الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

وشم الحناء خضاب حلال وغيره من الكبائر

وشم الحناء خضاب حلال وغيره من الكبائر
8 أكتوبر 2015 22:55
حسام محمد (القاهرة) انتشرت مؤخراً في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية العديد من التقاليع الغريبة على المجتمع الإسلامي، وخاصة رسم العبارات على الأذرع أو الظهر والصدر وغيرها من الأجزاء عن طريق الوشم الذي يعتمد على غرس إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف، أو المعصم، أو الشفاه، أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل منها الدم، ثم يحشى ذلك الموضع بالكحل أو «النورة» فيخضر. ورغم تحذير عشرات المؤتمرات الطبية من خطورة الوشم بتلك الطريقة فإن الظاهرة مستمرة الأمر الذي يستدعي معرفة كيفية مواجهتها إسلامياً. انحلال أخلاقي يقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، إن انتشار تلك العادات التي أثبت الطب ضررها على جسد الإنسان تعود إلى تفشي ظاهرة الانحلال في الأفلام والأغاني التي تبثها الشاشات ويظهر فيها النساء والرجال موشومين في الأجساد. وقد تعودت الفتيات والشباب تقليد كل ما يرونه على تلك الشاشات دون دراية بمدى توافق هذا مع الشريعة ، وهو ما يؤكد الدور الخطير الذي تلعبه الفضائيات في خلق حالةٍ من الصراع القيمي لدى الفتيات خصوصاً والمجتمع عموماً، فالفتاة تقع في صراعٍ بين ما يطالبها به الدين وقيم المجتمع الأصيلة ورغبتها في تقليد هذه الصورة المقدمة للفتيات على الشاشة، فهذه النماذج تشوه ترتيب الأولويات لدى الفتاة والشاب، فبدلاً من أن تكون الأولوية للجد والتفوق والنجاح وخدمة الناس والأمة كلها يصبح شغلهم الشاغل وأولوياتهم مواكبة الموضة وإجراء عمليات التجميل ووشم الجسد ووضع ما يسمونه التاتو. ويضيف: «عندما تصاب بالفتاة الخلل القيمي لن تستطيع أن تربي طفلاً ورجلاً يعرف إلى أي دين ينتمي وإلى أي قيمة يهتدي والتزين حلال شريطة أن يكون بعيداً عن التقليد في أمور تضر جسد الإنسان وتشوهه واتفق العلماء على أن أي وشم أو ما يسميه عامة الناس التاتو الذي يتم عن طريق غرس الحقن في الجسد ودهنه بالأصباغ أمر محرم تماماً». وحول كيفية مواجهة تلك الظاهرة السيئة يقول الدكتور عثمان: «لا بد من دور للأسرة في تزويد أبنائها وبناتها بالحصانة الدينية بحيث يكون الشباب من كلا الجنسين من المتدينين بما يحصنهم ضد الأمراض الاجتماعية المختلفة، فلا بد من توعية بناتنا بخطأ هذه الصور المقدمة للفتيات في الإعلام السطحي وبأن ديننا وتراثنا الإسلامي قدَّم لنا نماذج أسمى من ذلك بكثير، ولا بد أن تعمق الأسرة في نفس الفتاة أن لها دوراً في مشاركة الأسرة والمجتمع في مشكلاته وفي محاولة حلها». اختراق المسلمين الدكتورة عفاف النجار - أستاذ الفقه في جامعة الأزهر الشريف - تقول: «إن المتابع لوضع مجتمعاتنا المسلمة يدرك بسهولة أن هناك تشوهاً لأفكار الشباب نتيجة ابتعادهم عن الوازع الديني الذي يحمي الشخص من الوقوع في براثن القلة المنحرفة والأفكار المغلوطة، إضافة إلى عدم وجود القدوة سواء داخل الأسرة أو المدرسة، والإسلام حث المسلم على التزين شريطة ألا يكون تغييراً للشكل الذي خلقنا الله تعالى عليه، لأن المسلم أو المسلمة حينما يضع ما يغير به شكله الذي خلقه الله عليه يكون قد ارتكب أمراً منكراً