الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهند الوجهة المفضلة لشركات التقنية الأميركية

الهند الوجهة المفضلة لشركات التقنية الأميركية
9 أكتوبر 2015 21:06
ترجمة: حسونة الطيب يفسر الإقبال الكبير على خدمات التقنية في الهند، السبب وراء تحول الهند بتعداد سكانها البالغ 1,25 مليار نسمة، لأكثر فرص النمو جاذبية لشركات الإنترنت الأميركية. ونتيجة الحظر الذي تواجهه من الصين نفسها أو الشعور بالإحباط جراء الطلبات المرهقة من حكومتها، ترى شركات أميركية مثل، فيس بوك وتويتر وجوجل وأخرى صغيرة ناشئة، الهند الوجهة المقبلة الأفضل. وفي الآونة الأخيرة، تأكد الحماس المتصاعد نحو الهند، التي تُعد أسرع الاقتصادات الكبيرة نمواً في العالم في الوقت الحاضر. وبينما يصر الرئيس الصيني شي جين بينج، خلال اجتماع عقد في سياتل نهاية سبتمبر الماضي مع المديرين التقنيين، على سياسات حكومته الصارمة تجاه الإنترنت، بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حملة جاذبة خلال جولته الأميركية الأخيرة. وخلال مشاركته في فعالية لفيس بوك، قال مودي :لتحتفظ الهند بمسيرة التقدم، يترتب عليها الريادة في قطاع الإنترنت، وأرجو ألا يكون ربط فيس بوك للناس بداعي جمع الأموال فحسب.» وكان من الصعب قبل سنتين، تصور تطور الهند كواحدة من الدول الرائدة في عالم الإنترنت، خاصة وأن اتصال الإنترنت كان ضعيفاً وشبكات الهواتف المحمولة بطيئة للغاية، إضافة لعدم انتشار الهواتف الذكية بنسبة كبيرة. ومع ذلك، ارتفع عدد مستخدمي الهواتف المحمولة بسرعة كبيرة في الهند منذ 2013، ليناهز 168 مليوناً خلال هذا العام، بالإضافة لنحو 277 مليوناً من مستخدمي الإنترنت. وتتفوق الهند في عمليات البحث على جوجل، على أي دولة في العالم بجانب الولايات المتحدة الأميركية. واشتهر الهنود منذ زمن طويل بحبهم للاتصال عبر الشبكة العنكبوتية، حيث ساهموا في نمو شركات التواصل الاجتماعي الأولى مثل فريند ستر. لذا، ليس من المستغرب أن يربو عدد مستخدمي فيس بوك من الهنود، عن 132 مليوناً تتقدمهم أميركا فقط. وأصبح تطبيق واتس آب الذي استحوذت عليه فيس بوك في العام الماضي بنحو 22 مليار دولار، الأكثر شيوعاً في الهند بتوفيره رسائل ومحادثات مجانية في بلد لا يتعدى الأجر اليومي لمعظم السكان سوى دولارات معدودة. وللوصول إلى الملايين في الهند الذين يعوزهم الاتصال بالإنترنت، توفر فيس بوك خدمات أساسية للهواتف المحمولة العادية، بجانب تقديم الشبكات غير السريعة. وتحت مظلة مبادرة باسم إنترنت دوت أورج، تتعاون فيس بوك أيضاً مع مشغل محلي لتقديم حزمة من الخدمات المجانية، تتضمن الأخبار وفرص العمل وشبكة التواصل الاجتماعي لغير القادرين على شراء حزمة البيانات. لكن لا تزال الهند تشكل العديد من التحديات، حيث واجه إنترنت دوت أورج العديد من الانتقادات، بحجة تفضيل فيس بوك لخدماتها. كما تحاول الوكالات الحكومية، مراجعة المحتوى الذي تعتبره غير لائق، حيث تلقت فيس بوك في السنة الماضية 10792 طلباً من الحكومة الهندية لإزالة بعض المعلومات. كما أن جني الأرباح من العمليات الشاقة في الهند، حيث من المتوقع إنفاق نحو 940 مليون دولار على حملات الإعلان، المبلغ الذي يعتبر زهيداً بالمقارنة مع 58 مليار دولار في أميركا. لكن تنتهج شركات الإنترنت سياسة النفس الطويل، بإدراج أكبر عدد من المشتركين في الوقت الحالي ليجيء جني الأرباح في المرحلة المقبلة. وتخطط جوجل على سبيل المثال، لأدراج 500 مليون هندي بحلول 2017، ليستخدم معظم هؤلاء هواتف تعمل بنظام تشغيل أندرويد الذي يستحوذ على معظم سوق الهواتف الذكية في الهند. ويساعد ذلك جوجل، على تعريضهم لخدماتها الأخرى مثل، يوتيوب والإعلانات. ورغم الجهد الذي تبذله شركات التقنية لإدخال أكبر عدد من الهنود للشبكة، على مراجعة بعض الفرضيات الأساسية. وواحد فقط من بين كل ستة هنود، متعلم اللغة الإنجليزية التي تؤهله لتصفح الشبكة. وتوجد صفحات قليلة باللغة الهندية أو باللغات الهندية الأخرى البالغة 21 لغة رسمية. وأضافت كل من جوجل وفيس بوك وتويتر، دعماً جديداً للمزيد من اللغات الهندية، بجانب حثها المطورين والمستخدمين على طرح محتوى باللغات الهندية المحلية. وللوصول إلى الذين لم يسبق لهم استخدام الإنترنت، عقدت جوجل شراكة مع انتل، لإرسال مدربات إلى القرى النائية لتعليم النساء كيفية استخدام الإنترنت. وسمح عدم نضوج سوق الإنترنت الهندية لشركات مثل تويتر التي لا يزيد عدد مستخدميها في الهند عن 20 مليون فقط، بمعاملتها كمركز لإجراء الاختبارات. ويستخدم مئات الملايين من الهنود، هواتف عادية لا يمكن تحميل التطبيقات عليها، لكن يمكنها استقبال رسائل مجانية. وعبر تقنية ابتكرتها تويتر، يمكن لهؤلاء المستخدمين الاطلاع على أخبار نجوم الكريكت والسياسيين ونجوم المجتمع. وتعتبر العديد من شركات الإنترنت الرائدة، الهند بمثابة المركز الضخم لإجراء التجارب التي يمكن طرحها فيما بعد في بقية الأسواق في مختلف أنحاء العالم. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©