الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المرسم الحر بأبوظبي يواصل دوره الحيوي في تنمية المواهب وإشاعة الفن في العاصمة

المرسم الحر بأبوظبي يواصل دوره الحيوي في تنمية المواهب وإشاعة الفن في العاصمة
15 أكتوبر 2013 15:28
يعد المرسم الحر التابع لهيئة ابوظبي للسياحة والثقافة هو أول مرسم حر في إمارة أبوظبي يعمل على تطبيق استراتيجية طويلة المدى ليقدم الخبرات والمهارات اللازمة للمواهب الشابة والجديدة والمبتدئة في مجال الفنون التشكيلية، وما يوازيها من فنون على مختلف اختصاصاتها الفنية، من خلال تنظيم ورش عمل فنية وتقديم برامج تعليمية متخصصة يشرف عليها مدرسون متخصصون وفنانون محترفون مقابل رسوم رمزية، كما أن المرسم يقدم شهادات معتمدة من وزارة التربية والتعليم. ومن فعاليات المرسم إنجاز عدد من المعارض خلال المهرجانات الثقافية والتراثية التي تنظمها الهيئة، كما يقوم بتنفيذ الكثير من الأعمال النحتية التي تقدم كدروع تذكارية وهدايا رمزية، وتصميم عدد من شعارات مشاريع الهيئة، بالإضافة إلى تنظيم معارض سنوية جماعية وفردية لأعمال المنتسبين إليه. ويستكمل المرسم أنشطته بتنظيم ورش فنية للمشاركين في دورة المرسم إضافة إلى إقامة ورش فنية في المدارس والمكتبات، وتنسيق المعارض والمسابقات الفنية المشاركة في التحكيم. ومنذ تأسيس هذا المرسم عام 1983 تخرج فيه عدد من الفنانين وأصبح بعضهم من الأسماء المعروفة في دنيا الفن التشكيلي. المرسم من الفعاليات والبرامج التي يقدمها يعمل على تحقيق عدد من الأهداف، أهمها: اكتشاف المواهب الفنية الموجودة في الساحة المحلية، ترسيخ مفهوم الفن التشكيلي بكل فروعه بين أفراد المجتمع، كما يبادر أن يكون ملتقى الفنانين المبدعين على اختلاف وتنوع مدارسهم الفنية. “الاتحاد” جالت في رحاب “المرسم الحر” للإطلاع على المواهب التي يحتضنها ويأخذ بأيدي أصحابه لتتفتح وتواصل طريقها الإبداعي في مختلف الفنون من تعليم أساسيات الرسم والتلوين إلى الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، ومن النحت وفنون السيرميك إلى الرسم على الحرير والقماش والزجاج، ومن تصميم الأزياء والمجوهرات وتنفيذها إلى الإلمام بالتقنيات الحديثة في التلوين والتصوير. فن الخط وهناك التقينا عددا من المسؤولين في المرسم وكذلك المتدربين، حيث يقول أستاذ فن الخط العربي محمد مندي، عن دور المرسم في رعاية المواهب الشابة “وجود المرسم الحر في أبوظبي نافع جدا فمنذ أن أقيم في المجمع الثقافي، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ترعاه بكل ما يدفعه للأمام فهو قائم على الخط والرسم والزخرفة الإسلامية والنحت وعلى التصوير الفوتغرافي والرسم على الحرير، وكافة أنواع الفن تقام في هذا المرسم، وقد انضم له الكثير من الطلاب والطالبات”. ويشير مندي إلى علاقة المرسم بالجامعات موضحا “هناك زيارات لطلبة الجامعات، من جامعة الإمارات وكليات التقنية ومن جامعة نيويورك والسوربون حيث كانوا يأتون، ومنهم أخذ دورات خط عندي ويشاركون في ورشات عمل وتعريف بالخط العربي بعد أن يقوموا جولة على مختلف الفنون في المرسم. وأنا أبدأ مع الطلاب بكيفية بري القلم، قلم القصب وكيف نقطعه، وكيف نستخدم الحرير مع الحبر وخلطة الألوان وأرضية اللوحات وأشرح لهم أنواع الخطوط وكيف يكتب الخط”. وعن أنواع الخطوط وطريقة كتابتها يؤكد مندي “نعم، هناك أنواع للخط وكل خط له طريقة خاصة بالكتابة، والخط يحتاج لثلاثة أشياء أساسية: وهي حب الخط والصبر والاستمرار، ومن دون هذه الأشياء لا يمكن الاستمرار بالكتابة. هناك كثير من الناس الذين درسوا على يدي، وهناك أشخاص أتوا لم يكن بنيتهم أن يتعلموا الخط، ولكن هذا يعتمد على المدرس كيف يثقف الناس بالكتابة وهو يشرح لهم بطريقة جميلة تحببهم به، وهناك طلاب كثر استفادوا”. ويتابع الخطاط مندي أهمية المرسم قائلا “دور المرسم أن يبث الروح الفنية التي تدفع للتعلم حيث هناك طرق خاصة لجذب الأشخاص، وجد المرسم الحر لأن هناك أشخاصا يذهبون للبيت ليست لديهم مراسم فيجدون ملاذهم هنا. وهناك