الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

«هوامير» التكنولوجيا في صراع للسيطرة على حافظة نقود المستهلكين

«هوامير» التكنولوجيا في صراع للسيطرة على حافظة نقود المستهلكين
12 أكتوبر 2013 21:21
يعتقد بعض مستخدمي التكنولوجيا الذكية الحديثة، أن ما هو حاصل اليوم من تنافس وصراع مستمر وواضح بين الشركات العالمية المنتجة والمصدرة للتقنيات والأجهزة الحديثة على خلاف أشكالها وألوانها، هو وليد الطفرة في عالم الهواتف والأجهزة الذكية، ولا يعلم مثل هؤلاء أن هذه الحروب بين الشركات التكنولوجيا، كانت منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي كان أشهرها الحرب قامت بين الشركتين اليابانيتين العملاقتين في الماضي «سوني» و«جي في سي» فيما يتعلق بأشرطة الفيديو وأنواعها ومدة التسجيل عليها، كل ذلك في سبيل لفت نظر المستخدمين ومحاولة إغرائهم لاستخدام منتجات أي من هذه الشركات على سواها. ما نراه اليوم، ونحن نتخطى عام 2013 لنستقبل عام 2014، من تنافس شرس ومشتعل بين الشركات العالمية المنتجة للتكنولوجيا الذكية، خصوصاً ما يتعلق بالمنتجات الذكية من هواتف وكمبيوترات لوحية، ما هو إلا خير دليل على أن الواجهة الأمامية المشرقة لهذه الشركات تخفي في الغالب واجهات سرية خلفية تحتوي على مسؤولين ومديرين لا يعرفون الرحمة ولا يفهمون سوى لغة الربح والفائدة، ولا ترتسم الابتسامة على وجوههم إلا بعد تحقيق منتجات شركاتهم أفضل نتائج البيع، وعندما يقبل الزبائن على شراء هذه المنتجات بلا توقف أو راحة، ضاربين بعرض الحائط منتجات بقية الشركات من النوع نفسه. أشرطة الفيديو من المؤكد أن أغلب مستخدمي التكنولوجيا الحديثة إن لم يكن جميعهم من مواليد القرن الماضي، كان له تجربه معينة من أشرطة الفيديو أو ما يسمى بشريط «في إتش إس»، هذا الشريط الذي عاش مجداً، استمر لما يصل إلا أكثر من 30 عاماً، كوسيلة لعرض الأفلام أو تسجيل الأفلام الشخصية عليه، يخفي بين طياته حرباً، استمرت لما يصل إلى 11 عاماً، بين أكبر شركتي يابانيتين في تلك الفترة، هما «سوني» و «جي في سي». ففي الوقت الذي سبقت سوني أي شركة عالمية في إنتاج أشرطة «بيتاماكس» في عام 1975، والتي أخذ عليها في الماضي ارتفاع سعرها، وفترة تسجيلها القصيرة، على الرغم من ذلك كانت هي المسيطرة على أسواق تسجيل الفيديو بنسبة 100 بالمائة، وعلى مستوييها الشخصي والعام، وخصوصاً بعدما طرحت سوني أجهزة عرض وتسجيل بيتاماكس، التي لفتت أنظار عشاق التصوير الشخصي، وجعلتهم أحد زبائن ومستخدمي هذه الأجهزة. أطلت شركة جي في سي على العالم بفكرة جديدة تمثلت بأشرطة «في إتش إس»، التي جاءت بسعر أرخص ومدة عرض وتسجيل أطول من أشرطة «بيتاماكس»، وصلت إلى ساعتين في الأول وساعة في الأخير. شركة جي في سي تمكنت في عام 1988، وبفضل أشرطتها التي أطلقتها في إتش إس، مع الجهاز وبشكل كامل على أشرطة سوني من نوع بيتاماكس، مما جعل الأخيرة تعلن الهزيمة وتؤكد فوز شركة جي في سي، وتبدأ بتصنيع أجهزة ومشغلات عرض وتسجيل متوافقة مع أشرطة في إتش إس من جي في سي. ألعاب الفيديو صراع اليوم على كعكة ألعاب الفيديو والواضح للجميع بين كلٍ من اليابانيتين سوني ونينتندو بجهازهما بلاي ستيشن ووي على التوالي والأميركية مايكروسوفت بجهازها إكس بوكس، ليس بالصراع الجديد، فلا الشركات ترغب في السيطرة على سوق ألعاب الفيديو وجميعها ترغب في جذب الشريحة الأكبر من المستخدمين إليها ولفت انتباههم إلى أحدث ما تقدمه هذه الشركات من تقنيات وتكنولوجيا، تجعل من تجربة ممارسة ألعاب الفيديو متعة لا يمكن تصورها. وعلى الرغم من أن مبيعات شركة نينتندو من جهازها ويي الذي وصل إلى 86 مليون وحدة في عام 2011، إلا أن الشركة رائدة ألعاب الفيديو اليابانية نينتندو، بدأت تتهاوى