أبوظبي (الاتحاد)
زخرت المرحلتان الأولى والثانية من طواف أبوظبي الدولي للدراجات الهوائية، الجولة الأخيرة من بطولة العالم، بالندية والإثارة، وأعلنت كل منهما عن بطل جديد لها بعيداً عن التوقعات، وهو الأمر الذي جعل المتخصصين يؤكدون أن الطواف سيكون بمثابة إعلان عن ميلاد نجوم جدد لهذه الرياضة الشيقة.
الإنجليزي مارك كافنديش بطل العالم السابق والسفير الرسمي للطواف تحدث باستفاضة عن بعض الأمور الفنية التي حلت في المرحلتين الأولى والثانية، حيث أعرب في البداية عن حزنه الشديد لعدم القدرة على التواجد في هذا العرس الرياضي الكبير بسبب الإصابة، وقال: «لقد حرمتني الإصابة من المشاركة والاستمتاع بفعاليات ومنافسات الطواف الوافد الجديد على بطولة العالم، وهو أمر أحزنني كثيرا خصوصا أنني السفير الرسمي لهذا الحدث».
ووجه التحية إلى مجلس أبوظبي الرياضي على اختياره سفيراً للطواف، معرباً عن أمله في أن يكون عند حسن الظن به دائما، لاسيما أنه سيسعى جاهدا لتشريف العاصمة الإماراتية في مختلف البطولات العالمية.
وعن الأمور الفنية تحدث سفير طواف أبوظبي الدولي عن المرحلة الأولى التي أقيمت لمسافة 174 كلم بداية من فندق قصر السراب وحتى مدينة زايد بالمنطقة الغربية قائلاً: «لقد شهدت هذه المرحلة العديد من السيناريوهات لاسيما وأنها كانت تتطلب تعاملاً خاصاً بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، والسياسة التي اتبعها الإيطالي جارديني وفريقه كانت رائعة باختزال اللياقة البدنية حتى المرحلة النهائية من السباق، وعن غياب بطل العالم السلوفاكي ساجان عن منصة التتويج أكد أن هذا الأمر طبيعي للغاية، لاسيما أن الموسم كان طويلاً، وبذل فيه ساجان مجهودات كبيرة للتويج باللقب العام، الأمر الذي أرهقه كثيرا، وجعله يدخل طواف أبوظبي في حالة بدنية مختلفة عن الآخرين الذين لم يبذلوا المجهود نفسه على مدار الموسم».
ونفى كافنديش أن يكون لارتفاع درجة حرارة الجو التأثير الكبير على الدراجين، مؤكدا أن التأثر كان قليلًا نظراً للقيادة في ظروف مشابهة في بعض المحطات ضمن طواف فرنسا الدولي، وكذلك طواف إسبانيا، كما أن هناك العديد من دراجي أميركا الجنوبية يعيشون الأجواء نفسها في بلادهم الأمر ليس غريباً عليهم.
وتابع: «كما أكدت أن غياب بعض النجوم جاء نتيجة حالة الإرهاق التي انتابتهم من جراء طول الموسم، فضلاً عن أن طول المرحلة الأولى أظهر تلك الحالة بشكل قوي، كونها كانت تتطلب تعاملاً مختلفاً وتحديداً من النجوم الذين بذلوا مجهودات كبيرة منذ بداية الموسم وحتى النهاية».
أما عن المرحلة الثانية التي توج بها الإيطالي فيفياني فقال كافنديش: «الأمر مختلف تماماً في هذه المرحلة، خصوصا أنها أقيمت في أجواء مختلفة داخل المدينة، وغابت فيها صعوبات حرارة الجو الشديدة التي كانت في المرحلة الأولى بسبب القيادة في طرق صحراوية، وأكد أن مرحلة العاصمة أتاحت الفرصة أمام الكثيرين للظهور والتألق واتباع سياسات مختلفة في القيادة عن سابقتها، وخير دليل على ذلك ما فعله فريق سكاي البريطاني الذي توج سائقه بطلاً لهذه المرحلة، حيث نجح باقي الدراجين في «التحجيز» على الآخرين الذين كانوا يريدون التقدم للأمام، الأمر الذي أتاح الفرصة لفيفياني للفوز بلقب الجولة، من خلال تلك الخطة المحكمة التي أدارها الجهاز الفني من الخارج بإحكام شديد».
وتطرق سفير الطواف للحديث عن لاعبي المنتخب الإماراتي الذين شاركوا في الحدث، مؤكدا أنهم خامات تبشر بالخير، وإقامة الطواف في الإمارات أمر سوف يكسبهم مزيداً من الخبرات المستقبلية، وتوقع أن يجني المنتخب الإماراتي ثمار استضافة الطواف قريباً، كما توقع أن يكون هناك دراج إماراتي على الأقل بين صفوف النخبة خلال النسخ المقبلة من الطواف، وهناك العديد من الحوافز التي تجعل من دراجي الإمارات أبطالاً في ظل الدعم غير المحدود من جانب الجميع هنا، خصوصاً مجلس أبوظبي الرياضي الذي يوفر كافة سبل الدعم والرعاية للأبطال في مختلف اللعبات.
وعن توقعاته لبطل طواف أبوظبي بشكل عام في نسخته الأولى قال: «من المؤكد أن التوقع أصبح أمراً صعباً نظراً لوجود بطل جديد لكل مرحلة، وأعتقد أن طواف أبوظبي سيفجر العديد من المفاجآت خلال جولته الختامية اليوم، وتمنى أن يكون الحظ محالفا للجميع، وأن ينال كل دراج ما يستحقه، خصوصا أن الجميع بذل مجهودات كبيرة في موسم طويل وشاق على الدراجين بشكل عام.
وأخيرا وجه كافنديش الشكر إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي على التنظيم الرائع للحدث، مؤكداً أن ذلك ليس بغريب على عاصمة الرياضة في العالم، كونها حققت نجاحات مبهرة في العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى في مختلف الرياضات سواء سباقات السرعة والفورمولا 1 وعلى مستوى بطولات كرة القدم الكبيرة.?
عدد اليوم
