الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة اللبنانية تترنح جراء اضطرابات الشرق الأوسط

السياحة اللبنانية تترنح جراء اضطرابات الشرق الأوسط
16 أكتوبر 2011 23:18
جعيتا (لبنان) (رويترز) - في معظم الأحيان كان لبنان مركز الاضطرابات في الشرق الأوسط، ولكنه توارى عن الأنظار هذه المرة، في حين تشهد المنطقة موجة من الاحتجاجات. غير أن الدولة الصغيرة غير محصنة ضد الاضطرابات التي تحيط بها، وقد أضيرت السياحة جراء ذلك. وفي قاع وادي نهر الكلب، تزور مجموعة صغيرة من السائحين مغارة جعيتا، وهي مجموعة من الكهوف الجيرية التي تمتد لمسافة تزيد على عشرة كيلومترات وسط الجبال. وفي أعماق المغارة، تسير قوارب معدنية صغيرة وسط نهر تحت الأرض، محدثة صوتا عاليا ولكنها نادرا ما تتلاقى ولا تمتلئ بالركاب أبدا. ويسمع صوت تساقط رواسب كلسية على سطح المياه وتضيء أنوار زرقاء وبرتقالية الكهوف، وهي مصممة بحيث لا تنبعث منها حرارة لتجنب نمو طحالب داخل المغارة وتدمير تكويناتها الحجرية الضعيفة. وقالت إحدى الموظفات في مغارة جعيتا “كان فصل الصيف سيئا للغاية.. في الفصول السابقة، كان عدد الزائرين بين ثلاثة وأربعة آلاف يوميا، والآن نحو 700”. وقالت إن السائحين من الخليج والدول العربية الأخرى يمثلون الأغلبية. وتابعت “لكننا نعاني مشكلات هائلة”. ويقود نحو 600 ألف سائح عربي سياراتهم إلى لبنان كل عام قادمين من سوريا، وهي الدولة الوحيدة التي لها حدود برية مفتوحة مع لبنان. وعبور الأراضي السورية بديل رخيص التكلفة لمعظم سائحي المنطقة، حيث يمكنهم اصطحاب الأسرة بأسرها إلى لبنان خلال فصل الصيف. لكن غياب الاستقرار في سوريا، قلص عدد عابري أراضيها، وهم يمثلون ربع السائحين الذين يتوافدون على لبنان وانخفض عدد الزائرين العرب عبر الحدود السورية اللبنانية بنسبة 90%. ويقول العاملون في المغارة، إن بين عشر و15 حافلة مملوءة بالسائحين العرب القادمين عبر سوريا، كانت تصل للمغارة يومياً والآن لا يزيد العدد عن حافلتين أو ثلاث، واختفت طوابير الزائرين الذي ينتظرون رحلات القوارب في جوف المغارة. وقال جون كستر الذي يراقب اتجاهات الصناعة في منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة “شهدت لبنان تراجعا بنسبة 20% في أعداد الزائرين من أنحاء العالم في النصف الأول من عام 2011”. وسيكون النصف الثاني من العام أسوأ؛ لأن الوضع في سوريا تفاقم، ولم تصدر بيانات موسم الصيف في لبنان بعد. وقال كستر “ما من دولة محصنة ضد ما يحدث في المنطقة المحيطة والغالبية تسافر برا إلى لبنان. التأثير على لبنان غير مباشر ليس بسبب ما يحدث داخل البلاد ذاتها”. وابتعد السائحون الغربيون عن الشرق الأوسط عقب موجة من الانتفاضات الشعبية اجتاحت المنطقة وأطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا. وحتى الدول التي نعمت باستقرار نسبي مثل لبنان والأردن شهدت تراجعا لعدد الزائرين من الولايات المتحدة وأوروبا. وقال نبيل حداد مدير عام مغارة جعيتا إن الزائرين من أوروبا وأماكن أخرى خارج الشرق الأوسط يزورون لبنان ضمن جولات في المنطقة. وقال حداد “ولكن حين تلغى الرحلة لسوريا يستبعد لبنان بشكل تلقائي”. وفي محاولة لدعم السياحة، ينظم لبنان حملة لاختيار مغارة جعيتا كأحد عجائب الطبيعة في إطار مسابقة دولية. وتضم الكهوف أطول رواسب كلسية على الأرض ويزيد طولها عن ثمانية أمتار وقد شاركت في مسابقة عجائب الطبيعة السبع الجديدة في عام 2007 ويحاول لبنان زيادة عدد الأصوات في استطلاع عالمي ينتهي الشهر المقبل. وصرح وزير السياحة فادي عبود لـ”رويترز”: “نمارس احد أشكال العلاقات العامة. نبذل قصارى جهدنا لنحث الناس على التصويت”، مضيفا أنه أقنع حلفاءه السياسيين بحضور اجتماع الحكومة مرتدين قمصانا قطنية كتب عليها انهم اقترعوا لمغارة جعيتا. وبلغت المغارة تصفيات نهائية تضم 28 مكانا من بينها جبل كليمنجارو في تنزانيا وبراكين طينية في أذربيجان لكن الوزير قلق من تراجع أعداد السائحين. وأضاف أن الاقتراع في مراحله النهائية لكن اللبنانيين لا يأخذونه بجدية كبيرة. ويقول بعض اللبنانيين إنهم لن يقترعوا للمغارة؛ لأن تكلفة زيارتها باهظة بالنسبة لكثير من مواطني البلاد إذ تزيد عن 12 دولاراً. وعانى لبنان نزاعات لسنوات طويلة كان أولها الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما وفي عام 2006 قتل 1200 لبناني معظمهم من المدنيين خلال حرب مع إسرائيل استمرت شهرا. وخلال فترات الاستقرار يجتذب لبنان سائحين يتوافدون من سائر أرجاء العالم لمشاهدة أثاره الرومانية وارتياد منتجعات التزلج والشواطئ كما يشتهر بحياة ليلية صاخبة فضلا عن المطبخ اللبناني وأجواء مفعمة بالحياة. ويقول كستر “لبنان وجهة تشهد تقلبات حادة دائما. لديه قدرة على التعافي باستمرار. نمت السياحة 70% في العام الماضي وهذا العام تراجعت بنسبة 20%. وأضاف أن أكبر مشكلة في لبنان التكيف مع الأزمة في سوريا. ومضى قائلاً “السياحة في مصر تراجعت 40% هذا العام ولكن نتوقع أن تتعافى. لن يفعل لبنان. ربما يتعين عليه فتح ممرات أخرى للبلاد”. إلا أن وزير السياحة عبود يظل متفائلاً “ينبغي أن نتكيف. معظم ما يسمى بدول العالم الثالث يفعل ذلك. إذا كنت مزارعاً تعتمد على الطقس. وإذا عملت في قطاع السياحة تعتمد على الأمن والوضع السياسي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©