اليوم وخصوصاً بعد فشل جهازها الجديد ويي يو من تحقيق أقل التوقعات من المبيعات. ففي عام 1992 كانت اليابانية سيجا قد سيطرت على ما يصل إلى 55 بالمائة من سوق ألعاب الفيديو في أميركا، وبرغم ما جاءت بها منصة ألعابها من تقنيات وقوة تكنولوجية، إلا أن الشركة لم تركز على نوعية الألعاب وقوتها، وهو ما استغلته شركة نينتندو وأنتجت ألعاباً مميزة وفريدة من نوعها، في تلك الفترة تمكنت من سحب البساط من أسفل شركة سيجا على الرغم من طرح الأخيرة لنسخة جديدة من جهاز ألعابها. أسطوانات العرض والتخزين قد لا يعلم غالبية المستخدمين لتقنيات التخزين والتسجيل القديمة، أن أسطوانات الليزر «إل دي»، والتي يمكن النسخ عليها من خلال أجهزة خاصة، تقوم بحرق الأسطوانة عبر تقنية الليزر ليتم تسجيل المواد الشخصية عليها، أن ظهور هذه الأسطوانات عجل في نهاية أشرطة الفيديو من نوع في إتش إس، خصوصاً مع جودة الصوت والصورة المسجلة عليها وطول فترتها. إلا أن هذه الأسطوانات التي انتشرت على مستوى ضيق في العالم في فترة التسعينات، لم تلبث أن رفعت الراية البيضاء أمام الأسطوانات ذات التسجيل البصري والمدمجة، والتي كان لأسطوانات إل دي السابقة الفضل على أسطوانات مثل «السي دي و الدي في دي» في الظهور والانتشار، خصوصاً أسطوانات الدي في دي التي سجلت سطوراً من نور على مدى أكثر من 15 سنة وما زالت حتى وقتنا الحالي تتربع على القمة على الرغم من ظهور الكثير من المنافسين الأشداء لها. وبرغم ما جاءت به أسطوانة إتش دي دي في دي، من إمكانات وميزات تتعلق بالحجم، إلا أنها لم تلفت أنظار المستخدمين لها، ولم تحقق بعضاً من الشهرة التي تمكنت أسطوانات الدي في دي من تحقيقها، على الرغم من صغر مساحة تخزينها بالمقارنة بنوعية إتش دي منها. ومع ذلك تمكنت أسطوانات البلوري على الرغم من ارتفاع أسعارها، وأسعار مشغلاتها أو الأجهزة القابلة للنسخ عليها، من التتويج اليوم على عرش أسطوانات التخزين خصوصاً في قطاعي الأفلام و ألعاب الفيديو، والنوعيات الكبيرة منها، والتي تصل أحجامها إلى ما يزيد على 40 جيجابايت وليس فقط 4 جيجابايت، كما في أسطوانات الدي في دي. القارئات الرقمية على الرغم من عدم انتشارها في المنطقة، كما هو انتشارها في أميركا والكثير من البلدان الأوروبية، إلا أن الصراع بين رائدتي القراءات الرقمية الأميركيتين أمازون و بارنز أند نوبيلز، ليس بالصراع القديم، حيث تجلى أوج هذا الصراع قبل سنوات قليلة ماضية، وذلك بعد طفرة الكمبيوترات اللوحية، واهتمام المستخدمين إليها وتفضيلها عن الكمبيوترات المحمولة. وبرغم ما تمتاز به قارئات أمازون الرقمية من فئة كيندل من ميزات عملية، وبرغم ما توفره الشركة من المحتوى الرقمي المقروء لهذه الأجهزة، إلا أن قارئات نووك المنافسة وعلى الرغم من عدم توافرها في الكثير من البلدان العربية، تتفوق على قارئات كيندل بشاشاتها الملونة والتي تم تزويد النسخ الأخيرة منها بقدرتها الاتصال بالإنترنت وتصفحه بسهولة، جنباً إلى جنب ميزات القراءة الإلكترونية، ومكتبة الكتب التي لا يمكن حصرها التي توفرها الشركة . الهواتف المتحركة يدرك أغلب مستخدمي الهواتف المتحركة الأثر البالغ الذي تركته شركة نوكيا الفنلندية في عالم الهواتف المتحركة، فعلى مدى أكثر من عشر سنوات، أثرت «نوكيا» وتأثر بها الملايين من المستخدمين حول العالم، وبعد طفرة الهواتف الذكية في عام 2007، بدأ التنافس والصراع العالمي بين مختلف الشركات ذات الجنسيات المختلفة، يظهر للأفق من دون أي حجاب أو ستار، معلناً ومنذ سنوات عن معارك تكسير العظام التي بدأت وما زالت حتى وقتنا الحالي بين هذه الشركات المنتجة للأجهزة الذكية التي تهدف إلى كسب رضى الزبائن، وجذب العدد الأكبر منهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©