امتزج الحبر بالذهب، فبانت حروف القرآن الكريم وآياته وأحاديث الرسول الكريم وأقواله في أوج جمالها معنى وصورة، ذلك في 46 لوحة في الخط العربي و20 لوحة مزخرفة تعرض الآن في أبوظبي، ضمن فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي وتوزيع جائزة البردة·
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية قد افتتح المعرض الاثنين الماضي في المركز الثقافي بأبوظبي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حيث يجمع المعرض الأعمال الفائزة في جائزة البردة للأعوام الماضية والتي احتفلت الوزارة هذا العام بدورتها السادسة· ويستمر المعرض حتى الأحد المقبل·
وتوزعت الأعمال المعروضة في نسق غاية بالترتيب، حيث احتل القسم الأول من المعرض 12 لوحة كتب فيها قوله تعالى ''إن الله وملائكته يصلون على النبي''، تلاه ''حديث الشفاعة'' في 12 لوحة حروفية ثم ''خطبة حجة الوداع'' في 6 لوحات ثم الصلوات الإبراهيمية في 7 لوحات ولوحة واحدة لقوله تعالى ''وما ينطق عن الهوى'' ثم البيت الشعري ''خلقت مبرأ من كل عيب/ كأنك قد خلقت كما تشاء'' في لوحة واحدة ثم البيت الشعري الآخر ''محمد صفوة الباري ورحمته/ وبغية الله من خلق ومن نسمِ'' للبوصيري في ست لوحات·
وكانت الأعمال جميعها قد فازت في الأعوام 2006 و2007 و2008 من مسابقة جائزة البردة التي ترعاها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع·
تعود الأعمال الحروفية الى الفنانين المسلمين من الدول العربية والإسلامية والغربية من العراق وسوريا واسبانيا ومصر وتركيا والاردن والمغرب والسودان وهم زياد المهندس وعبدالرحمن العبيدي ومحفوظ يونس وحسين جرمط ووسام شوكت وصباح الأربيلي وحاكم غنام ومحفوظ العبيدي من العراق، محمد فاروق الحداد وجمعة محمد حماحر ونوح الحمد ومحمد ديب جلول وعبدالرزاق قراقاش وأحمد أمين شنطة وخالد الساعي ومهند الساعي وعبدالناصر حسن ورياض العبدالله وأيمن حسين وأحمد معلا وثائر هلي من سوريا، نوريا مصعب من اسبانيا، احمد فارس رزق من مصر، جواد خوران وسيد هاشم حسيني ومحمد مهدي يعقوبيان بيرات على إلاهي من إيران، نورالله ومحمد ممش وآدم صقال وفرهاد كورلو من تركيا، تاج السر الحسن من السودان، حكيم غزالي من المغرب، ومنير راغب من البوسنة·
وتعود الأعمال الزخرفية الإسلامية للفنانين ليلى عباسي وأمير هوشك اغاميري ومحسن اقاميري ورامين مرآتي وأمير طهما سبن زاده ومحمد بناتي وحسين كيا تنكايني ورحيم جرخي وسيد محمد سيد هاشم الحسيني من إيران ومحمد العبيدي ومصعب الدوري من العراق وأمين صوقله وفكين تكين آر و نازلي دو رموش اوغلي وامل توركمن وكلثوم كوكرجين وعائشة نوربيوك وارداجا قمق من تركيا وأمل ابراهيم خليل من الأردن·
استخدم الفنانون طرائق مختلفة في الأدوات المستخدمة والأشكال المنفذة، حيث كان الورق المقهر بالأحبار والممزوج بالذهب هو ما استخدم في أغلب الحروفيات مع استخدام ألوان ترابية طبيعية وألوان زيتية على قماش في بعض من الحروفيات وبخاصة في ''محمد صفوة الباري ورحمته / وبغية الله من خلق ومن نسم'' حيث يمنح بيت الشعر البوصيري الفنان مساحة من التلاعب في بنية الخط·
أما المزخرفات فقد استخدم فيها الورق المقهر بالذهب مع ألوان اكريلك وجواشن وتنوعت بين نوعين من الزخرفة وهما زخرفة هلكار وزخرفة ناعمة، وكان للذهب بريقه وللدقة براعتها وللانحناءات والتوازيات الشكلية جمالها، حيث بدت التناظرات للأشكال المرسومة في الزخرفة متطابقة تماماً، وتنوعت أشكالها أشبه بالكاس وبالرقعة المستطيلة والمدورة بينما كانت الحروفيات تشبه الكمثرى والسيوف والمساجد والقباب والورقة القرآنية في مجملها
عدد اليوم
