حققت المصارف الإسلامية الوطنية الأربعة المدرجة في الأسواق المالية المحلية أرباحاً صافية مجمعة بلغت 3,2 مليار درهم بنهاية عام ،2008 مقارنة بـ3,1 مليار درهم بنهاية العام 2007 وبنمو نسبته 3,2%، فيما بلغ إجمالي الودائع 137,6 مليار درهم بنهاية العام الماضي·
كما نمت موجودات المصارف الأربعة ''دبي الإسلامي، وأبوظبي الإسلامي، والإمارات الإسلامي، والشارقة الإسلامي) بنسبة 14,2% بعد أن ارتفعت من 155,5 مليار درهم بنهاية عام 2007 إلى 177,5 مليار درهم بنهاية عام ·2008
وإلى جانب المصارف الأربعة، يعمل في الإمارات حالياً ثمانية مصارف إسلامية وطنية هي: مصرف الهلال، ومصرف عجمان، وبنك نور الإسلامي، إلى جانب مصرف دبي الذي تحول من بنك تقليدي إلى مصرف إسلامي خلال عام ·2007
وتؤكد النتائج المعلنة للبنوك الإسلامية المدرجة في سوق الأسهم المحلية بقاء هذه المصارف في دائرة النمو والابتعاد عن منحى التراجعات الحادة في الربحية الذي طال العديد من البنوك نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ألْقت بظلالها السلبية على مجمل الصناعة المصرفية المحلية والعالمية·
ولأول مرة منذ سنوات، سجل بنك دبي الإسلامي تراجعاً في صافي الأرباح السنوية، حيث هبطت أرباح البنك الصافية بنسبة 8% بعد أن تراجعت إلى 1,73 مليار درهم مقارنة بـ1,88 مليار درهم لعام ،2007 فيما كانت أعلى نسبة تراجع في الربحية من نصيب مصرف الشارقة الإسلامي الذي سجل تراجعاً بنسبة 23,3%، بعد أن تراجعت أرباحه إلى 231,6 مليون درهم بنهاية ،2008 مقارنة مع 301,8 مليون درهم للعام ·2007
أبوظبي الإسلامي
سجلت مجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي أرباحاً صافية بلغت 851 مليون درهم بنمو 11%، فيما بلغت قيمة موجودات المصرف 51 مليار درهم زيادة نسبتها 16% مقارنة بـ44 مليار درهم في عام ·2007 وسجل مصرف أبوظبي الإسلامي أرباحاً تشغيلية في نهاية عام 2008 بقيمة 791 مليون درهم، ونمواً بنسبة 22% مقارنة بـ648 مليون درهم في نهاية عام ،2007 ووصل معدل الملاءة المالية في مصرف أبوظبي الإسلامي خلال 2008 إلى 11,8%·
وارتفعت الأرباح التشغيلية للمجموعة من دون احتساب عوائد الاستثمار بنسبة 51%، حيث بلغت 8 ·275 مليون درهم في نهاية الربع الأخير من عام 2008 مقارنة بـ182,4 مليون درهم بالفترة نفسها من العام الماضي·
ونمت الإيرادات الصافية للمصرف بنسبة 6,1%، أي من 245,2 مليون درهم في الربع الأخير من عام 2007 إلى 260,3 مليون درهم في الربع الأخير من عام ·2008
وقال جوعان الخييلي رئيس مجلس إدارة مجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي إن نتائج العام 2008 كانت مرضية بالرغم من الأزمة المالية العالمية التي بدأت آثارها تظهر في المنطقة·
وأضاف أن النشاطات التشغيلية لمصرف أبوظبي الإسلامي مازالت قوية بالرغم من تداعيات الأزمة التي تفاقمت في نهاية عام ·2008
وأضاف في بيان صادر عن المصرف أن نتائج الربع الأخير للمجموعة عكست تداعيات الأزمة العالمية وتأثيرها في عدد كبير من القطاعات الاقتصادية في المنطقة·
وتابع: نظراً للتحديات التي يحملها العام ،2009 فلقد قمنا بزيادة مؤوناتنا بشكل ملحوظ، وأكد أن تسجيل هذه النسبة من المؤونات كانت مهمة جداً نظراً للوضع الراهن وأنها تعكس مسؤوليتنا تجاه المساهمين وحرصنا على تحقيق نتائج مدروسة ومتوازنة·
وأكد أن المجموعة بصدد الاستمرار في سياسة الاستثمار لمواكبة التطور الذي تشهده وبما يتناسب مع احتياجات السوق، وأشار إلى أنه بالرغم من الأزمة المالية، نؤمن بقدرتنا على الاستمرار في التوسع وتطبيق سياسة التطور المدروسة·
