الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل تمتلك إسرائيل أسلحة كيماوية؟

13 أكتوبر 2013 22:30
أخذ المخطط الأميركي الروسي القاضي بتفكيك أسلحة سوريا الكيماوية يشد الانتباه إلى ما يُشتبه في أنه مخزون أسلحة كيماوية تملكه إسرائيل، وهو ما يمكن أن يزيد من الضغط عليها حتى تعترف بشأن قدراتها. وكانت إسرائيل قد وقّعت اتفاقية دولية مهمة تحظر إنتاج الأسلحة الكيماوية أو استعمالها قبل عقدين من الزمن، إلا أنها واحدة من بين مجموعة صغيرة من الدول التي لم تصادق على الاتفاقية. وإذا كان الخبراء الأجانب يعتقدون على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية على الأرجح، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون تأكيد أو نفي وجود أي ترسانة من هذا القبيل، ويقولون إن الموضوع الرئيسي في الوقت الراهن هو سوريا وليس إسرائيل. ففي مقابلة إذاعية يوم الاثنين الماضي، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي السابق «أمير بيريتز» التحدث حول قدرات بلاده بخصوص الأسلحة الكيماوية، لكنه قال إن موقف المجتمع الدولي تجاه إسرائيل «مختلف» عن سوريا. وقال لإذاعة إسرائيل في هذا الإطار: «إنه أمر واضح للجميع أن إسرائيل دولة ديمقراطية مسؤولة»، مضيفاً: «آمل وأنا على يقين أن المجتمع الدولي لن يجعل من هذا الأمر مسألة مركزية وسنحافظ على الوضع القائم». واللافت أن إسرائيل كانت غامضة وفضفاضة بالقدر نفسه حول تقارير أجنبية بشأن امتلاكها ترسانة نووية من عدمه، وهي سياسة غموض تهدف إلى ردع أعدائها. غير أنه عقب الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا مؤخراً، والقاضي بنزع أسلحة سوريا الكيماوية بحلول منتصف 2014، تعالت بعض الأصوات داعيةً الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات مماثلة. ومن جانبها، كتبت صحيفة «هآرتس» الليبرالية في افتتاحية عددها ليوم الاثنين تقول إن نزع أسلحة سوريا الكيماوية يمنح إسرائيل فرصة لتصدق أخيراً على اتفاقية الأسلحة الكيماوية. وقالت الصحيفة في هذا الصدد: «سيكون من المؤسف أن تجد إسرائيل نفسها مستقبلاً في مكان سوريا، مرغَمة على توقيع الاتفاقية تحت الضغط الدولي». غير أن بول هرشسون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، قال إن إسرائيل لا يمكنها أن توقع الاتفاقية في مثل هذه البيئة غير الأكيدة، مضيفاً: «هذه الأشياء إقليمية، ونحن لن نخرج إلى هناك بمفردنا». ويبدو أن ثمة إجماعاً بين الخبراء الأجانب على أن إسرائيل قامت على الأرجح بتطوير ترسانة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية على مر السنين. وفي هذا الإطار، تقول إميلي تشورلي، المحللة المختصة في الأسلحة الكيماوية، «إن افتقار إسرائيل للشفافية أدى إلى استمرار الاشتباه في وجود برنامج للأسلحة الكيماوية، وإنْ كنا غير قادرين على تأكيد هذا الأمر أو تقديم أي تفاصيل أخرى». وفي تقرير هذا الشهر، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية ما قالت إنها وثيقة سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تعود لعام 1983 وتشير إلى أدلة على أن إسرائيل تمتلك بالفعل مخزوناً من الأسلحة النووية يُجهل حجمه، ومن المحتمل أنه طور خلال السبعينيات خوفاً من أن يكون جيرانها بصدد تطوير مثل هذه الأسلحة. وقالت الوثيقة: «إن عدداً من المؤشرات تدفعنا للاعتقاد بأنهم يمتلكون على الأقل غازات عصبية مستمرة وغير مستمرة، وغاز الخردل، وعدداً من غازات للسيطرة على أعمال الشغب، إضافة إلى ما يقابلها من أنظمة توصيل مناسبة». وقال مُعدُّ الوثيقة، المؤرخ العسكري، «ماثيو إم. إيد»، إنه من شبه المؤكد أن الغاز غير المستمر هو السارين، وهي المادة الكيماوية نفسها التي يشتبه في أن الجيش السوري استعملها في هجوم الحادي والعشرين من أغسطس الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدني وأثار رداً دولياً. ومن غير الواضح ما قد يكون غاز الأعصاب المستمر. والجدير بالذكر هنا أن المواد الكيماوية توصف بالمستمرة أو غير المستمرة تبعاً للمدة التي يبقى فيها مفعولها قائماً بعد إطلاقها. الوثيقة قالت أيضاً إن إسرائيل كانت تمتلك معدات اختبار خاصة منذ السبعينيات، وإن «تجارب ممكنة رُصدت في يناير 1976»، مضيفة أنه تم التعرف على منشأة محتملة لإنتاج غازات الأعصاب وأخرى للتخزين في عام 1982بديمونا، وهي البلدة نفسها التي احتضنت برنامج إسرائيل النووي السري. كما قالت إنه يُعتقد أن قطاع الصناعة الكيماوية الإسرائيلية يمتلك قدرة على إنتاج أسلحة أخرى. وإذا كانت إسرائيل تمتلك بالفعل برنامجاً نشطاً للأسلحة الكيماوية، فمن المرجح أنه يشمل معهد إسرائيل للبحث البيولوجي، وهو منشأة سرية تقع في «نيس زايونا» في ضاحية تل أبيب ويخضع لسلطة مكتب رئيس الوزراء. ويصف الموقع الإلكتروني للمنشأة نفسه باعتباره «معهداً حكومياً للأبحاث التطبيقية متخصصاً في مجالات البيولوجيا، والكيمياء الطبية، والعلوم البيئية». ويشار هنا إلى أن مكتب نتنياهو رفض التعليق على هذا الموضوع. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا المجاورة قبل حوالي ثلاثة أعوام، حذّرت إسرائيل مراراً من أخطار ترسانة سوريا النووية والكيماوية؛ حيث يخشى الزعماء الإسرائيليون إمكانية إطلاق أسلحة سوريا غير التقليدية على إسرائيل أو سقوطها في أيدي «حزب الله» ومجموعات أخرى معادية لها تقاتل داخل سوريا. وقال هرشسون إن محاولات سوريا أو أي بلد آخر ربط حالة إسرائيل مع حالة سوريا هي محاولة ماكرة لصرف الانتباه عن المشكلة الحقيقية، قائلاً: «لا أعتقد أن سوريا في موقع يسمح لها بأن تقول لأي كان ماذا عليه أن يفعل؛ فنحن لم نهدد أحداً بالأسلحة الكيماوية، ولم نستعملها أبداً، في حين أنهم استعملوها». جوزيف فيدرمان القدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©