صبحي بحيري (رأس الخيمة) - تنشئ شركة “شنغهاي إلكتريك” بالتعاون مع “يوتيكو” أكبر محطة طاقة تعمل بالفحم النظيف بالعالم في رأس الخيمة، بتكلفة 1,5 مليار درهم، وستكون قادرة على توليد 270 ميجاوات عند تشغيلها بالكامل عام 2015.
ووقعت الشركتان أمس اتفاقية إنشاء المحطة على هامش مؤتمر القمة العالمية للطاقة في الخليج والشرق الأوسط الذي اختتمت أعماله بمركز المؤتمرات بفندق الحمراء في رأس الخيمة.
وسيتم بناء محطة الطاقة الجديدة في مدينة رأس الخيمة الملاحية في منطقة خور خوير، والتي تشهد معدلات نمو سريعة وتعزز مكانتها كمركز صناعي رئيسي وتتكامل مع المنشآت البحرية وميناء صقر الذي يعد أكبر ميناء للتعامل مع شحنات السلع السائبة في منطقة الشرق الأوسط.
وتحتاج هذه المنشآت والمرافق للطاقة والمياه لتلبية الاحتياجات المتزايدة للعملاء.
وبحسب بنود الاتفاقية، ستكون شركة شنغهاي إلكتريك شريكاً في أسهم رأس المال المشروع، فضلاً عن توفيرها للمعارف والخبرات التكنولوجية، في حين ستكون “يوتيكو” الشرق الأوسط شريكاً في أسهم رأس المال المشروع المشتركة إلى جانب مجموعة من المستثمرين البارزين. وستشرف كل من “يوتيكو” و”شنغهاي إلكتريك” على العمليات التشغيلية وصيانة المشروع. وستكون “يوتيكو” هي الطرف المشتري للطاقة التي ينتجها المشروع.
وستستخدم المحطة الجديدة تكنولولجيا التقاط الكربون بنسبة 100% كقدرة تصميمية اسمية، و80% عند التشغيل، الأمر الذي يتطلب إنشاء مرافق عالمية الطراز لتوليد الطاقة، ووضع معايير لحماية البيئة، وتجهيز البنية التحتية الخدمية اللازمة لذلك.
كما سيتمكن المشروع من تخفيض تعرفة الطاقة، وينعكس ذلك بالتالي على المستهلكين، ويسهم بدعم التنمية الاقتصادية.
وقع الاتفاقية راشد البلوشي رئيس مجلس إدارة “يوتيكو” الشرق الأوسط، أكبر مزود لخدمات وحلول المرافق الخدمية مملوك للقطاع الخاص في دول مجلس التعاون، وهان يوتيان، نائب رئيس مجلس إدارة شركة شنغهاي إلكتريك، أكبر شركة عالمية متخصصة في بناء محطات الطاقة التي تعمل بوقود الفحم.
وكان سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة أكد خلال افتتاح أعمال القمة ضرورة تبني المشروع للمعايير الصديقة للبيئة، وأن يسهم في دعم العملية التنموية والنمو الاقتصادي في المنطقة، فضلاً عن توفير الوظائف وفرص العمل لأبناء الدولة.
وأشار ريتشارد مينيزيس، العضو المنتدب ونائب رئيس مجلس إدارة شركة “يوتيكو” الشرق الأوسط، إلى أن المشروع يعد إنجازاً مهماً سيساعد في تمكين رأس الخيمة من تلبية احتياجاتها من المرافق الخدمية، وتأكيد التزام الإمارة تجاه موارد الطاقة النظيفة والخضراء.
وأضاف “تعد محطات الطاقة النظيفة التي تعمل بوقود الفحم أنظف، وصديقة أكثر للبيئة عند مقارنتها بمحطات الطاقة التي تعمل بوقود الغاز”. وقال “ومن خلال نشر شركة شنغهاي إلكتريك لتكنولوجيا متفوقة وذات كفاءة في استخدام الطاقة ومجربة ومثبتة لتشغيل المحطة، سنكون واثقين من أن تقنية إزالة الكبريت من غازات العادم ستصل بمستوى انبعاث ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر تقريباً، وستكون مرجعاً معيارياً لتوليد طاقة أنظف للعالم وليس فقط لدولة الإمارات”. وتنتج محطات الطاقة التي تعمل بالفحم ما يقرب من 65% من احتياجات الطاقة في العالم حالياً.
ولا توجد في دول مجلس التعاون الخليجي أية محطة مشابهة نظراً للتحفظات المتعلقة بالبيئة، وارتفاع التكاليف المرتبطة بتكنولوجيا الفحم النظيف.
وتولد المحطات التي تعمل بوقود الفحم الطاقة من خلال حرق الفحم في مرجل مخصص لتسخين المياه لأكثر من 1000 درجة فهرنهايت (540 درجة مئوية)، وهذا بدوره، ينتج البخار.
ويتم صب البخار تحت ضغط هائل في توربينات تدوّر مولداً لإنتاج الكهرباء.
بعد ذلك يتم تبريد البخار، وتكثيفه مرة أخرى ليصبح ماءً ويعود مرة أخرى إلى المرجل للبدء بالعملية من جديد.
ويمنح المشروع الجديد رأس الخيمة أهمية لأنه يستكشف جميع السبل الممكنة، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة من القطاعات الصناعية والمستهلكين في الإمارة.
وتقوم “يوتيكو” حالياً بإجراء محادثات مع دبي التي ترغب بالحصول على 12% من الطاقة من مصادر الفحم النظيف، فضلاً عن عدد من دول الخليج الأخرى لتنفيذ هذا المشروع، لاسيما في ظل عدم وجود إمدادات للغاز في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، ما عدا دولة قطر التي خصصت جميع إنتاجها من الغاز حتى تاريخه.
وتجري الشركة حالياً مناقشات مع حكومة سلطنة عُمان لوضع اللمسات الأخيرة على مشاريع الطاقة والمياه والضيافة التي سترفد سوق العمل بالعديد من فرص العمل للمواطنين العمانيين، وتسهم في الوقت ذاته بخفض تعريفات المياه والطاقة.
عدد اليوم