فيما اعتبر طراد محمود الرئيس التنفيذي لمصرف أبوظبي الإسلامي أن نتائج عام ،2008 جيدة بالإجمال مقارنة بالوضع الراهن وبالأزمة التي يمر بها العالم في عام 2008 التي بدأت تداعياتها تظهر في الربع الأخير من العام الماضي·
وقال: ''لقد استطعنا تسجيل إيرادات تشغيلية صافية مع الأخذ في الاعتبار زيادة المؤونات بقيمة 791 مليون درهم أي زيادة بنسبة 22% مقارنة بعام ،2007 كما استطعنا تسجيل نمو في الإيرادات بنسبة 58%، أي من 648 مليون درهم لعام 2007 إلى مليار درهم هذا العام من دون احتساب المؤونات·
وأكد أن المصرف سجل نمواً في الإيرادات الصافية الناتجة عن النشاطات التمويلية بنسبة 83% وشهدنا نمواً جيداً بنسبة 52% في إجمالي الأرباح التشغيلية للنشاطات الرئيسية للمصرف·
الشارقة الإسلامي
أما أرباح مصرف الشارقة الإسلامي، فقد تراجعت بنسبة 23,3% إلى 231,6 مليون درهم، بعد الأخذ في الاعتبار المخصصات العامة والخاصة الضرورية لمواجهة أي مخاطر محتملة على صعيد المصرف وشركاته التابعة بمبلغ 201,6 مليون درهم، مقارنةً بصافي أرباح بلغ 301,8 مليون درهم العام الماضي·
وبحسب نتائج المصرف مقارنةً بنهاية عام ،2007 فقد ارتفع إجمالي الموجودات بمبلغ 4,7 مليار درهم ما نسبته 43% ليصل إلى 15,5 مليار درهم، وكذلك صافي تمويلات العملاء ارتفعت بمبلغ 3,7 مليار درهم ما نسبته 57% لتصل إلى 10,2 مليار درهم، كما بلغت ودائع العملاء 9,1 مليار درهم بزيادة ملياري درهم بما نسبته 30%· وعلى صعيد أرباح المصرف، فقد حقق المصرف إجمالي إيرادات بلغت 940,2 مليون درهم مقارنةً بمبلغ 695,1 مليون درهم عن عام 2007 وبارتفاع نسبته 35%، وبالأخذ في الاعتبار توزيعات المودعين البالغة 228,1 مليون درهم فإن صافي أرباح التشغيل بلغ 2 ·433 مليون درهم مقارنة بمبلغ 318 مليون درهم لعام 2007 وبزيادة نسبتها 36%·
بدوره، أعلن مصرف الإمارات الإسلامي عن تحقيق صافي أرباح للعام 2008 بلغ 401 مليون درهم، - بعد حصة المودعين - بزيادة قدرها 68% عن صافي أرباح عام 2007 البالغة 239 مليون درهم·
وبحسب بيانات المصرف، ارتفع إجمالي الإيرادات إلى 1,5 مليار درهم، بزيادة قدرها 56% عن إيرادات العام السابق التي بلغت 961 مليون درهم، وبلغت حصة المودعين من أرباح العام 634 مليون درهم·
وشهدت أصول المصرف ارتفاعاً إلى 26 مليار درهم، بزيادة قدرها 56% عن إجمالي الأصول في نهاية عام ،2007 فيما وصل حجم حسابات المتعاملين بكافة أنواعها - بما فيها حسابات البنوك والهيئات الحكومية - إلى 23,7 مليار درهم، بنمو قدره 8,8 مليار درهم، بما نسبته 60% عمّا كانت عليه في نهاية ديسمبر ·2007
وبلغ إجمالي حقوق المساهمين 1,6 مليار درهم في نهاية العام، بزيادة قدرها 19% عما كانت عليه في نهاية العام السابق، وبلغ العائد على رأس المال 43% لعام ·2008
الإمارات الاسلامي يتصدر
جاء مصرف الإمارات الإسلامي في المرتبة الأولى من ناحية النمو في الأرباح، وبحسب البيانات المعلنة لنتائج المصارف الإسلامية العامة حيث قفزت أرباحه إلى 401 مليون درهم بنهاية عام 2008 مقارنة بمبلغ 239 مليون درهم مع عام ،2007 وبنسبة ارتفاع بلغت 68%، ثم أبوظبي الإسلامي الذي سجل أرباحاً صافية للعام 2008 بلغت 851 مليون درهم مقابل 769 مليون درهم للفترة المقابلة وبنمو نسبته 11%·
الملاءة المالية
بالرغم من النمو المحدود في الأرباح المجمعة وتراجع أرباح بنكي الشارقة ودبي الإسلامي، فإن البنوك الأربعة نجحت في جانب آخر في الحفاظ على مستوى جيد من الملاءة المالية وتحقيق معدلات نمو قوية فيما يتعلق بالموجودات والودائع·