فنانون ليس لديهم المال الكافي لشراء مرسم فيأتون إلى هنا ويرسمون ويضعون أغراضهم في الخزانة الموجودة وراءه ويدفع نظيرها في الشهر مئة درهم أو مئتين. نتمنى في المستقبل أن تزيد الهيئة الجديدة مساحة المرسم وتخصص له مساحة أكبر، ففي كل يوم الطلاب والطالبات يزداد عددهم واللوحات تزداد فالمكان يغدو صغيرا بالنسبة للمنتسبين له”. التشكيل وفي مجال الفن التشكلي كان لنا لقاء مع الفنان محمد الأستاذ، وهو من التشكيليين الرواد وكان مدرسا في المرسم، وعن هذه التجربة يقول “بحكم أني أعطيت في هذا المرسم لأكثر من ثماني دورات، وكنت ابن المرسم الحر، درست معظم طلبتي فيه، كنت وما زلت أتمنى أن يكون في أبوظبي أكثر من مرسم حر، لأن العاصمة فعلا تحتاج، وأنا أعتبره المعهد الوحيد للموهوبين والموهوبات وأتمنى أن يصبح أكبر مما هو عليه، وأن يتفرع من خلال إنشاء مراكز في كل احياء أبوظبي وضواحيها، في حي العاصمة مستقبلا، في “خليفة باء”، في “خليفة ألف”، ما دام يوجد إيمان قوي بأهمية الثقافة والفن. والاهتمام بهذه المواهب يجب أن يقام لرعايتها مرسم بكل مدينة في إمارة أبوظبي بما فيها الغربية، والعين”. وعن أهمية المرسم ودوره في رعاية المواهب يوضح الفنان محمد الأستاذ “المرسم الحر له مكانة خاصة عندي لذلك أشكر القائمين عليه والناس الموجودين فيه ويتابعون دوراته المستمرة وما تقدمه من تنوع بفن الخط والتشكيل والنحت والتصوير وغيرها، كما أشكر الناس الذين اهتموا بإنشاء هذا المرسم من البداية، وأخص بالذات المؤسس الأول له الشاعر محمد أحمد السويدي، وخاصة أنه تخرج فيه وما زال يتخرج منه أجيال، أنا دائما أرجع إلى المرسم ومن خلاله أرى هؤلاء الشباب من محبي الفنون وهم يتابعون صقل مواهبهم وإغناء خبرتهم ليكون عماد الثقافة والإبداع في مستقبل الوطن”. منتسبون وفي ختام جولة “الاتحاد” في المرسم كان لنا لقاء مع بعض المنتسبين إلى دورته الحالية، ومنهم المهندسة الكيميائية أسماء المنهالي، وحول اختصاصها العلمي واهتمامها بالفن تقول “ليس لاختصاصي بدراسة الكيمياء علاقة بالفن لكن كان لدي الهواية منذ أن كنت صغيرة وكنت أقوم برسمات عديدة وأشارك بها في المجمع الثقافي، وإحدى هذه الرسمات عندما كنت في الابتدائي ذهبت للمشاركة في مسابقة في اليابان وفزت فيها، ولكني أوقفت الرسم تقريبا منذ أن دخلت الثانوية وحتى دخلت الجامعة، وبعد الجامعة وجدت أن لدي وقت فراع بعد العمل، فأتيت وتعلمت لوحدي رسم الاسكتشات والرسم بالرصاص والفحم فكان تعليم ذاتي وبعد ذلك أحببت أن أدخل المرسم كي أتعلم الرسم بالفرشاة، وهذه ثالث لوحة لي وأعتقد أنني بدأت منذ ثلاثة شهور في المرسم، والأستاذ أخبرني أنني أملك الموهبة وأنا أقوم على صقل هوايتي وأتابع تطوير تجربتي”. وتشير المنهال إلى أهمية المعارض الفنية في تطوير هذه الهواية موضحة “إحدى أمنياتي أن أحترف الرسم وأدخل في معارض، خاصة أنه لدي تخصصي وعملي فيجب أن أعمل على تنمية مواهبي وهوايتي، وهناك جوانب أخرى في الحياة لابد أن ننظر لها ونختار ما يناسب ميولنا، والثقافة شيء مهم والرسم هو نوع من أنواع الثقافة، ومن الممكن أن يعبر الشخص عن مشاعره بهذا الفن الجميل. والمرسم رائع جدا وهناك اهتمام كبير من الدولة حتى بالنسبة للأشخاص الذين لديهم دراسة أو عمل فهناك دورات مسائية والأساتذة يراعون أوضاعنا إن تأخرنا قليلا بسبب ظروف عملنا”. وفي لقاء آخر مع المتدرب أحمد الظاهري يقول “هذه ثالث دورة أشارك فيها، والمرسم يساعدنا في تطوير الهوايات لدينا لأنه يملك أساسيات العمل التي يحتاج إليها المتدرب، وهناك عدة طرق في تعلم الرسم ومنها الرسم بالرصاص في البداية وبعدها يبدأ الهواة بالألوان، كما أننا نستفيد من الاطلاع على اللوحات المعلقة ونأخذ فكرة عنها وعن المدرسة التي ينتمي إليها الفنان الذي رسمها من خلال شرح الأستاذ عنها، وهناك مدارس مختلفة نطلع عليها في المرسم وهذا جزء من الثقافة الفنية التي يزودنا بها الأساتذة ولم تكن لدينا فرصة لمعرفتها لولا انتسابنا إلى هذا المرسم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©