الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيـخ راشد ملهم التنمية وبانـي نهضـة دبي

الشيـخ راشد ملهم التنمية وبانـي نهضـة دبي
9 أكتوبر 2015 00:40
نوف الموسى (دبي) حاضر معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي في ندوة «ربع قرن على رحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم»، بمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، حول أهمية توسيع أفق توثيق الرواية التاريخية، سلط الضوء خلالها حول تفاصيل المنهج والاستراتيجية الحكيمة لباني نهضة دبي، المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، خاصةً أنها تمثل قراءات علمية لفلسفة الفكر التنموي، لدى الراحل المؤسس، وإعادة إنتاجها ضمن المؤسسات التعليمية، والمراجع البحثية، وفضاءات الصناعة الاستراتيجية الحكومية، تُعد ضرورة سيادية، وملحمة من السرد الحضاري، حيث فسر ضاحي خلفان تبعاتها خلال الندوة بأنها انعكاس صادق وموضوعي لما يمكن تسميته بـ «حاضر دبي»، الناتج عن بديهة فكرية لافتة، للمغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي لا تزال مصدر إلهام لكل المشاريع التنموية في المجتمع المحلي، ومحط إعجاب لدى أهم خبراء اقتصاد العالم. محاور الندوة ميناء «جبل علي».. المشروع الفاشل، كما أسماه كثيرون في ذلك الوقت، شكل أهم مؤشر تنموي للرؤى الفكرية لدى الراحل، بعد نجاحه، وتجسد ضمن أهم الروايات المعرفية للتطور الاقتصادي، التي ألقاها ضاحي خلفان، في ندوة الاحتفاء بـمنجزات الراحل الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، بعد مرور 25 سنة من رحيله، وشاركت في تقديمها الباحثة والأكاديمية الدكتورة فاطمة الصايغ، وتنوعت محاور الندوة حول المتابعة الميدانية للراحل، ولغة التواصل المباشرة عبر كيفية اكتشافه لحجر منطقة «الروية»، وما شكله من مفارقة زمنية لمعدل إنجاز ميناء راشد، بينما ظلت منظومة إصراره على مواجهة تحديات جغرافيا المنطقة، تلقي بظلالها على حديث ضاحي خلفان، وذلك حول أهم الزيارات الرسمية لوفود الدول الاقتصادية العالمية، كاليابان، من تنبؤوا ازدهاراً لمنطقة الشرق الأوسط، يتجاوز فعل النفط إلى مرحلة تصدير الإنتاج التجاري، بينما شكلت مسيرة اتحاد دولة الإمارات، بين المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، والشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، جوهر الاستمرار الأشمل لنهضة الدولة، موضحاً خلفان أن قيمة البنية الاتحادية، قائمة على إيمان وثقة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، بأن المغفور له زايد بن سلطان، هو رجل الاتحاد وقائده والقادر على إدارته، في الطريق الصحيح، في ظل التحديات الأولى وتناقضاتها، واختلاف الرؤى التي واجهت قيام الاتحاد. «جبل علي».. ميناء المستقبل «كيف يمكن أن نقرأ إصرار الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، على بناء ميناء جبل علي، أمام اقتناع سائد وإجماع على فشل المشروع؟» يرى ضاحي خلفان أن الإجابة بحد ذاتها، تحدٍ نوعي، وكلما طُرح الموضوع للنقاش الاستراتيجي أو المعرفي، تتجسد العديد من المرويات التاريخية حول المشروع، من بينها كما أوضح خلفان ما أطلعه عليه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وزير المالية، وهو أنه إبان قرار مشروع بناء ميناء جبل علي، اتفق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، والمغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، بمحاولة عدول والدهم الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، عن رأيه في إقامة المشروع، عن طريق الحديث مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، لأنه الوحيد القادر على التأثير عليه، بشكل مباشر، إلا أنه فعلياً، وبعد