الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا: تفاقم نقص الغذاء

26 يناير 2013 22:45
مايكل بييل وهافير بلاس كاتبان ومحللان سياسيان أعلنت الأمم المتحدة أن السوريين باتوا يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء وارتفاعاً متزايداً في الأسعار في وقت أدت فيه الحرب الأهلية المتواصلة إلى تراجع الإنتاج الزراعي، وتهدد بالتأثير على محاصيل مثل القمح والشعير. وقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» يوم الأربعاء الماضي من أن إنتاج بعض المواد الغذائية انخفض إلى النصف العام الماضي في قطاع زراعي بات «يترنح» الآن. ولكن بعض المحللين ذهبوا إلى أن النقص المتزايد يمكن أن يؤثر سلباً على الثوار قدر إيلامه لنظام الأسد، أو أكثر. والنزاع العسكري الذي فجره قمع النظام لعامين تقريباً من الانتفاضة قضى على الاكتفاء الذاتي الزراعي الذي كان مبعث فخر لسوريا ذات يوم، حيث أخذت طوابير الخبز تزداد طولاW في بعض المناطق وأسعار اللحوم والخضار ترتفع. وفي هذا الإطار، قال دومينيك بورجون، مدير الطوارئ بمنظمة الأغذية والزراعة، بعد عودته من مهمة في سوريا انتهت هذا الأسبوع: «لقد أحزنني الوضع كثيراً»، مضيفاً «إن المهمة تأثرت بمحنة الشعب السوري». وفي أول تقرير دولي مفصل للوضع الزراعي في سوريا خلال الحرب، قالت منظمة «الفاو» إن الإنتاج السنوي من القمح والشعير انخفض عن المستويات العادية التي كانت تتراوح ما بين 4,4 مليون و5,5 مليون طن إلى أقل من 2,2 مليون طن في 2011-2012 . كما تراجع إنتاج مواد غذائية أساسية مثل لحوم الدواجن والفواكه وزيت الطبخ بما يصل إلى 60 في المئة في بعض مناطق النزاع، مثل حال مدن حماه وحمص في الوسط، ودرعا في الجنوب. وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال جهاد يازجي، رئيس تحرير نشرة «سيريا ريبورت» الاقتصادية، إن تقرير «الفاو» كرر بيانات زراعية مؤقتة مقلقة أخرى صدرت العام الماضي، مثل تراجع محصول القطن بالثلث تقريباً وانخفاض المبيعات في شركة الأسمدة التابعة للدولة بنسبة 50 في المئة، مضيفاً أن ازدياد القتال في شمال شرق البلاد يهدد بالتسبب في مزيد من المعاناة من خلال التأثير على محاصيل القمح والشعير المركزة هناك. وقال يازجي في هذا السياق: «إنها مشكلة كبيرة بالنسبة للسكان»، مضيفاً : «سيزداد عدد النساء اللاتي سيرغمن على الذهاب إلى أنشطة غير مناسبة، كما سيرغم عدد أكبر من الأطفال على التسول». يشار إلى أن بعضاً من أعنف المعارك تدور في الحزام الزراعي لسوريا، مثل المناطق المحيطة بمدينتي حلب وإدلب في الشمال. ويسيطر المقاتلون الثوار على مناطق واسعة في الأرياف، ما يعني أن طرق إمدادات المواد الغذائية إلى مراكز المدن الخاضعة لسيطرة النظام باتت تتعرض لضغط كبير جداً. كما أن معظم السوريين الـ10 ملايين الذين يعيشون في المناطق الريفية -قرابة نصف سكان البلاد- لديهم موارد رزق مرتبطة بالزراعة. وكثير منهم باتوا يواجهون اليوم صعوبات في الحصول على الوقود والمعدات، إضافة إلى الخطر الذي يحدق بحياتهم بسبب الاشتغال في الحقول. وعلى رغم أن بعض المراقبين يقولون إن أحد أسباب الانتفاضة ضد نظام الأسد هو جفاف حاد عام 2008 أثر على المناطق الريفية ودفع الناس إلى الهجرة إلى الضواحي الحضرية الفقيرة، إلا أن بعض محللين آخرين يرون أن أحدث حالات النقص في الأغذية المرتبطة بالحرب لن يؤذي الحكومة بالضرورة. وفي هذا الإطار، قال ديفيد باتر، الخبير الاقتصادي المتخصص في الشرق الأوسط بـ«تشاتم هاوس»، وهو مركز بحوث في لندن: «إن النظام لا يستبعد أن تكون لديه القدرة على تأمين ما يحتاجه من الإمدادات الآخذة في التقلص لناخبيه»، مضيفاً «إن البنية التحتية الاقتصادية والمادية (للتوزيع) ما زال ريعها في أيدي النظام ربما أكثر مما هي في أيدي الثوار». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©