السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمّة «البيت العود» تجدد أواصر المحبة

لمّة «البيت العود» تجدد أواصر المحبة
14 أكتوبر 2013 21:57
مع إشراقة شمس اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك، تستفيق العائلة الإماراتية كبقية الأمة الإسلامية باكراً لأداء صلاة العيد، وتقديم واجب التهاني والتبريكات فيما بينهم. وغالبا ما يكون في بيت الجد أو العائلة الذي يطلق عليه محلياً «البيت العود»، نسبة إلى اجتماع العائلة في بيت واحد وتحت سقف واحد بوجود عميد العائلة الأكبر سناً، حيث تتقارب فيه القلوب وتتصافى فيه النفوس وتقوى فيه الصلة بين الأرحام، ويعد البيت العود حضانة للصغير، ومدرسة للكبير، يتلقون فيها أصول علم المجتمع. ورغم أن الانعزالية اخترقت بعض تلك البيوت بسبب عوامل التقدم والتطور، إلا أن العيد جاء ليقوي تلك المدرسة ويعزز التقارب المجتمعي لما فيه من عادات أصيلة مرتبطة بالدين الإسلامي كصلة الرحم وبر الوالدين بالتواصل الحي. برنامج متكامل البيت العود في أيام العيد لا يقتصر على جمع أفراد الأسرة فقط على مائدة الغداء، إذ يخلق البيت العود برنامجاً يومياً متكاملاً لمرتاديه بكل عفوية بناء على التأصيل الاجتماعي القديم الذي وجد منذ مئات السنين، وبقي خالداً ليومنا هذا. إلى ذلك، يقول الجد حسن إسماعيل «لمة أفراد الأسرة في عيد الأضحى المبارك والذين يعيشون بمناطق مختلفة في بيتي تشعرني بسعادة غامرة، خصوصاً وأن لتلك اللمة ذكريات قديمة تعود لفترة من الزمن كانوا معظمهم أطفالاً، ورغم متطلبات الحياة الكثيرة ومشاغلها التي تصعب على الأسرة أن تلتم في الأيام العادية، يأتي العيد ومن خلال البيت العود ليجمع شمل الأسرة بل كل العائلة». وتوافقه الرأي الجدة أم علي، وتضيف «أجمل ما يميز لمة فرحة العيد هو وجود أحفادي الصغار بقربي، الأمر الذي يضيف إلى بريق العيد بريقا آخر مختلفا، لذا أحرص دائماً على أن أشاركهم عند تحضير المائدة كتأصيل لمبدأ المشاركة بطريقة غير مباشرة في لمة «البيت العود». ويرى موسى عمر (رب أسرة) أنه وسط تبادل التهاني والتبريكات بعد أداء صلاة العيد، فإن أول ما يتبادر إلى أذهان أفراد العائلة هو زيارة «البيت العود» لتقديم التهاني للجد والجدة، ويصف موسى فرحته قائلا «كل أفراد العائلة في مناسبات الأعياد الدينية اعتادت هذه العادات والتقاليد التي ما زالت تتوالى جيلا بعد جيل، فتجمع كل أفراد العائلة صغيرا وكبيرا ينثر البسمة والفرحة بين الجميع، فلا يحلى العيد إلا من خلال التجمع في البيت العود حيث تتصافح القلوب في جو أسري مليء بالحب والاحترام والمودة ووسط تعالي ضحكات الأطفال يتقدم الجميع لتهنئة الجد والجدة، وأخذ العيدية بعد تهنئتهم «بعيدكم مبارك». شعور مختلف زايد المحروقي (رب أسرة وأب لأربعة أبناء)، وبعد انتهائه من صلاة العيد، وبعد السلام وتقديم التهاني والتبريكات للأصدقاء والجيران في مصلى العيد؛ فإن المحروقي يكون أول الواصلين مع عائلته إلى «البيت العود» للتهنئة بالعيد. يقول مبتسما «في كل عيد أحرص أن أكون أول المهنئين لأفراد الأسرة وخاصة الوالد والوالدة، والكل يعلم بقدومي من مجرد الضغط على الجرس». ويضيف «في هذا اليوم يكون شعوري مختلفا، فتجمع كل أفراد العائلة الذين يقطنون في مناطق مختلفة ولا نراهم نتيجة ظروف العمل والمدارس، فإن تجمعهم في «البيت العود» في أول أيام عيد الأضحى المبارك يرسخ صلة الأرحام ويقوي الروابط الاجتماعية. ويضيف «تناول وجبة الغداء مع الجميع صغارا وكبارا، يبعث الراحة والاستقرار في نفوس الجميع، فمثل هذه التجمعات أصبحت قليلة ولا تحدث إلا في مثل الأعياد، كما أن ذلك يكون له طعم مغاير». وتوافقه إيمان النعيمي الرأي، موضحة أن هذه التجمعات العائلية لا تحدث إلا في المناسبات وفي الأعياد لكن ما زالت مستمرة إلى الآن. وتضيف «تعودنا منذ الصغر أن يجتمع كل أفراد العائلة كبيراً وصغيرا في البيت الكبير، وهذا ما يميز العيد، فالتواصل وتبادل التهاني وإعطاء الأطفال العيدية في جو أسرى هي منظومة وميزة خاصة في استقبال العيد، وخلال فترة تواجد الجميع غالبا ما تتعالى الضحكات وترتسم الابتسامة على شفاه الجميع، حيث تدور الأحاديث والمناقشات إلى أن يحين موعد الغداء، فيكون الرجال على حدة والنساء مع بعضهن البعض يتناولن الطعام، ويتبادلن مشروبات العيد لتنتهي الزيارة حتى يحين موعد صلاة العصر ويخرج الجميع لتهنئة الأصدقاء والجيران».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©