الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات والبنوك العالمية في قفص الاتهام

الشركات والبنوك العالمية في قفص الاتهام
16 أكتوبر 2011 23:19
عواصم (رويترز) - أطلق متظاهرون في أنحاء العالم صرخة غضب أمس الأول محتجين على ما يقولون إنه تدمير يلحقه المصرفيون والساسة بالاقتصادات ومعاناة يحكمون بها على الملايين بسبب الجشع وسوء الإدارة. وبدأت الاحتجاجات المتأثرة بحركة “احتلوا وول ستريت” في نيوزيلندا ثم انتقلت عبر العالم إلى أوروبا ثم عادت إلى نقطة انطلاقها في نيويورك، لكن معظم المظاهرات جاءت صغيرة ولم تكد تعطل حركة المرور. وأكبر مظاهرة كانت في روما، حيث قال منظمون إنهم يعتقدون أن 100 ألف شاركوا فيها. وقالت نيكلا كريبا (49 عاما) التي كانت ترتدي قميصا مكتوبا عليه “كفى” لدى وصولها للمشاركة في مظاهرة روما “على المستوى العالمي لا يمكن أن نظل نتحمل عبء دين عام لم نتسبب فيه، بل تسببت فيه حكومات السرقة وبنوك فاسدة ومضاربون لا يعبأون بنا. “لقد تسببوا في هذه الأزمة العالمية ومازالوا يتربحون من ورائها.. ينبغي أن يدفعوا ثمنها”. ونظم متظاهرو روما ومن بينهم عاطلون وطلبة ومتقاعدون مسيرة عبر وسط المدينة مرورا بمبنى الكولوسيوم وحتى ساحة سان جيوفاني. وانتشر نحو ألفي شرطي للمحافظة على الطابع السلمي لمسيرة متظاهري روما الذين يسمون أنفسهم “الساخطين”، وتفادي تكرار العنف الذي اندلع العام الماضي عندما وقعت صدامات بين الشرطة وطلاب كان يتظاهرون بشأن سياسة التعليم. ومع توجه نحو 750 حافلة محملة بالمتظاهرين إلى العاصمة بدأ طلبة في جامعة روما الاستعداد بمظاهرة صغيرة منذ صباح أمس الأول. ورفعوا لافتات تقول “أموالكم أموالنا” و”نعم نحن معتصمون” في تحوير لشعار “نعم نستطيع” الذي استخدمه الرئيس الأميركي باراك أوباما إبان حملته الانتخابية. وفي محاكاة لاحتلال متنزه زوكوتي قرب وول ستريت في منهاتن اعتصم بعض المحتجين قبالة مقر بنك إيطاليا المركزي لعدة أيام. انتشار الاحتجاجات وجاءت الاحتجاجات العالمية استجابة لدعوات من متظاهري وول ستريت لانضمام مزيد من الناس إليهم. وشجع المثال الذي ضربوه على دعوات لاعتصامات مماثلة في عشرات المدن الأميركية منذ الأمس. وينتقد المتظاهرون في إيطاليا رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني ويبدون استياء لفوزه في اقتراع على الثقة أجراه البرلمان يوم الجمعة. وأقرت الحكومة حزمة تقشف بقيمة 60 مليار يورو شملت زيادة الضرائب ورفع تكاليف الرعاية الصحية. وكان طلبة قد اقتحموا مكاتب جولدمان ساكس في روما يوم الجمعة حيث كتبوا على الجدران باللون الأحمر. وقام آخرون بإلقاء البيض على مقر أوني كريديت أكبر بنوك إيطاليا. وانطلقت مظاهرات أمس الأول من نيوزيلندا وأستراليا. وتظاهر عدة مئات في الشارع الرئيسي في أوكلاند كبرى مدن نيوزيلندا لينضموا إلى مسيرة شملت نحو ثلاثة آلاف شخص رددوا خلالها الهتافات وقرعوا الطبول احتجاجا على جشع الشركات، واحتشد نحو 200 شخص في العاصمة ولنجتون و50 آخرون في متنزه بمدينة كرايست تشيرش بجنوب البلاد والتي ضربها زلزال مدمر في وقت سابق هذا العام. وفي سيدني تظاهر نحو ألفي شخص من بينهم ممثلون عن السكان الأصليين وشيوعيون ونقابيون خارج مقر بنك الاحتياطي الأسترالي. وقال نيك كارسون المتحدث باسم حملة “احتلوا ملبورن. أورج” بينما كان نحو ألف شخص يحتشدون في المدينة الأسترالية “أعتقد أن الناس تريد ديمقراطية حقيقية.. لا يريدون نفوذا للشركات على ساستهم. يريدون أن يخضع ساستهم للمساءلة”. وتظاهر المئات في طوكيو بمشاركة محتجين مناهضين للطاقة النووية. وفي مانيلا عاصمة الفلبين نظم بضع عشرات مسيرة إلى السفارة الأميركية رافعين لافتات تقول “تسقط الإمبريالية الأميركية” و”الفلبين ليست للبيع”. وتجمع أكثر من ألف شخص عند بورصة تايبيه وهتفوا “نحن 99 بالمئة من تايوان” وقالوا إن النمو الاقتصادي لم يصب إلا في مصلحة الشركات في حين أن أجور الطبقة الوسطى لا تكاد تغطي تكاليف الإسكان والتعليم والرعاية الصحية الآخذة بالارتفاع. ودفعت احتجاجات أخرى صغيرة وسلمية كرة الثلج لتتضخم عبر منطقة آسيا والمحيط الهادي أمس الأول. وفي أوكلاند كبرى مدن نيوزيلندا شارك نحو ثلاثة آلاف شخص في احتجاج حيث رددوا هتافات وقرعوا الطبول. وفي سيدني نظم نحو ألفي شخص