يبدو أن شركة ''رامبوس''، المعروفة بإنتاج تكنولوجيا رقائق الذاكرة وبخوضها أيضاً للعديد من المعارك والنزاعات القانونية، قد بدأت تراهن الآن على إمكانية زيادة القوة الكمبيوترية بشكل حاد داخل الهواتف المحمولة وفي سائر أنواع الأجهزة الأخرى الفعالة·
وهذه الشركة، التي تتخذ من وادي السيليكون مقراً لها ودرجت على بيع تراخيص اختراعاتها للشركات المصنعة للرقائق، كانت قد شرعت في تركيز جهودها على ترقية وتحسين أداء أجهزة الكمبيوتر الشخصي وأنظمة ألعاب الفيديو قبل أن تتجه الآن إلى تطوير أحد أشباه الموصلات الذي يعمل في داخل الهاتف الخليوي، بحيث يسترد البيانات بسرعة بالغة من رقائق الذاكرة في الوقت نفسه الذي يعمل فيه على ترشيد الطاقة وتمديد عمر البطارية في الأطقم اليدوية·
وذكرت شركة ''رامبوس'' أن هذه التكنولوجيا الجديدة أسرع بخمسة أضعاف من معظم البدائل المتقدمة الأخرى الموجودة حالياً في السوق وأسرع كذلك بستة عشرة مرة من سرعة توصيلات الرقائق المتسعة الاستخدام في الهواتف المحمولة حالياً·
وهذا التقدم الذي تم أحرازه، كما تقول الشركة، سوف يسمح للهواتف المحمولة بأن تتجاوب وتتناغم مع أداء أجهزة الكمبيوتر الشخصي في نقل ومناولة المحتويات مثل صور الفيديو العالية الدقة والوضوح وبرامج معلومات الأجهزة المشغلة للألعاب·
وفيما يبدو، فإن الشركة تراهن على الطلب المتوقع من الشركات المصنعة التي تتسابق على تطوير أفضل منتجاتها مثل جهاز ''آي فون'' لشركة ''آبل'' وجهاز ''بلاك بيري'' من إنتاج شركة ''ريسيرش إند موشن''، إذ تقول جودي شين مديرة التسويق الاستراتيجي في شركة ''رامبوس'': ''إن الأمر كله أصبح يتعلق بالمنافسة''، ومضت الشركة تشير إلى أن الفوائد في التكنولوجيا الجديدة قد تم استردادها من الاختراعات التي تم التوصل إليها في ثلاثة مجالات أولها بحال الإشارة التفاضلي الذي يعتبر وسيلة للاتصال بواسطة كشف الاختلافات في إشارات البيانات المرسلة في زوج من الأسلاك، وثانياً مجال ساعة التوقيت أي الطريقة التي يتم من خلالها تناغم الأفعال في الرقائق، وثالثها مجال إدارة الطاقة بما في ذلك التقدم الذي تم إحرازه في ترك الدائرة تتحول بسرعة إلى فعل من اللوحات ''النائمة'' التي تعمل على تخزين الطاقة·
ولكن سوف يتعين أولاً على شركة ''رامبوس'' أن تقنع مصنعي أشباه الموصلات ورقائق الذاكرة الخاصة بالهواتف المحمولة بتبني هذه التكنولوجيا في عملية لطالما اتسمت بالصعوبات والتعقيدات، ويذكر أن شركة ''لوس التوس'' في كاليفورنيا قد فشلت في السابق في إقناع العديد من الشركات المصنعة لرقائق الذاكرة بترخيص التكنولوجيا الجديدة الخاصة بها في حقبة التسعينات قبل أن تدخل في نزاعات قانونية مطولة بشأن براءة الاختراعات ومسائل أخرى مع العديد من هذه الشركات·
وذكر جيم ماكجريقور المحلل في شركة ''انستات'' لبحوث السوق أن التكنولوجيا الجديدة يجب أولاً أن تحظى بالقبول من قبل مصنعي الهاتف الخليوي، وعلى كل فإن السؤال الأهم سوف ينصب على مدى حجم الرسوم التي سوف تفرضها شركة ''رامبوس'' على الشركات المصنعة للرقائق نظير استخدام هذه التكنولوجيا، واستطرد ماكجريقور يقول: ''يتعين عليهم أولاً جلب موديل تجاري يحظى بالقبول، فلا أحد يرغب في زيادة مقدرة في تكلفة الهواتف الخليوية''·
وإلى ذلك، فقد ذكرت شركة ''رامبوس'' أن التكنولوجيا الجديدة التي أطلق عليها اسم مبادرة ذاكرة الموبايل حح1 بإمكانها أن توفر سعة بمقدار 4,3 جيجابيتز من البيانات في الثانية الواحدة في ارتباط واحد مفرد بين الرقائق، علماً بأن معظم الرقائق المستخدمة في الهواتف الخليوية لديها ارتباطات ترسل 266 ميجابيتز من البيانات في الثانية الواحدة، إلا أن هناك بعض الرقائق المتقدمة التي لديها توصيلات ترسل 800 ميجابيتز من البيانات في كل ثانية كما تقول شركة ''رامبوس''·
عن ''وول ستريت جورنال''
عدد اليوم
