الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كما الغريق·· على حطام البحر·· متوّجٌ

كما الغريق·· على حطام البحر·· متوّجٌ
28 فبراير 2008 04:54
إلى روح شقيقي إسماعيل (1) دع جثمانك على الماء، لا خير يأتي من ثبات، أحرث في الصفاء، أنا آمرك، يا لذة منسية في قدح، يا سكرة الأبدان بالسمّ، قاسمني الطعنة، لا بدن يخلو من هباء، يغرف الموت ولا يسمن، لا موسيقا··· الطنين في الرأس يعزف، والضوضاء بيت النيام· دع الجثمان لهيبته، ماذا يخسر الماء لو نغرق، أنا المنسي، آمرك أن تحضى بغيابي، وغيابك فتنة القرب· لا تذهب للشرود، فكل قتيل بجائزة· أنا آمرك، أن تنام في حجر المياه، وتحتمي بانكشافي على الرماة· لا تبالي، التماثيل من ظلالها تحيا، والأعداء محوناهم بفكرة· أنا آمرك أن تأتي كي أفقدك، وأستعيدك بكل طاقة ونداء وصيحة، قايض الجثمان بنبعٍ، وأترك الأنفاس لوعد في الحرش، يا قامة رمح في مدى القتلى، ماذا دهاك؟، أترك الأسرار لقهر في الخزائن، وتعال،··· أترك المفتاح على باب الهواء، واصبر على شوك دفين· هذا دم غافل، لا تساوم بالعاصفة، ماذا دهاك؟ اشرح لصدري ما فاته، وروّض الأعماق بحنكة البئر، واستبقني، لا تتعثر برداء خاطه الموتى على مهل وتاهوا، لا ترتدي ثوبي فتهلك· أنا آمرك، فخخ الأعياد بمأتم، واترك النعش لموكب في النهر، ولألفة في السيل المبجل، لا تراب في حضرة الناسك الطيار، لا رمل في نزهة الروح، فماذا دهاك؟· كل شهقة بقبر، وكل زفرة بنواح، منهم من جمع الدمع في أوانٍ، ومنهم من لمّ أنقاضي واكتفى، فأعثر عليّ إذا قدرت· أسكب (الماورد) على رأس الذبيح، وأنتظر،·· علّ برقٌ يستفيق، علّ معجزة تتبرّج· أنا آمرك أن تعصيني، كي أهيم، وأطلبك، وأنشد ما تاه من ظلك في الكهوف، وفي فجر مبلل بدم الكواكب· أنا آمرك·· خلّي شعرة بيني وبين الخلود،··· واستبقني للحطام· (2) يختلج، ما تسميه مطرا على حجارة الشاهد الذي أنت تحته·· مقفل ويداك من تحت التراب تخرج: شعلة تحتسي الليل التراب في الضياء ينهمر التراب يبدّل جسدك في الموج المشعّ·· واللامرئي في السكون المضطرب للموت تخرج أنت أيضا··· في الغزوات الخالدة للشهب كما جبلٍ يشرب الريح أو نجمة تتعثر بالنظر أراك·· عاليا فوق الأجنحة جسدك العارف من فناء·· يتغذّى والسماء تقرأ أيامك على مهل (2) من يتذكرك·· الآن في الحرائق الباكية في الغيوم المالحة·· تحت قوس العين من يتذكرك·· الآن في العراء المزهر لغابة الفجر·· التي دوّختنا عندما فجأة تخمد: المياه المشتعلة للطفولة كما الغريق·· على حطام البحر·· متوّج (3) فمك الآن في الغبار المصمت·· يحلّق جسدك بالضباب مطليّ وغناؤك يرفرف في قفص رغبات هناك في ميناء مهجور تتحطم ونسمعه: صوت الزجاج الأمرد، على حافة المطرقة اللعنات الخفيفة، تلاشت في صيف الأدعية والقمر الذائب صار وجهك·· الذي نسيت صار أخدودا للمياه الضالة حيث وحيدا أقف عند الهاويات المنعشة أكنس الموت عن الرخام المجهد عن ظلك البارد في قيظ الهجرات المروّع أنت·· الذي أحببت أنت·· الذي انحنت له العاصفة ولم تنتبه لشمعة خبأها في النوم (4) عالق هذا الصحو في وادي السبات في الخراب المتيقظ·· يعوي هذا الصحو الدائخ·· مثل فكرة المطر مثل الشتاء نبتكره·· لأنه لا يأتي وأنت·· شقيق الهواء البعيد بيأس تخبط الليل تغني للكوابيس الفتية هناك في معبر الرؤى بين الوهج والرماد أنت فقط هنا·· قنديل ينزف في بحر وكلمة بلا أسلاف أنت هنا قميص الشقاء وحيدا أرتديه جسدي الممزق يضيء جسدك المكتمل·· يخبو وكلانا بالموت يرتطم الخواء الممتلئ بك ينحت تمثاله الذي هو من ماء وفي ماء معتم·· يذوب (5) لم أتيت·· الآن كي تضرب الأرض·· التي صارت غبارا ونحن الذين انتظرناك في الغيوم المبحرة في الزوابع الهامدة·· انتظرناك وسورنا البيت بالمباخر أفلتنا الأجراس على رخام الليل وأضأنا الآبار·· لأجلك لم ضاقت الصحراء وكيف صار البرد علامة للصمت تحملنا الخفة التي هي أثقل من الدمع تحملنا الريح كي نتوه في اليقين ممزق·· الصوت الذي يناديك ومثل دم منفجر·· هذي البراري نداءاتنا الرخوة·· غامت مثل حجارة في نهر والمياه التي تبخرت·· صارت هيئتك· مقاطع من كولاج نثري ونص شعري طويل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©