الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقاربة روحاني النووية الحقيقية

مقاربة روحاني النووية الحقيقية
12 أكتوبر 2013 21:59
بينما توشك المفاوضات النووية بين الغرب وإيران على البدء، ينبغي أن نتذكر أمراً مهماً: فالرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، المفترض أن يكون معتدلاً والذي يعلق الأميركيون عليه آمالاً كبيرة، يفخر بالعمل الذي قام به لدفع بلاده إلى التقدم في برنامجها النووي - وأيضاً الجهود التي يبذلها لإحباط محاولات الغرب لوقف هذا العمل. ولم يتطرق روحاني إلى هذا الموضوع خلال زيارته الأخيرة للأمم المتحدة. وجاء يحمل رسالة مختلفة مؤداها أن: إيران تسعى إلى حل سلمي للأزمة النووية التي استمرت عقداً من الزمن مع المجتمع الدولي. وعلى رغم ذلك، ففي شهر مايو، قبل فترة وجيزة من انتخابه، ظهر روحاني على شاشة تليفزيون «إيريب» المملوك للدولة للدفاع عن نشاطه في المجال النووي، وبدا في موقف دفاعي عندما قام المحاور الصارم باتهامه بصورة أساسية بالتراجع أمام الغرب. وقد نقدم الشكر يوماً ما لذلك المحاور الصحفي لدفعه روحاني للتطرق إلى هذا الموضوع. ووفقاً لتقرير صحفي عن اللقاء فإن روحاني أصابه الارتباك عند التلميح إلى أنه بصفته كبير مفاوضي إيران النوويين منذ عشر سنوات، خضع للغرب من خلال وقف أنشطة بلاده النووية. وتساءل بأسلوب بلاغي ونبرة خطابية استفهامية: «أوقفنا البرنامج النووي؟ لقد استكملناه! لقد استكملنا التقنية». وضغط المحاور بصورة أكبر على روحاني، مدعياً أن تخصيب اليورانيوم في منشأة بأصفهان قد توقف عندما تولى روحاني المسؤولية. وقد أنكر روحاني الاتهام ثم ادعى أن الفضل يعود إليه في تطوير مفاعل يعمل على المياه الثقيلة في آراك في 2004. «هل تعلم متى أنتجنا الكعكة الصفراء؟ في شتاء 2004. هل تعلم متى بلغ عدد أجهزة الطرد المركزي 3000؟ في شتاء 2004»! إن قراءة تفاصيل مقابلة روحاني تلك تجعلني أتساءل عما إذا كان هذا يمثل لحظة الحقيقة الخاصة به. ما هي لحظة الحقيقة؟ إنهـا اللحظـة التـي لا تكـون فيهـا حاجـة إلـى قناع. في منتصف التسعينيات، بدأ ياسر عرفات، الذي كان يشغل منصب رئيس السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت، يشعر بالقلق حول عملية السـلام في الشرق الأوسط، التي كانت وقتهـا تحرز تقدمـاً نسبياً. وكانت هناك شكوك حول رغبة الأطراف في التوصل إلى تسوية، وكانا منهمكين تماماً في مفاوضات. وفي تلك والمناقشات بدأ عرفات يشير إلى الجماهير المسلمة بأنه حتى إذا توصل الفلسطينيون إلى اتفاق، فلا يجب عليهم أن يخشوا، لأن اتفاقاً مع إسرائيل لن يستمر إلى الأبد. وقد رفض المتفائلون - وأنا من بينهم - استحضار تلك الظروف كمثل لانعدام الثقة بين الأطراف المتحاورة. أما المتشائمون فقد كانوا يرون أن انعدام الثقة بين الأطراف المتفاوضة كان له أثر سلبي على مجريات الأحداث اللاحقة التي تكشفت في النهاية عن فشل التسوية. والدرس المستفاد من هذه القصة المحزنة هو أنه يجب الاستماع بمزيد من العناية إلى ما يقوله الزعماء بالفعل. إن روحاني، في المقابلة، كان في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية، ويتعرض لضغوط. ولذلك، فمن الممكن أن رد فعله كان دفاعياً في خضم تلك اللحظة. ولكن انظر إلى هذا البيان الذي كتبه في 2011: «بينما كنا نتحدث مع الأوروبيين في طهران، كنا نقوم بتثبيت المعدات في أصفهان»! أعتقد أن هذه ليست كلمات شخص يريد إنهاء برنامج إيران النووي. وعليه، فإن تصريحات روحاني تبدو كتصريحات رجل فخور بالبرنامج ويعتقد أنه قد ابتكر وسيلة لتنفيذه حتى النهاية: عن طريق التحدث بهدوء، مبتسماً، وفي نفس الوقت يقوم بتدوير أجهزة الطرد المركزي. ومن الواضح أن نوايا روحاني تستحق الاختبار من خلال دبلوماسية ومفاوضات مكثفة، ولكن من الضروري أيضاً تجربة هذا الاختبار مع إيلاء اهتمام حذر لما يقوله في بلاده. يذكر أن روحاني قد ذكر في مؤتمر صحفي عقب توليه الرئاسة أنه «حريص جداً» على حل أزمة برنامج بلاده النووية مع الغرب، والشروع في مفاوضات جادة من أجل ذلك. وأضاف أن بناء الثقة بين الطرفين يمكن أن يتم في وقت قصير. ولكنه نبه إلى أن الحل لن يتأتى إلا من خلال الحوار، وليس من خلال التهديد. ومؤخراً، أكد روحاني أيضاً أن إيران عازمة على حل القضية النووية خلال فترة قصيرة ومستعدة لإزالة نقاط الغموض في إطار المفاوضات مع مجموعة الدول 5 زائد 1 مشدداً على التمسك بحق إيران المشروع في امتلاك التقنية النووية في سياق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.‏ وشدد روحاني على الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي مشيراً إلى أن طهران تؤكد التمسك بحقوقها النووية في إطار القوانين الدولية وبعيداً عن أي تمييز.‏ جيفري جولدبيرج محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©