ومحرماً وكبيرة من الكبائر، وعلينا أن نحرص على اتباع شرع الله ونحن نتجمل ونتزين، فالرجال مثلاً حرم الله عليهم لبس الحرير أو الذهب، وبالنسبة للنساء حرم الإسلام الوشم لما فيه من الخروج على الفطرة وخلق الله تعالى والكذب على الناس وإيهامهم ولا بد ونحن نتصدى لتلك الظاهر أن نوضح للمسلمات أن هناك فرقاً بين الوشم الذي يتم بالحقن والغرز والوشم بالحناء، فالأول محرم أما الوشم بالحناء، فمباح والأصباغ التي تضعها المرأة على جسدها ولا تثبت بل تزول بعد فترة قصيرة وتسمى وشماً مؤقتاً لا حرج على المرأة في وضعها إن لم تشتمل على أمر محرم كتصوير ذوات الأرواح أو قصد التشبه بغير المسلمين أو من لا أخلاق لهم وغير ذلك من المفاسد، فالأصل في الزينة الجواز ولم يرد في الشرع دليل يدل على النهي والوشم بالحناء من جنس خضاب المرأة». الأمية الدينية وتضيف: «انتشار تلك الرسوم المسماة الوشم يعود إلى انتشار الأمية الدينية وتجاهل ما نهانا عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولابد من التوعية بأخطار تلك التقاليع، وبأهمية الرجوع إلى منهج الإسلام، فالوشم حرام على فاعله والمفعول به، فيقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة»، وقد دل اللعن على أن الوشم معصية ومن الكبائر، كما روي عن أبي هريرة قال: أتى عمر بامرأة تشم، فقام، فقال «أنشدكم بالله من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم».. فقال أبو هريرة: فقمت وقلت: «يا أمير المؤمنين أنا سمعت».. قال: «ما سمعت؟، قلت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «لا تشمن ولا تستوشمن»، وإذا كنا نريد مواجهة تلك الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا، فعلينا تقوية النزعة الدينية فهي كفيلة بحماية الشباب من الوقوع في هذه الأفكار، ثم يأتي بعد ذلك الدور الرئيس والمهم لوسائل الإعلام بأشكالها المختلفة». التعارض مع الشريعة ويقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق «إن الإسلام دين الجمال ويحث كل إنسان عليه، ولكنه الجمال الفطري الذي لا يتعارض مع الشريعة، وما نراه اليوم من مبالغة شباب المسلمين خاصة في موضوع الوشم والتاتو وغيرها من الأمور، آفة أصابت البنات والشباب، ولكن تظهر لدى البنات بشكلٍ أوضح لأنهن يأتين بأشياء صارخة يرفضها الشرع والذوق العام فبعضهن يزيل شعر الحواجب تماماً ويستخدم الوشم وهذا كله حرام شرعاً لأنه تغيير لخلق الله سبحانه وتعالى وقد أجمع كبار الأطباء في العصر الحديث على خطورة الوشم وأنَّ لهذه العمليات آثاراً صحيةً سيئةً على جسد الإنسان». الأمراض ويشير وكيل الأزهر الأسبق إلى أن الطب «أثبت خطورة الوشم وبين آثاره السلبية على الإنسان، خاصة وأنه سبب مباشر لانتقال عدوى العديد من الأمراض وهناك نساء ورجال من المسلمين يلجؤون لوشم بعض الأحرف أو الأشكال الغريبة على أجسادهم متخيلين أنهم بفعلتهم هذه يحمون أنفسهم من الحسد ومن شرور الجن - حسب فكرهم المريض - فهم يتخيلون أن هذه الأشكال ستصد عنهم العين والحسد وستمنحهم الحظ والصحة وهذا من أخطر أشكال الدجل والشعوذة». يجب اتباع الشرع عندما نتجمل أو نتزين عفاف النجار النماذج التي تقدم في الأفلام أبرز الأسباب محمد رأفت عثمان آفة أصابت البنات والشباب محمود عاشور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©