السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صالونات الحلاقة».. زحام شديد ورقابة ضعيفة

«صالونات الحلاقة».. زحام شديد ورقابة ضعيفة
13 أكتوبر 2013 20:47
أصبح الإقبال الكثيف على صالونات الحلاقة مع قدوم عيد الأضحى المبارك من قِبل المواطنين والمقيمين، مشهداً مألوفاً، حيث تزداد هذه الظاهرة تفوقاً على عملية التسوق، فنجد الصالونات، عادة ما تكتظ بالزبائن حتى الصباح الباكر، فالجميع يتسابقون لاستقبال العيد بتسريحة وحلة جديدتين، حيث أصبحت الحلاقة من الطقوس العربية والإسلامية التي لا يتخلى عنها الناس قبل العيد.. أما الحلاقون فيرون أن عيدهم يبدأ مبكراً قبل الجميع، حيث ينتظرون موسم العيد بفارغ الصبر، وتبقى قضية ارتفاع الأسعار في صالونات الحلاقة ما بين مؤيد ومعارض بين الزبائن الذين يتفقون على غياب الرقابة التي شجعت على تلك التجاوزات. ويؤكد فادي مصطفى، أنه يواظب على الحضور مبكراً للحلاقة إلا انه يفاجأ بالازدحام، وهو أمر يسبب له متاعب نفسية، لأنه ليس من هواة الانتظار كثيراً أو الجلوس تحت رحمة مقص الحلاق لساعات، فلذلك جاء إلى هذا الصالون لأنه برأيه أقل ازدحاماً من الصالونات الأخرى. ويضيف ابنه ياسر الذي جاء مع والده، فرحاً لاستقبال العيد بقصَة شعر جديدة موضحاً: اعتدت مع والدي زيارة الصالونات قبل يوم العيد ولكننا نصاب بالإحباط عندما نجد الازدحام الرهيب في الصالونات، وخاصة أن صالونات الأطفال قليلة ويبالغ أصحابها بالأسعار. امتيازات خاصة وفي صالون آخر يقول المواطن راشد الظاهري: تعودنا على الزحمة في صالون الحلاقة قبل العيد ولكننا أصبحنا نأتي مبكراً، لكي نقوم بالحلاقة، كون لدي أربعة أطفال وكل واحد منهم يحب أن تكون حلاقته مختلفة عن الآخر، فلذلك أقوم بعملية الحجز من وقت، ويتعامل معنا صاحب الصالون بود كوننا زبائنه من قبل عشر سنوات. ويشكو هشام عبد المجيد، من ارتفاع أسعار الحلاقة قرب أيام العيد، متهماًً أصحاب الصالونات بالجشع واستغلال الناس في هذه المناسبة، موضحاً أن لديه ثلاثة أولاد، وارتفاع سعر الحلاقة يرهقه مادياً، داعياً أصحاب الصالونات إلى الاقتداء بالمحلات التجارية التي تعمل تخفيضات على بضائعها، وطالب سيد جهات الاختصاص فرض رقابة دائمة ولصيقة على الصالونات في هذه الفترة التي تتسم بالجشع ورفع الأسعار والإهمال بالأدوات المستخدمة في الحلاقة من مقصات وشفرات وغيرهما. فوق الكراسي الممتدة في الصالون تجلس أسرة عماد صدقي في انتظار دورها، ويقول: ذهبت مع أولادي إلى صالون الحلاقة، ومباشرة طلب مني الحلاق أضعاف ما كنت أقوم بدفعه في السابق، وعندما أخبرته أننا أربعة أشخاص وسوف يحصل من ورائنا على مبلغ مالي غير قليل، قال لي ما تعرضه عليَّ بإمكاني حصده من شخص واحد فقط، فلذلك اضطررت إلى الذهاب إلى صالون أقل سعراً؛ ويتساءل صدقي: أين دور البلدية التي يجب أن تشن حملة تفتيش على صالونات الحلاقة في الإمارة، وتوجه