عدد اليوم
أبدى علماء تفاؤلهم بإمكانية قهر مرض الملاريا حول العالم بعد نجاح سوازيلاند في هزيمة المرض القاتل بشكل كبير في الشهور الأخيرة.
وتستعد سوازيلاند، وهي دولة صغيرة تقع بين جنوب أفريقيا وموزمبيق، لإعلانها أول دولة خالية من الملاريا في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، وهي المنطقة الأكثر تضرراً من الإصابة بهذا المرض، وفقا لما ذكرته مجلة "الإيكونوميست" البريطانية.
ونجحت جهود أجهزة الصحة في سوازيلاند في القضاء على المرض عن طريق تكثيف المراقبة على بؤر الإصابة وإجراء اختبارات طبية متكررة لكل الأشخاص في محيط أي منطقة يعتقد أنها أصيبت بالمرض.
وتعد هذه الجهود جزءا من معركة أوسع يشنها العالم على الملاريا. ويبدو أنه في طريقه للفوز بها بعد أن أصبحت سوازيلاند على وشك الانضمام إلى أكثر من 100 دولة قضت على الملاريا بشكل نهائي داخل حدودها.
ومنذ عام 2000، انخفض عدد الوفيات الناجمة عن الملاريا في جميع أنحاء العالم إلى ما يقرب النصف. وحدث التراجع الأكبر في عدد الوفيات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، التي تشهد 90 بالمئة من الوفيات بالملاريا.
لكن مازالت الملاريا تقتل حوالي 450 ألف شخص سنويا، معظمهم من الأطفال في أفريقيا. فيما تقول منظمة الصحة العالمية إن تطبيق إجراءات رقابية أفضل قد حال بالفعل دون وفاة حوالي أربعة ملايين طفل في افريقيا بين عامي 2001 و2013.
كما تعتقد منظمة الصحة أن حالات الإصابة بالملاريا والوفيات الناجمة عنها يمكن أن تتراجع على حد سواء بنسبة 90 بالمائة أخرى في السنوات الـ15 المقبلة.
وتعتقد مؤسسة غيتس، الناشطة في مجالات البحث والمراقبة المضادة للملاريا، أنه يمكن القضاء على المرض تماما بحلول عام 2040.
إلا أن العلماء حذروا من الإفراط في التفاؤل، قائلين إن الجهود السابقة نجحت بالفعل في خفض عدد الوفيات الناجمة عن الملاريا بشكل كبيرفي الستينات.
ولكن بسبب عيوب في تطبيق برامج المكافحة، مثل الاعتماد على عدد قليل جدا من الأدوية وعدم وجود أطباء مدربين، عادت الملاريا للظهور مرة أخرى في مناطق عدة من العالم.
