدون فضوله ما عدا كتاب الله أن تقرأه، وتأمر بمعروف أو تنهى عن منكر، أو تنطق بحاجتك في معيشك التي لابد لك منها أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©