بينهم ممثلون عن السكان الأصليين واشتراكيون وممثلون عن النقابات العمالية احتجاجا خارج البنك المركزي الأسترالي. وشارك المئات في مسيرة في طوكيو. انتقادات للبنوك وفي هونج كونج التي تقع بها مقار بنوك آسيا الاستثمارية ومنها جولدمان ساكس احتشد اكثر من مئة شخص في ميدان البورصة بالحي المركزي. وانضم طلاب جامعيون لآخرين من أرباب المعاشات ورفعوا لافتات تصف البنوك بالسرطان. وكانت البرتغال مسرحا لأكبر احتجاجات، حيث شارك اكثر من عشرين ألف شخص في مسيرة بالعاصمة لشبونة وتجمع عدد آخر مماثل في اوبورتو ثاني كبرى المدن بالبلاد، بعد يومين من إعلان الحكومة عن حزمة جديدة من الإجراءات التقشفية. واخترق المئات سياجا فرضته الشرطة حول البرلمان في لشبونة واحتلوا درجه الرخامي. وردد المتظاهرون “هذه الديون ليست ديوننا”. وطالبوا بخروج صندوق النقد الدولي من البلاد. ورفع المتظاهرون لافتات تقول “لسنا سلعة في ايدي المصرفيين” وأخرى تقول “لا مزيد من قروض الإنقاذ للبنوك”. واشترك نحو أربعة آلاف يوناني يرفعون لافتات عليها شعارات مثل “اليونان ليست للبيع” في مظاهرة مناهضة لإجراءات التقشف بميدان سينتاجما في العاصمة أثينا مسرح الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والشبان في يونيو. وأعرب العديد منهم عن غضبهم إزاء الإجراءات التقشفية التي فرضتها الحكومة لتقليل الدين الناجم عن الإنفاق والفساد وكيف قوضت هذه الإجراءات حياة اليونانيين العاديين. وفي باريس احتشد نحو ألف محتج أمام مبنى المجلس البلدي للمدينة بالتزامن مع اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين بعد تجمعهم من ضاحية بيليفل التي يقطنها أبناء الطبقة العاملة. وقال اوليفير ميليرون وهو طبيب كان يتقدم مجموعة من العازفين “هذه بداية حركة قوية”. وكان بين المحتجين الذين نظموا احتجاجات روما والذين اطلقوا على انفسهم لقب “الساخطين” عاطلون عن العمل وطلاب وأرباب معاشات، وقالت دانيلا كوكونيا وهي مدرسة تبلغ من العمر 43 عاما “أنا هنا لأظهر دعمي لأولئك الذين لا يملكون مالا يكفيهم حتى يتقاضوا راتب الشهر التالي، بينما يواصل البنك المركزي الأوروبي امداد البنوك وقتل العمال والأسر”. الدين العام وقالت أخرى وتدعى نيكلا كريبا “لا يمكننا أن نتحمل بعد ذلك الدين العام الذي لم نتسبب فيه، ولكنه مسؤولية حكومات تسرق ومصارف فاسدة ومضاربين لا يهتمون بنا”. ومضت تقول “لقد تسببوا في هذه الأزمة العالمية ولا يزالون يتربحون منها. ينبغي أن يدفعوا ثمن ذلك”. وفي تقليد لاحتلال حديقة زوكوتي قرب وول ستريت في مانهاتن يعسكر المحتجون في شارع مقر بنك إيطاليا المركزي منذ بضعة أيام. وكانت الاحتجاجات المنتشرة في عدة بلدان استجابة لدعوات وجهها متظاهرون في نيويورك لغيرهم بالانضمام اليهم. وكانت احتجاجاتهم أيضا سببا في احتلال بقاع مشابهة في العشرات من المدن الأميركية. وفي احتجاج صغير في دبلن بايرلندا قال جوردون لوكاس وهو مهندس برمجيات لا يعمل “لم تعد لدينا أي ديمقراطية اقتصادية بعد اليوم...لا اشعر أن هناك من يمثلني”. وفي مدريد نظم نحو ألفي شخص مسيرة إلى ميدان بويرتا ديل سول رفعوا خلالها لافتات تقول “ضعوا المصرفيين على مقاعد البدلاء”، وأخرى تقول “كفى مسكنات- القتل الرحيم للبنوك”. وقالت فابيا البالغة من العمر 44 عاما وهي موظفة بشركة اتصالات رفضت الكشف عن اسمها بالكامل “ليس من العدل أن يأخذوا منزلك إذا لم تتمكن من دفع قيمة الرهن العقاري مع انه يتم تقديم المليارات للبنوك لدواع غير واضحة”. وفي ألمانيا احتشد آلاف في برلين وهامبورج ولايبزيج وخارج البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت. واحتشد متظاهرون سلميون في بارادبلاتز الميدان الرئيسي في المركز المالي بمدينة زوريخ السويسرية. وفي لندن تجمع نحو ألفي شخص خارج كاتدرائية سان بول قرب حي المال للمشاركة في مظاهرة تحت اسم “احتلوا بورصة لندن”. وقال جو داوسون الذي فقد وظيفته في مصرف باركليز انه اصطحب طفليه البالغين من العمر 8 وعشرة أعوام للمشاركة في الاحتجاج ليريهما أن للناس صوتا. وقال داوسون “لن أكون سلبيا بعد اليوم ولا ارغب أن يكونا كذلك. انه مستقبلهما أيضا. اعمل في اربع جهات بدوام جزئي واجمع ما استطيع قدر الإمكان”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©