لها إنذارات أو عقوبات. وفي صالون آخر، يرى ضياء الدين البخيت، أن وجوده في هذا الازدحام طبيعي فقد تعوَّد على ذلك منذ الصغر وأصبح بالنسبة له من المظاهر المعتادة التي لا يتخلى عنها الناس قبل قدوم الأعياد، ويضيف مازحاً: واضح أن كرسي الحلاقة أصبح حالياً يحتل مكانة غير عادية خلال موسم العيد يتفوق من خلالها على كرسي السلطة، فشتان ما بين الأوّل الذي يمنحك الجلوس لدقائق والثاني الذي لا يتخلى عنه المرء يسهولة. استغلال المناسبة ويوضح ياسين عبد الكريم «صاحب صالون»، أن هناك إقبالاً كبيراً من الزبائن ليلة العيد، حيث يكون هناك ضغط كبير على محلات الحلاقة ما يتطلب زيادة في السعر وهذا معمول به منذ سنوات، ويتابع: قد يستمر عملنا على مدار يوم كامل، لأننا نستغل هذه المناسبة ولا نفوتها، فتصور أننا نحصد في تلك الأيام ما لا نحصده على مدى شهر كامل، ويضيف هناك زبائن يقومون بحجز مكان لهم للحلاقة قبل العيد بوقت، فلهذا نقع مرات عديدة في إحراج ما بين الزبائن الدائمين والزبائن الجدد الذين يأتون للحلاقة في وقت واحد. ويقول وائل الحلبي «حلاق»، إن مشكلة الزحام صارت عادة دائمة وسببها الحقيقي يتمثل في أن الزبائن يحبون القدوم على الحلاق قبل يوم واحد من العيد كي يظهروا يوم العيد بشكل أنيق، لأن البعض منهم ينمو شعره بسرعة ويكون مظهره يوم العيد ليس مثالياً. ويشاطره الرأي زميله عمر الجبوري، الذي يقول إن الازدحام في صالونات الحلاقة يجلب لنا متعة حقيقية تشعرنا بأهمية المهنة التي نقوم بها، بالإضافة إلى المكسب المادي الذي نكسبه من هذا الموسم، لأننا في فترات سابقة يكون الشغل والإقبال ضعيفاً ولا نستطيع أن نفي بقيمة الإيجـارات التي تتزايـد يوماً بعد يوم. مشاكل الزبائن ويضيف شادي فاخوري: أنا من محبي الازدحام لأسباب كثيرة، منها أننا أثناء فترة الحلاقة نستمع من الزبائن صغاراً وكباراً للعديد من القصص والحكايات المضحكة والمحزنة، ناهيك عن التعليقات المتنوعة التي تجلب البهجة والسرور قبل العيد. أما الحلاق طلعت برهان، فيختلف معهم، ويؤكد أن البعض يعتقد أن الحلاقين يقضون وقتاً ممتعاً مع الزبائن في ليلة العيد، بل العكس أحيانا نضطر إلى حل مشاكل الزبائن أنفسهم حيث يحدث أحيانا تشابك وملاسنات بين الزبائن حول ترتيبهم في الدور الخاص بالحلاقة. تسريحات النجوم من جانبه، أكَّد الحلاق وديع محمود، أن الشباب يتدفقون بكثرة للحلاقة قبل أيام العيد، ونحن نكون مستعدين لمتابعة آخر «التقليعات» والتسريحات التي يطلبونها، بحيث نتوصل إلى أحدث القَصات المطلوبة، ومنها قَصة نجوم الكرة العالميين، مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وميسي وغيرهم. ويضيف أن الأسعار طبيعي أن ترتفع في مثل هذه المناسبات، بل يصل الأمر أحيانا أن يقوم بعض الزبائن بإعطاء «بقشيش» عقب الحلاقة عندما يرى نفسه في حلة جديدة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©