الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الحياة الثقافية في الإمارات.. تأصيل التاريخ

الحياة الثقافية في الإمارات.. تأصيل التاريخ
9 أكتوبر 2015 21:29
محمود عبدالله (أبوظبي)   تنوعت الروافد التي استند إليها الباحث في دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عبدالله عبد الرحمن لتأكيد محتوى ورقته البحثية في ندوة اليوم الخامس لمعرض العين تقرأ، بعنوان «جذور الحياة الثقافية في الإمارات ورموزها خلال الفترة من أواخر القرن 19 إلى منتصف القرن 20»، والتي قدّم لها الروائي علي الحميري.   استهل عبد الرحمن حديثه بالعودة إلى مستنده الأول كتاب «الفوائد في أصول علم البحر والقواعد» حينما يعلن أحمد ابن ماجد ابن جلفار رأس الخيمة قبل 500 سنة من الآن، عن إيمانه بالعلم مطلقاً، ويعتبره مفخرة وتجارة وشرفاً، وانتقل إلى مصدره الثاني كتاب «شعراء أم النّار قراءة في نصوص شعرية هيلنيستية» للكاتب اللبناني أحمد فرحات وقدّم له الأديب عبد العزيز جاسم. واستعرض بعض قصائد رائد الشعر الشعبي في الإمارات الشاعر الماجدي ابن ظاهر، ونظمه لمجموعة من القصائد منذ نحو 300 سنة ماضية، وتوفي على الأرجح سنة 1123هجرية 1711 م، وهو الإماراتي الوحيد المعروف قبل عصر بن عتيق وهو من رأس الخيمة. ثم تطرق بالحديث عن ثقافة أهل الصحراء، ومنطقة ليوا، التي أنبتت الشاعر الظبياني سعيد بن عتيق الهاملي 1875، ومن بعده ظهر شعراء مشهود لهم بالرصانة والمفردة الجميلة مثل: محين الشامسي، يعقوب الحاتمي من أم القيوين، وابن غيث، وابو سنيدة، ومعاصرهم علي بو ملحا من ليوا. وأفرد عبد الرحمن مساحة طيبة للحديث عن الشيخ زايد بن خليفة الذي عاش في الفترة بين 1835- 1909 وتولى الحكم في إمارة أبوظبي من سنة 1855- 1909. واختتم الباحث حديثه عن الجذور الثقافية في أوائل القرن العشرين وما رافق ذلك من وعي في حفظ التاريخ الوطني وتوثيق المعرفة والرأي والموقف، مستعرضا عديد النصوص والمخطوطات المأثورة نثرا وشعرا وأشكالا كتابية وتعبيرية وطنية أخرى من أوائل هذا القرن وحتى منتصفه بعضها متاحة وأخرى لا تزال بحاجة إلى الجمع من المعمرين أو الورثة. الندوة الثانية حملت عنوان «المعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية – سفينة نوح» في نسخته 34، تحدث فيها كل من: ناصر عبدالله رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والفنانين التشكيليين ميثاء عبدالله ومحمد المزروعي. واستهلت الندوة بحديث لناصر عبدالله، حول الجمعية وتأسيسها وأهدافها، منوها إلى المعرض المرتقب مطلع يناير 2016، في مقر متحف الشارقة للفنون، بمشاركة مفتوحة أمام كل مبدع في مجالات التعبير المختلفة، مشيرا الى أن سفينة نوح، هي فكرة مفتوحة على العالم. وعبّرت خريجة كلية الفنون بجامعة زايد التشكيلية ميثاء عبدالله، عن تقديرها لفكرة المعرض التي ستفيد كافة العاملين في قطاعات التشكيل والتعبير البصري والأدبي، مع توقع جذب 100 مشاركة مجتمعية عن طريق الوصول للفعاليات الشعبية، متجاوزا ذلك إلى العمل مع كافة المؤسسات ذات الصلة. التشكيلي محمد المزروعي القيّم على المعرض صاحب فكرة سفينة نوح، أوضح من ناحيته أن مشروع السفينة يمثل مشروع (الفن خارج القاعة) حيث تحمل عدة شعارات مفتوحة أمام الفنانين مثل: سفينة الفنان، سفينة الوطن، سفينة العالم. من جهة ثانية، وضمن فعاليات المعرض، ألقى الدكتور إبراهيم أحمد ملحم محاضرة في فرع مركز زايد للدراسات والبحوث في العين التابع للنادي، بعنوان «الشعر النبطي: المعنى، النشأة، المستقبل» حضرها عدد من المسؤولين في النادي وجمهور من المختصين والمهتمين بالشعر النبطي ومن الشخصيات الثقافية في مدينة العين. وذهب المحاضر إلى تأكيد أن معنى الشعر النبطي يتصل بالأنباط القدامى الذين كانت أصولهم، وفقا لبعض المؤرخين، من منطقة الخليج العربي حيث الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، وقد وفدوا إلى هذه المنطقة بعد انهيار مملكتهم التي كان مركزها في (البتراء) جنوب الأردن عام 106 للميلاد، فعادت نسبة منهم إلى المنطقة التي انطلقوا منها، وتلاقحت ثقافتهم - التي تجمع بين العربية لهجة والآرامية كتابة - مع ثقافة أهلها، فانبثقت لدينا نواة شعر موازٍ للشعر الفصيح، وليس نقيضا له أو محاولا ابتلاعه ليبقى وحده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©