آيسلندا تحتفي بقرائها في «فرانكفورت للكتاب»

فرانكفورت (دبا) - تباهي أيسلندا التي كانت ضيفة شرف معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي اختتم امس الأول، بأن كل فرد من شعبها يقرأ ويكتب أكثر من أي شعب آخر على وجه الأرض ويوضح الروائي أينار كاراسون وهو يلقي أول نظرة على المشاركة الأيسلندية في معرض الكتاب الذي عقد مؤخرا في فرانكفورت ويعرب عن انبهاره «لا نملك سوى جمال الطبيعة وأدبنا» ولم تحظ أيسلندا مطلقا برفاهية وجود طبقة ارستقراطية من جامعي التحف الفنية أو دور الأوبرا مثل معظم بلدان القارة الأوروبية، إذ أن أراضيها ظلت لفترة طويلة موطنا قاسيا للمزارعين والصيادين. ويقول كاراسون إن أبناء أيسلندا طالما شعروا كما لو أنهم يعيشون على حافة الحضارة. «لذا، الكتب تبدو مثل بذور سقطت فوق أرض خصبة». كما هو حال أيسلندا نفسها عندما ينتصف موسم الشتاء إذ يرخي الظلام سدوله على البلاد طوال اليوم دون مبالغة، كذلك كان المعرض عن الأدب الآيسلندي المحجوب تحت غلة من الظلام في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي افتتح الأربعاء الماضي واختتم امس لأول، للاحتفاء بإسهام الثقافة الأيسلندية، تلك الجزيرة الواقعة شمال الأطلسي ولا يتجاوز تعداد سكانها 320 ألف نسمة... لا شك أن الأمر ينطوي على رمزية ما ففي ليالي الشتاء الطويلة هذه، حيث يركن أبناء أيسلندا للراحة وقراءة كتاب جيد. اما شاشات الفيديو داخل المعرض فتنقل صور خزانات الكتب في المنازل والرجال والنساء على حد سواء منهمكين في قراءة كتبهم المفضلة. لقد قررت آيسلندا أن تضع قراءها لا مؤلفيها في صدارة المشهد داخل المعرض. واستخدم المنظمون شبكة «فيسبوك» لدعوة أبناء جلدتهم من محبي القراءة للمساهمة بصورهم الشخصية. وقال هالدور جودموندسون المسؤول عن تنظيم العرض التقديمي الذي تكلف 7,2 مليون يورو (7,3 مليون دولار) في المعرض السنوي للكتاب بفرانكفورت، أكبر منتدى لتجمع دور النشر في العالم «الآلاف أرسلوا صورهم». واختير ثلاثون قارئا لعرض صورهم على شاشات الفيديو وألقي الضوء على المئات من خزانات الكتب الخاصة في أيسلندا، في صور عرضت على حائط طويل. كما تمكن زوار المعرض من الاستراحة أمام مصباح قراءة وتصفح مجموعة كبيرة من الكتب الآيسلندية، ونحو ثلاثين مؤلفا من أيسلندا شاركوا بالحضور في معرض فرانكفورت طوال فترة المعرض ليتحدثوا عن أعمالهم.