السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

معاوية..كاتب القرآن

8 أكتوبر 2015 22:50
أحمد مراد (القاهرة) أسلم الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان سنة 7 هجرية، وكان ذلك قبل إسلام أبيه، ولم يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من أبيه، ولم يظهر إسلامه إلى يوم الفتح سنة 8 هجرية. روى معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة بلغ عددها 163 حديثاً، واتفق البخاري ومسلم على أربعة منها، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة، وقد عمل الأهوازي «مسنده» في مجلد، وحدث معاوية أيضاً عن أخته أم المؤمنين أم حبيبة، وعن أبي بكر وعمر، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين أمثال ابن عباس وسعيد بن المسيب، وحدث عنه من الصحابة أيضاً جرير بن عبدالله، وأبو سعيد، والنعمان بن بشير، وابن الزبير. صحب معاوية رسول الله صلى الله عليه سلم وكتب له، وكان زيد بن ثابت الأنصاري من بني النجار ألزم الناس للقيام بواجب الكتابة للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تلاه معاوية بعد الفتح، فكانا ملازمين للكتابة بين يديه في الوحي وغير ذلك، لا عمل لهما غيره. وكان رضي الله عنه موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك جعله من جملة الكتاب بين يديه الذين يكتبون الوحي له، فقد روى هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «لما كان يوم أم حبيبة مع النبي صلى الله عليه وسلم دق الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظروا من هذا؟ قالوا: معاوية، قال: ائذنوا له، فدخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال: ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟ قال: قلم أعددته لله ولرسوله، فقال: جزاك الله عن نبيك خيرا، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله، وما أفعل صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله». ثبتت كتابة معاوية للوحي بعدة روايات، فقد نقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي، قال: كان معاوية كاتباً فيما بين النبي والعرب. وقال عبدالله بن عمرو: كان معاوية يكتب لرسول الله، ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: «اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به»، كما قال صلى الله عليه وسلم لمعاوية: «اللهم علمه الكتابة والحساب وقه العذاب». ومعاوية كان فقيها يعتد الصحابة بفقهه واجتهاده، وفي أثناء خلافة أبي بكر سير أربعة جيوش إلى الشام بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وكان كل جيش منها يضم سبعة آلاف مقاتل واجتمع إلى أبي بكر بعدها أناس، فوجههم إلى الشام وأمّر عليهم معاوية، وأمره باللحاق بأخيه يزيد، فخرج حتى لحق به، وكانت هذه أول مهمة قيادية يتولاها معاوية في الفتوح، وشهد معاوية اليرموك وفتح دمشق تحت راية أخيه يزيد. وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل يزيد بن أبي سفيان حملة بإمرة أخيه معاوية إلى سواحل الشام ففتحها. لاحظ معاوية وهو ينازل الروم باستمرار أن قوتهم في البحر هي العامل الأساسي في بقائهم، لذا كان أول من اقترح تشكيل قوة إسلامية بحرية، وتكونت هذه القوة في خلافة عثمان بن عفان، وغزا معاوية جزيرة قبرص في عام 27 هـ. توفي معاوية رضي الله عنه في دمشق في شهر رجب سنة 60 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©