الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التدخل الروسي في سوريا يحطم أحلام أردوغان

التدخل الروسي في سوريا يحطم أحلام أردوغان
9 أكتوبر 2015 04:28
حسن أنور ، (وكالات) يرى كثير من المحللين أن الحملة العسكرية الجوية التي تشنها روسيا في سوريا تمثل عقبة كبيرة في طريق رؤية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمستقبل هذا البلد وأيضاً قد تؤثر على طموحاته السياسية، وهو ما يثير غضبه ويزيد من تهميش أنقرة في النزاع السوري، غير أن خياراته لعرقلة ذلك تبدو ضئيلة للغاية. وتهدف الضربات الجوية الروسية إلى دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكدت تركيا طوال سنوات ضرورة الإطاحة به من السلطة كشرط أساسي لإيجاد حل للازمة السورية. وما يزيد من التوتر كذلك انتهاك طائرات روسية مرتين المجال الجوي لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، خلال الأيام القليلة الماضية. ورد أردوغان على ذلك بغضب شديد قائلاً : إن بوتين يرتكب «خطأ جسيماً» سيزيد من عزلة روسيا، كما أنه حذر من أن الصداقة بين البلدين معرضة للخطر. وكان هدف تركيا الاستراتيجي الرئيس في النزاع السوري الإطاحة بالأسد، ووضع سلطات جديدة موالية لأنقرة تساعد تركيا على استعادة بعضاً من هيمنتها العثمانية على المنطقة. لكن الحملة العسكرية الروسية تهدف صراحة إلى المساعدة على إبقاء الأسد في السلطة، حيث يتهم الغرب وحليفته تركيا، موسكو بتركيز ضرباتها على المعارضة المعتدلة بدلاً من تنظيم داعش. وقال ايلتير توران استاذ العلوم السياسية في جامعة بيجي في اسطنبول «يبدو أن التدخل الروسي لا يهدف إلى قتال داعش، لكن إلى تغيير المعادلة بشكل شامل بحيث يحصل الأسد على فرصة جديدة». وأضاف أن «هذا يتسبب في شرخ جديد وكبير في العلاقات بين تركيا وروسيا». وقال أردوغان في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن القيام بثلاثة أمور سيساعد على تخفيف حدة النزاع السوري وأزمة اللاجئين الناجمة عنه وهي: تجهيز وتدريب المسلحين السوريين المعتدلين، وإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا لإيواء اللاجئين، وفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا. لكن الحملة الجوية الروسية تقف عائقاً أمام تحقيق هذه المسائل، رغم إصرار أردوغان على أن فكرة إقامة منطقة عازلة لا تزال على الأجندة. وكتبت فيردا اوزير في صحيفة حرييت أن «الشاغل الأساسي لبوتين هو الإبقاء على نظام الأسد في السلطة وبالتالي حماية المصالح الروسية في سوريا وزيادة النفوذ الروسي إقليمياً ودولياً». كما أن القصف الجوي الروسي في سوريا يزيد من استقطاب التحالفات الدولية في المنطقة حيث تشكل روسيا مع إيران، حليفة الأسد الأخرى، شراكة وثيقة، بينما تعمل تركيا على تعزيز علاقاتها مع السعودية. وقال أردوغان إن إيران وروسيا اجتمعتا على استراتيجية ثنائية بحيث تعمل موسكو جواً، بينما تعمل إيران، التي يتردد أن لها قوات على الأراضي السورية، براً. ورأى توران «لقد أصبح واضحاً أن الخطط التركية المتعلقة بسوريا لم تتحقق حتى قبل التدخل الروسي»، مضيفاً أن تصرفات بوتين «تعقد الأمور وتطرح أبعاداً جديدة للمعادلة». وأشار إلى أن تغيير ذلك يتطلب «تعديلاً أساسياً في السياسة» من جانب الحكومة التركية وخاصة زيادة الدعم للأكراد. وفي دليل على انزعاج الأوساط المحافظة القومية التركية من التدخل الإيراني والروسي في سوريا، قال الكاتب إبراهيم كاراغول في صحيفة يني شفق الموالية للحكومة إن الطريقة الوحيدة لوقف البلدين هي من خلال «حرب بالوكالة». وأضاف أن «تدخل البلدين (إيران وروسيا) هو غزو لسوريا، لا يختلف عن الغزو الأميركي للعراق» في 2003. ويرجح أن تتأثر العلاقات بين روسيا وتركيا سلباً بعد أن شهدت تحسناً في السنوات الأخيرة مع عمل الجانبين على بناء خط أنابيب للغاز تحت البحر وخطتهما لرفع حجم التبادل التجاري بينهما بحلول 2023 إلى 100 مليار دولار. وقال دبلوماسي غربي مقره أنقرة «بالنسبة لتركيا لا يوجد مجال كبير للمناورة... كل ما تبقى لها هذه التصريحات الصارمة.» وأشار إلى أن الضربات الجوية الروسية التي تعني أن طائرات روسية وطائرات الولايات المتحدة وحلفائها تطير في مهام قتالية فوق نفس البلد للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية جعلت احتمالات إقامة «منطقة طيران محظور» تطالب بها تركيا منذ زمن طويل أبعد مما كانت في أي وقت مضى. وقال ايكان اردمير وهو زميل غير مقيم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن «أعتقد أن إقامة منطقة آمنة غير مطروح على مائدة البحث وهذا بالنسبة لتركيا ربما يكون كارثة تم تجنبها. في نهاية الأمر كانت ستخرج عن نطاق السيطرة... كانت تركيا ستنجر إلى حرب تستمر إلى الأبد». من جهته قال مسؤول تركي رفيع «لا يوجد تردد بشأن حماية الحدود. العلاقات بين تركيا وروسيا جيدة لكن من المستحيل تجاهل ما حدث في الأيام القليلة الأخيرة ولن نفعل ذلك». لكن مع اقتراب الشتاء عندما يزداد الطلب على الوقود إلى ذروته وتجري انتخابات برلمانية في أول نوفمبر القادم حيث يسعى حزب العدالة والتنمية باستماتة لاستعادة أغلبيته توجد أسباب محلية ملحة لأن يتجنب أردوغان الصدام مع موسكو. وقال حسن سليم أوزيرتم محلل الشؤون الروسية ومنطقة القوقاز بمؤسسة يوساك البحثية ومقرها أنقرة «كل من الجانبين سيتصرف بحذر من أجل تجنب حدوث أزمة. في الموقف الراهن لا يمتلك أيهما رفاهية تدمير العلاقات.»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©