الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤتمر «الشباب والتنمية» يحذر من التطرف ويدعو لترسيخ قيم التسامح

مؤتمر «الشباب والتنمية» يحذر من التطرف ويدعو لترسيخ قيم التسامح
9 مارس 2016 01:59
ناصر الجابري (أبوظبي) أكد الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم نموذجاً في الاهتمام بالشباب والعمل على تمكينهم، وأثبتت القيادة الرشيدة، بالأفعال لا الأقوال، إيمانها الكامل، وقناعتها التامة بالدور الحيوي والمهم الذي ينبغي أن يلعبه الشباب في بناء وطننا الغالي. وأشار في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر السنوي الحادي والعشرين للمركز بعنوان «الشباب والتنمية»، الذي انطلقت فعالياته أمس في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي، إلى أن القيادة الرشيدة اتخذت العديد من المبادرات التي استهدفت إعداد شباب الوطن لتولي مسؤولياته في مسيرة البناء والتنمية، وكان أحدث هذه المبادرات تعيين وزراء شباب جدد في التشكيلة الوزارية الجديدة، من بينهم معالي شمة بنت سهيل بن فارس المزروعي، التي لا يزيد عمرها على 22 عاماً، وزيرة للشباب، ما يؤكد السعي الجادَّ إلى التواصل مع الشباب وحل مشكلاتهم لتوفِّر لهم بيئة يستطيعون خلالها القيام بدورهم في بناء هذا الوطن. حضر افتتاح المؤتمر معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي الإماراتي، ومعالي السيد هشام محمد الجودر، وزير شؤون الشباب والرياضة في مملكة البحرين، ومعالي الشيخ فيصل بن صقر القاسمي، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، ونخبة من الباحثين والأكاديميين، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب وطلبة الجامعات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية، والولايات المتحدة الأميركية، الذين دعاهم المركز للحضور والمشاركة في فعاليات المؤتمر، لإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن رؤاهم الخاصة بقضايا الشباب والتنمية في أوطانهم. واستهل المؤتمر أعماله بكلمة ترحيبيَّة للدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أعرب فيها عن سروره البالغ بانعقاد هذا المؤتمر، ورحَّب بالمشاركين والحضور، وأكد أهمية المؤتمر والقضية التي يتناولها، خاصة أن الشباب يجسدون آمال الأمم، ويعدون أهم الأصول التي تمتلكها، لما لهم من دور فعال في بناء المجتمعات، ولما يملكونه من طاقات هائلة تدفع عجلة التنمية إلى الأمام، وتحافظ على استدامتها، كما أنهم قادة المستقبل بقوة آرائهم، ونضجهم الفكري، ورغبتهم في التأثير الإيجابي في جميع جوانب الحياة ببلادهم. وأكد أن تخصيص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤتمره السنوي الحادي والعشرين لموضوع «الشباب والتنمية» يأتي من منطلق إيمانه بأهمية الشباب ودوره في مسيرة التنمية، وضرورة تسليط الضوء على طبيعة التحديات والمخاطر التي يواجهها في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وأهمها ذلك الفكر المتطرف الذي تسعى الجماعات الدينية السياسية إلى ترويجه بين أوساط الشباب بهدف استقطابه إليها، ومشكلة الهوية، والقيم السلبية الوافدة، والبطالة، وغيرها. وأشار إلى أن الهدف من عقد هذا المؤتمر هو التوصل إلى توصيات يمكن لصانع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة الاستناد إليها، والاعتماد عليها، في وضع الخطط والاستراتيجيات الملائمة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه شبابنا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها منطقتنا العربية. وجاءت الكلمة الرئيسية الأولى للمؤتمر لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية في مملكة البحرين، وألقاها نيابة عنه معالي السيد هشام محمد الجودر، وزير شؤون الشباب والرياضة في المملكة، وأكد خلالها أهمية القضية التي يناقشها المؤتمر كون الشباب والتنمية مصطلحين متلازمين، فالشباب هم ركيزة التنمية الشاملة والمستدامة في أيِّ دولة. خمسة محاور رئيسية وأشار إلى أن هناك خمسة محاور رئيسية يمكن من خلالها توضيح أبعاد العلاقة بين الشباب والتنمية، أولها يتمثل في الإيمان بالشباب، فالشباب طاقة مستدامة تتحدى الصعاب. ولقد آمن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقدرة الشباب وما يمكنه تقديمه إلى المجتمع، وما يتوفر عليه من رؤية مستقبلية، ويتمثل ثانيها في الفرص المتاحة، فعلى الرغم من تقارب مجتمعاتنا فإنه يوجد تنوع داخل المجتمع نفسه ما يسهم في تعدد الأفكار والآراء، ولعل من المفيد أن نطوِّر تلك الفرص بما يتناسب مع الرؤية التطويرية التي نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع. وأضاف «ثالثها التطوير المستدام فالشباب هم عجلة التطوير المبني على الرؤية الثاقبة واستشراف المستقبل، وبعزم الشباب وإصراره، وبحكمة الكبار، نتمكن من الاستمرار في التطوير، ورابعها المشاركة الإيجابية، فالهمة العالية لدى الشباب تدفعنا إلى تشجيعهم على توظيفها على أرض الواقع للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوَّة، وخامسها العقبات، فقد تعترضنا بعض العقبات، من قبيل سوء التخطيط، أو حدوث أمر خارج عن إرادتنا، وتكرار المحاولات يوصلنا إلى ما نصبو إليه، مع الاستفادة من أصحاب الخبرة. خطر الفكر المتطرف وألقى سعيد محمد الكويتي من وزارة شؤون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، الكلمة الرئيسية الثانية للمؤتمر حول الشباب وخطر الفكر المتطرِّف، نيابة عن فضيلة السيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم، مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة، وأشار فيها إلى أن الشباب أكثر عرضة لتأثيرات الفكر المتطرف، نظراً إلى ابتعادهم عن تراث المجتمع وقيمه التي تؤكد ضرورة التحلي بآداب إنسانية حضارية عالية، كما تدعو تعاليم الإسلام. ودعا إلى ضرورة ترسيخ قيم التسامح والمحبة في نفوس الشباب، وإعادة صلتهم بمجتمعهم وعاداتهم وقيمهم الثقافية والدينية الأصيلة، وحثهم على محبة المجتمع ومحبة أفراده جميعاً، والابتعاد عن الكراهية والحقد. وأكد أهمية الدور الذي يقوم به أهل الفكر وعلماء الدين، المشهود لهم بالوسطية والاعتدال والثقة، في توعية الشباب، وغرس القيم الإيجابية فيهم، ودعوة الشباب إلى التحلِّي بالعزم والشجاعة والبصيرة تجاه مشكلات الحياة المعاصرة، وأن يملكوا دقة الفهم والإدراك والبصيرة بحيث يتعاملون مع هذه القضايا بما فيه فائدة وطنهم وسعادة مجتمعهم. الجلسة الأولى وحملت فعاليات الجلسة الأولى عنوان «التحديات والمخاطر التي تواجه الشباب»، ورأسها إبراهيم عبدالملك محمد أهلي، الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطت الجلسة الضوء على التحديات التي تواجه الشباب، سواء فيما يتعلق بالفكر المتطرف والهدام، أو فيما يتعلق بالتأثيرات السلبية للثقافات الوافدة التي يتأثر بها الشباب، أو فيما يتعلق بالبطالة التي تنتشر بين صفوفه. وقدم هاني بن مقبل المقبل، المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للشباب بالمملكة العربية السعودية، ورقته بعنوان «مشكلة الهوية والقيم السلبية الوافدة لدى الشباب»، مشيراً إلى أن الشباب يواجه تحديات كثيرة، مثل: الهوية والانتماء، والتضليل الإعلامي والثقافي، والبطالة، وهجرة العقول، وآفات التدخين والمخدرات، ونظراً إلى كون الثقافة تمثل هوية الفرد ليكون منتسباً إلى مجتمعه، فإنه لا بدَّ للقائمين على الحركة الثقافية من أن يستهدفوا جميع شرائح المجتمع من خلال الوسائل الإعلامية والثقافية. فيما تناول الدكتور محمد عبد الله البيلي، نائب مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة للشؤون العلمية، في ورقته «أزمة البطالة لدى الشباب: أسبابها ومخاطرها وكيفية التعامل معها». الجلسة الثانية أما الجلسة الثانية للمؤتمر، التي رأسها الدكتور سيف سالم القايدي، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، فناقشت دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تنمية الشباب، من خلال العديد من المحاور. حيث تناول الدكتور عبد الله بن خميس الكندي، عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان، في ورقته، طبيعة الأدوار التي تلعبها الجامعات، بصفتها مؤسسات تعليمية، في بناء مجتمع المعرفة والتنمية الوطنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتركيز على سلطنة عُمان. وتطرق فضيلة الحبيب علي زين العابدين الجفري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة للبحوث والاستشارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، في ورقته إلى كيفية تفعيل دور المؤسسات الدينية في نشر الفكر المعتدل بين الشباب، وذلك من خلال الاهتمام برفع مستوى أداء هذه المؤسسات، وأهمية أن تكون لها رؤية واضحة، واهتمام بتطوير الأفراد والكفاءات، بالإضافة إلى حلِّ معضلة فهم الشباب، انطلاقاً من ضرورة معرفة ثقافة العصر ومتطلبات المرحلة الزمنية. مسؤولية مشتركة وردا على سؤال « الاتحاد» لفضيلة الشيخ الجفري حول من يتحمل مسؤولية الخطاب للشباب أشار إلى أن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الجهات بمخاطبة الشباب بالطريقة المثلى، ويجب أن تأخذ المعاملة جوانب المحاورة، والنقاش والاستماع للشباب بشكل أساسي. واختتمت الجلسة الثانية للمؤتمر بورقة علي أحمد سبكار، مؤسس ورئيس نادي الإعلام الاجتماعي العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمملكة البحرين، وتناول فيها كيفية استثمار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي في توفير تنمية معلوماتية وفكرية وثقافية شاملة للشباب البحريني خاصةً، والخليجي عامة. وخلص سبكار في ورقته إلى ضرورة وضع استراتيجية خليجية موحَّدة تتضمن خطة تنفيذية تكفل استثمار مواقع الإعلام الاجتماعي في تنمية شباب المنطقة من مختلف النواحي، بالنظر إلى قواسمهم المشتركة، ثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً ومادياً، وتشابه أدائهم وأنماط اهتماماتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©