السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملالا: كانت خيار نوبل الأفضل

12 أكتوبر 2013 22:00
قبل الإعلان عن نتيجة جائزة نوبل للسلام لهذا العام ومنحها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية توقع كثيرون أن تذهب إلى أصغر مرشحة لنيلها على الإطلاق: ملالا يوسف زاي التي تبلغ من العمر 16 عاماً فقط، والتي نجت من محاولة اغتيال من قبل حركة «طالبان». ووفقاً لكريستيان هاربفايكن، مدير «معهد أوسلو لأبحاث السلام» والمؤرخ أسلي سيفين، وهما خبيران نرويجيان في شؤون جائزة نوبل، أن التلميذة الباكستانية كانت تتصدر قائمة مختصرة من المرشحين للفوز بالجائزة حتى إعلانها يوم الجمعة الماضي ومنحها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. ويعتقد هاربفايكن أن الفتاة كانت تستحق الجائزة لكونها رمزاً يمثل حقوق الفتيات في التعليم والأمن، وكذلك لكفاحها القوي ضد التطرف والقمع. وقد كانت ملالا وهي في عمر الحادية عشرة فقط تنتقد علانية ممارسات حركة «طالبان» وسعيها لمنع تعليم الفتيات في وادي سوات منذ عام 2008. وكانت الفتاة تكتب تدوينات نشرت على موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في قسم اللغة الأوردية، كما أنها كانت تشارك في مشروع عقول متفتحة بمعهد الحرب والسلام حتى تعرضت لمحاولة اغتيال فاشلة على يد عناصر من «طالبان» قبل عامين. إلا أنها نجت من الإصابة التي تعرضت لها في رأسها، وأصبحت سفيرة عالمية لحق جميع الأطفال من صبيان وبنات في التعليم، وحصدت أيضاً عدة جوائز عالمية. وهددت حركة «طالبان» الباكستانية مجدداً بمهاجمة الناشطة ملالا على رغم ترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي أيضاً يوم الخميس الماضي عن منح جائزة ساخاروف لحرية الفكر للناشطة الباكستانية ملالا، تقديراً لنضالها من أجل تعليم البنات في بلدها، وهو نضال كاد يكلفها حياتها. ومن جانبها وصفت حركة «طالبان» الباكستانية يوم الخميس الناشطة الشابة ملالا بأنها «لم تفعل شيئاً» تستحق عليه جائزة سخاروف الرفيعة التي يمنحها البرلمان الأوروبي. وقبل أن تصبح ملالا يوسف زاي، رمزاً عالمياً لتعليم الأطفال، كانت فتاة تعاني من سطوة وعنف حركة «طالبان» باكستان التي تسبب تفسيرها المتشدد للدين في غلق مدارس الفتيات في مسقط رأسها، بلدة مينجورا، مطلع عام 2009. وتعتبر ملالا السلام والتعليم شيئين لا يمكن الفصل بينهما حيث تقول إنه بدون أحدهما لا تستطيع أن يكون لديك الآخر. ولو كانت فازت بنوبل لسجلت ملالا سابقة تاريخية كأصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام بعد الصحفية اليمنية توكل كرمان، التي كانت تبلغ من العمر 32 عاماً عندما اشتركت في الجائزة في عام 2011 مع رئيسة ليبيريا آلين جونسون سيرليف والحقوقية ليما جبوي، وهي ناشطة سلام ليبيرية أيضاً. كما كانت ملالا ستصبح ثالث أنثى مسلمة تحصل على الجائزة من قبل لجنة نوبل النرويجية. «لا يوجد حد أقصى لسن تلقي جائزة السلام، ولكنني واحد من أولئك الذين قالوا إن الأمر قد يمثل مفاجأة» لو فازت فتاة بهذه السن، حسبما قال الخبير سيفين الذي كانت ملالا هي اختياره الثاني بعد طبيب النساء الكونغولي دنيس موكويجي. وقد حصلت المرشحة اليافعة على موقع في تصنيف مجلة «التايم» كواحدة من أكثر 100 شخص تأثيرا في عام 2012، وقد ألقت خطاباً في الأمم المتحدة في عيد ميلادها السادس عشر في شهر يوليو الماضي، كما نشرت مذكراتها بعنوان «أنا ملالا» مؤخراً. ومن المقرر أن تحضر حفل استقبال من قبل الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنجهام في الأسبوع القادم أيضاً. «إن فكرة منح جائزة نوبل للسلام لملالا ليس فقط بمثابة تكريم لشجاعتها وعزيمتها، ولكنه أيضاً كان سيرسل رسالة واضحة لإرهابيي طالبان بأن العالم يراقب وسيدعم من يدافعون عن المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان العالمية التي تشمل حق التعليم للفتيات». هذا ما جاء في التماس مؤسسة «تشينج أورج» للجنة نوبل النرويجية للترشيح، وقد تلقت في طرحها هذا دعماً من دول عديدة. وكانت لدى الخبير في شؤون نوبل سيفين آمال عريضة أيضاً في أن يفوز موكويجي، حيث يشعر كثيرون بأن الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية لم يحظَ بالاهتمام الكافي. فبعد عقود من الحرب الأهلية، تعرضت آلاف من النساء للاغتصاب بوحشية. وقد تحدى موكويجي تهديدات بالقتل وقام بعلاج ضحايا العنف الجنسي في مستشفى بانزي في بوكافو، الذي أسسه في عام 1999. وقد تم ترشيح كل من ملالا وموكويجي ضمن سجل يضم 259 مرشحاً لهذا العام، من بينهم 50 منظمة. وكان أيضاً من بين أبرز المرشحين لهذا العام، وفقا لهاربفايكن وسيفين، نشطاء روس في مجال حقوق الإنسان وهم لودميلا أليكسييفا، وسفيتالانا جانوشكينا، وليليا شيبانوفا. ومن بين القائمة الطويلة التي جرى الحديث عن ترشيحها جائزة هذا العام ورد حتى ذكر سجين أميركي يعتقد أنه هو مصدر تسريبات ويكيليكس، وكذلك عميل وكالة الأمن القومى إدوارد سنودن -الذي رشح للحصول على الجائزة بعد الموعد النهائي في فبراير- حيث إن هذا النوع من المرشحين يعتبر عادة بمثابة اختيارات استفزازية بالنسبة للولايات المتحدة، حسبما يقول سيفين. فاليريا كريشيون أوسلو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©