الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مساعٍ لمنع صدامات دموية في ذكرى الحريري

مساعٍ لمنع صدامات دموية في ذكرى الحريري
4 فبراير 2007 01:20
بيروت -''الاتحاد'': تراجعت أجواء التفاؤل النسبي التي سادت الساحة اللبنانية طوال هذا الأسبوع، وعادت الأزمة إلى نقطة الصفر، في ظل ما برز من مواقف تؤشر إلى توازن ''رعب'' بين فريقي الأكثرية والمعارضة مع اقتراب موعد الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 14 فبراير عام ·2005 ويبدو الوضع اللبناني متشائماً للغاية مع أنباء عن عدم توقع وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت الذي صرح خلال زيارته الخيرة بأنه ''متشائل'' أي متفائل ومتشائم في الوقت نفسه· وعلمت ''الاتحاد'' أن كل الجهود منصبة الآن على إمكانية تمرير هذه الذكرى بأقل قدر ممكن من التوتر، وعدم جعل هذا اليوم تاريخياً دموياً يؤسس لحروب مذهبية أو طائفية، خاصةً أن قوى المعارضة التي تواصل اعتصامها المفتوح في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، حيث يقع ضريح الرئيس الحريري في وسط بيروت ترفض إخلاء الساحتين لقوى الأكثرية لإحياء هذه الذكرى مقابل مطالبة قوى 14 مارس لقوى 8 مارس بإخلاء ساحة الشهداء على الأقل للسماح لأنصارها بالوصول إلى الضريح وإحياء المناسبة في مناخ توافقي وهادئ· وأكدت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات الجارية بعيداً عن الأضواء الإعلامية لـ''الاتحاد'' بأن التفاؤل الذي كان سائداً تبدّد فعلاً، والزيارة التي كانت مرتقبة لعمرو موسى إلى بيروت خلال الأسبوع الجاري لن تحصل بعدما تجمدت المساعي السعودية - الإيرانية ولم يتبلغ المسؤول العربي أي إيجابيات حيال مبادرته من طرفي النزاع في لبنان· وبرز مجدداً في بيروت تمسك قوى الأكثرية كما المعارضة بمواقفها، ولخص مصدر مقرب من رئيس البرلمان نبيه بري الوضع بقوله: ''ليس هناك شيء جدي لا على صعيد الاتصالات الداخلية ولا على صعيد الاتصالات الخارجية''· ونقل المصدر عن بري قوله: ''إن مجيء موسى من جديد إلى بيروت مشروط بأن يكون لديه الجديد، لأنه لا مجال لمزيد من التنازلات من قبل المعارضة''· وفيما اتهمت قوى الأكثرية سوريا بعرقلة كل الحلول والمساعي نتيجة تهميش دورها في حركة الاتصالات العربية والدولية الجارية لحل الأزمة اللبنانية، اتهمت قوى المعارضة هذه الأكثرية بنسف الجهود للتسوية، وتبادل الطرفان ''تراشقاً'' كلامياً غير مسبوق أثار مخاوف من يوم 14 فبراير، حملت القوى الأمنية على اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية ومشددة للحؤول دون حصول أي احتكاك بين الطرفين في هذا اليوم· وتردد بأن قوى ''14 مارس'' تدرس خيارات لإحياء هذه الذكرى ومنها إقامة احتفال في مجمع ''البيال'' تدعو إليه شخصيات عربية ودولية وتلقى خلاله كلمات لأبرز أركان الأكثرية، بينما يصر فريق من قوى ''14 مارس'' على إقامة أكبر تجمع بشري في ساحة الشهداء بعد إجبار قوى المعارضة على إخلائها ليوم واحد وتكليف الجيش اللبناني وحده بحفظ الأمن والفصل بين طرفي الصراع لمنع الاحتكاك· وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ''الاتحاد'': ''إن الأزمة اللبنانية ما زالت في دائرة المراوحة، وان الحل قد ينتظر القمة العربية في السعودية أواخر شهر مارس المقبل على أمل أن تكون قد نضجت كل الأمور عبر الاتصالات الجارية''· وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ''بأن الاقتراحات الجديدة لم تلق أي مباركة من الأطراف اللبنانية وهي تقضي بتشكيل لجنتين الأولى تتولى دراسة مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي، والثانية موضوع حكومة الوحدة الوطنية، وتضم كل لجنة ممثلين عن طرفي النزاع، شرط ربط فشل أي لجنة بالأخرى، وهذا الاقتراح اعتبره بري نسفاً لكل ما نقل إليه سابقاً عن تأليف الحكومة وبعدها يصار إلى تأليف اللجنة الخاصة بالمحكمة''· ونسبت جريدة ''الأخبار'' إلى مصادر المعارضة (دون أن تسميها) قولها: ''إن العودة إلى فكرة التزامن بين الخطوتين تمثل انتكاسة كبيرة للجهود القائمة، وأشارت إلى أن المساعي السعودية - الإيرانية اصطدمت بضغط فرنسي لتمرير المحكمة بصورة حاسمة قبل أي خطوة أخرى، وان اقرار هذه المحكمة من خلال البرلمان يجب أن يكون شرطاً حاسماً ومسبقاً للقبول بالحكومة الجديدة''· وسأل رئيس الحكومة اللبنانية السابق سليم الحص، هل أضحى الثلث الضامن في الحكومة أهم من لبنان؟ وهل أضحت فنيات المحكمة الدولية التي يجمع اللبنانيون على ضرورة تشكيلها في مستوى مصير الوطن؟· واعتبر أن القلق على المصير يستدعي ترجمة المواقف حواراً جدياً بروح من الانفتاح على تسوية تقوم على تنازلات حقيقية متبادلة من الجانبين، وتمنى لو لم يكن الإصرار على استمرار الاعتصامات في الساحات قضية· واعتبر الحص أنه آن الأوان لأن يترجم الانفتاح اللفظي من الجانبين خطوة عملية وينعقد مؤتمر موسع للحوار الوطني يكون على رأس جدول أعماله تصحيح الوضع الحكومي· وأكد عضو كتلة نواب ''حزب الله'' نوار الساحلي أن ليس من طرح جديد لفريق السلطة وهو ما زال يرفض تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق صيغة 19+11+،1 لافتاً إلى أن هذا الفريق لم يأخذ الضوء الأخضر من الخارج للموافقة على مشاركة المعارضة في السلطة· وأوضح أن ذكرى اغتيال الرئيس الحريري هي لكل اللبنانيين، وبيروت أكبر من الذين يتهمون أبناءها باحتلالها· أما عضو تكتل ''الإصلاح والتغيير'' وليد خوري فأكد أن الاعتصام في وسط بيروت لن يتوقف والمعارضة لن تقبل بالحلول الجزئية ولن ترضى بأقل من الثلث الضامن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©