مناقشة جمعته مع الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ظل مصراً على موقفه، بأهمية قيام المشروع. وأضاف ضاحي خلفان، أن الشيخ محمد بن راشد، دخل في نقاش مع والده حول الموضوع، إلا أن الراحل، أكد له وقتها، بأنه سينجز ما لا يمكن لأبنائه إنجازه في المستقبل، وأشار خلفان في هذا الصدد، إلى أن الشيخ راشد بن سعيد، كان لديه اعتقاد، بأن ما يعمد لصياغته في إمارة دبي، قد لا يفكر به أو يعمل به، من سيأتي من بعده، مبيناً أنه بالنظر إلى توجهات الشيخ محمد بن راشد، التي تستهدف البناء المستمر، فإنها قائمة على فلسفة أن ما نصنعه في الوقت الحالي، يشكل استراتيجية زمنية تنموية، وهي بحسب تعبير ضاحي تمثل موروثاً، يمكن استشفافه من فكر الراحل، وهو العمل ضمن مسوغات الموارد المتوفرة والإمكانيات التحتية، لما هو مستقبلي، متجاوزاً توقعات المرحلة الحالية. قدم ضاحي خلفان رواية لـ ماجد الفطيم، ضمن مسيرة التحديات لمشروع ميناء جبل علي، أطلعه عليها الفطيم بعد قراءة إحدى مقالات خلفان المنشورة في مجلة «الأمن»، التي تم توزيعها، في ذلك الوقت، بالتعاون مع طيران الإمارات، لافتاً خلفان، أنه أقدم على كتابة مقالات عن الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، بعد عتبه المباشر على قسم العلاقات العامة في شرطة دبي، وقتها، لعدم إنجازهم ما طلبه منهم، حول أهمية توثيق إنجازات الراحل، وصادف أن المقالة التي استهدفت الحديث عن ميناء جبل علي، أعجبت ماجد الفطيم، وساهمت في فتح النقاش حول روايات تاريخية، حول المشروع، منها زيارة الوفد الياباني المكون من 25 خبيرا اقتصاديا، لوكلاء المنتجات اليابانية في الخليج، من بينهم ماجد الفطيم، كونه ضمن منظومة الوكلاء، وقال الفطيم عن الحادثة، إنه كان من أشد المعارضين لفكرة بناء ميناء جبل علي، ويذكر أنه إبان زيارة الوفد الياباني، ناقش رأيه مع رئيس الوفد، باعتباره من بين أهم 5 اقتصاديين في اليابان، والذي بزيارته لموقع بناء ميناء جبل علي، صرح بأن المشروع، ثقل استراتيجي، سيضيف للمنطقة ازدهاراً يتجاوز دخل البترول نفسه، ليقول ضاحي حول تلك الرواية إنه بالنظر للمشروع، فهو يساهم حالياً، بدخل أكبر من دخل نفط دبي، حيث أصبح لموانئ دبي نحو 64 ميناء يدار عالمياً، وقد شهدت انطلاقتها من ميناء جبل علي. حجر «الروية» جاءت حادثة اكتشاف حجر الروية، لبناء ميناء راشد، دلالة موضوعية لشخصية الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، كما أشار ضاحي، في الندوة، موضحاً أن الراحل مفكر استراتيجي من الطراز الأول، وليس على مستوى التخطيط فقط، وإنما المتابعة الميدانية، التي يمكن استشفافها، من بحثه في تفاصيل بناء ميناء راشد، والتي سردها أحد المهندسين للشركة القائمة بأعمال الميناء وقتها، وهي أن الشيخ راشد، قد طلب من الشركة، قبل شروعها في العمل، وضمن التكلفة التي أرستها المناقصة، البحث في إمكانية تقليل التكلفة ككل، ووقتها وافق القائمون بأعمال الشركة على تعديل بند التكلفة، في حالة توفر الحجر المخصص للبناء، من منطقة قريبة من الميناء، بأقل من 20 كيلومترا، حيث كانت تعتمد الشركة على إحضار الحجر من إمارة رأس الخيمة، وهو ما ساهم في إعلاء قيمة التكلفة، موضحاً خلفان أنه بحسب المهندس، لم تتوقع الشركة أبداً، توفر حجر في منطقة قريبة من البناء، وبعد اعتماد الشرط، قام الشيخ راشد بن سعيد، بمسح شخصي بين الأعيان والناس، وخاصةً كبار السن، في ما إذا رأى أحدهم حجراً في منطقة قريبة، وفعلياً أطلع أحد كبار السن الراحل، بتوفر حجر في منطقة الروية، ليفاجئ الشيخ راشد بن سعيد الشركة، بإمكانية استثمار الحجر، الذي كان يبعد عن منطقة البناء بنحو 19 ونصف كيلو متر فقط، مما أجبر الشركة على تقليل التكلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©