وفيما يتعلق بنمو موجودات المصارف الإسلامية الأربعة، فقد سجل مصرف الإمارات الإسلامي أعلى معدل نمو، حيث ارتفعت بنسبة 56% لتصل من 16,95 مليار درهم في 2007 إلى 26,4 مليار درهم بنهاية ،2008 تلاه مصرف الشارقة الإسلامي بنمو في الموجودات نسبته 43% بعد أن ارتفعت من 10,8 مليار درهم إلى 15,5 مليار درهم بنهاية العام الماضي، ثم مصرف أبوظبي الإسلامي الذي سجل بدوره نمواً في الموجودات بنسبة 16% بعد أن ارتفعت إلى 51 مليار درهم مقارنة مع 44 مليار درهم في نهاية ،2007 في حين سجل بنك دبي الإسلامي أقل معدل نمو في الموجودات، حيث ارتفعت الموجودات من 83,7 مليار درهم إلى 84,6 مليار درهم فقط في نهاية العام الماضي·
تباين الأداء
عزا مسؤولون في المصارف الأربعة التباين في أداء المصارف خلال عام 2008 مقارنة مع عام 2007 إلى الظروف الصعبة التي هددت استقرار النظام المالي العالمي وقدرتها على إدارة عملياتها الأساسية بطريقة حكيمة خلال هذه الأوقات الصعبة، حيث لا تزال استراتيجية البنوك طويلة الأمد ترتكز على تنويع العمليات والعائدات·
وبحسب بيانات بنك دبي الإسلامي، فقد سجل البنك أرباحاً صافية عن السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2008 بلغت 1,73 مليار درهم، مقابل 1,88 مليار درهم في عام ،2007 وذلك بعد استبعاد الأرباح الناجمة عن تحويل حصة في شركة تابعة·
وبلغ إجمالي أصول البنك في نهاية العام الماضي 84,6 مليار درهم بزيادة بسيطة عن إجمالي الأصول بنهاية 2007 الذي بلغ 83,7 مليار درهم· وحققت الموجودات التمويلية للبنك نمواً كبيراً، حيث بلغت 52,7 مليار درهم في نهاية 2008 بزيادة ملحوظة قدرها 30% عن العام السابق، حيث بلغت 40,4 مليار درهم· وفي الوقت ذاته، سجلت ودائع المتعاملين نمواً بنسبة 2% في نهاية عام 2008 لتصل إلى 66,4 مليار درهم مقارنة بـ65 مليار درهم بنهاية ·2007
وحافظ البنك على نسبة قوية من التمويل إلى الودائع، حيث بلغت هذه النسبة 79% للفترة المنتهية في 31 ديسمبر ،2008 كما حقق البنك نسبة جيدة من كفاية رأس المال بلغت 2 ·12%، للفترة المنتهية في 31 ديسمبر ·2008
وتظهر النتائج السنوية للبنك مخصصات احتياطية بقيمة 521 مليون درهم، تشمل تخفيض قيمة المحفظة الاستثمارية للبنك والخسائر الناتجة عن تحديد قيمة المراكز بموجب السوق للاستثمارات في الأسهم والبالغة 227 مليون درهم، وسجل معظمها في الربع الأخير من عام ،2008 حيث شكلت سبباً رئيسياً مؤثراً على ربحية البنك في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام ·2008
وقال محمد إبراهيم الشيباني مدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي رئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي: إنه في الوقت الذي شهد فيه العالم خلال الشهور الـ12 الماضية، تحديات اقتصادية لم يسبق لها مثيل هددت استقرار النظام المالي العالمي، فقد نجح البنك في إدارة عملياته الأساسية بطريقة حكيمة خلال هذه الأوقات الصعبة، حيث لا تزال استراتيجية البنك طويلة الأمد لتنويع العمليات والعائدات تؤكد فعاليتها ونجاحها''·
ولفت في بيان صادر عن البنك أن ''دبي الإسلامي'' واصل في عام 2008 العمل مع شركاء استراتيجيين لإنشاء مؤسسات وكيانات جديدة وذات أهداف متخصصة في عدة مجالات من ضمنها الاستثمار، والتطوير العقاري، والخدمات الاستشارية والاستثمار في الملكية الخاصة· كما قام البنك من خلال ذراعه المصرفية الاستثمارية المملوكة بالكامل، بترتيب العديد من عمليات إصدارات الصكوك وعمليات التمويل المشتركة والتي تؤكد الدور الرائد والقيادي للبنك في هذا المجال
عدد اليوم
