الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب أوباما على الإرهاب: قتل المطلوبين هو الحل

حرب أوباما على الإرهاب: قتل المطلوبين هو الحل
17 فبراير 2010 22:01
عندما حانت فرصة لضرب زعيم "القاعدة في شرق أفريقيا" في سبتمبر الماضي، كانت أمام "قوات العمليات الخاصة الأميركية" عدة خيارات: تدمير السيارة التي كان يستقلها بضربة جوية أثناء سيرها في جنوب الصومال، أو إطلاق النار عليه بواسطة طائرة عمودية تستطيع بعد ذلك أن تهبط إلى الأرض لتأكيد مقتله، أو محاولة أسره حياً. اختار البيت الأبيض الخيار الثاني، وبناء عليه طارت في الرابع عشر من سبتمبر الماضي عدة مروحيات من على ظهر سفينة حربية أميركية تبحر قبالة الساحل الصومالي، لتضرب السيارة التي تحمل "صالح علي نبهان" وتدمرها تماماً. بعد ذلك هبطت إحدى تلك الطائرات وجمع أفرادها بسرعة بعضا من أشلاء الزعيم المقتول لإجراء فحص حمض نووي عليها ثم عادت الطائرات جميعا إلى قاعدتها على سطح السفينة الأميركية. مثلت تلك العملية نجاحاً كبيراً للقوات الأميركية الخاصة، وفقاً لكبار مسؤولي الإدارة والقادة العسكريين، ولكن الجانب السيئ فيها أنها قد فوتت على أميركا فرصة لا تعوض للتحقيق مع شخص من أهم قيادات تنظيم "القاعدة". وحالة "نبهان" ليست سوى حالة واحدة من بين عدة حالات شبيهه واجهتها الإدارة خلال العام الماضي، وذلك بعد أن قرر أوباما تصعيد الهجمات على تنظيم "القاعدة" والتنظيمات والجماعات الأخرى الحليفة لها، في مختلف أنحاء العالم. وكانت النتيجة وقوع العشرات من حوادث القتل المستهدف في حين لم ترد أي تقارير إخبارية عن قيام الولايات المتحدة بالقبض على، أو اعتقال أي هدف من الأهداف "عالية القيمة" من بين زعماء"القاعدة". هناك عوامل معينة جعلت الميزان يميل لصالح هذا الخيار منها:عدم الميل للقيام بالعمليات الأرضية لما تنطوي عليه من مخاطر، والتطور في عمليات المراقبة الإلكترونية، وتقنيات التحديد الفائق الدقة للأهداف، وتقلص خيارات الإدارة بشأن الأماكن التي تحتجز فيها هؤلاء الأشخاص. يقول الخبراء إن هناك مشكلات عدة تواجه الإدارة الأميركية في الوقت الراهن تدفعها لتفضيل خيار القتل على القبض، ومنها عدم توافر العدد الكافي من السجون والمعتقلات سواء في مناطق الحرب أوحتى في الدول المتعاونة مع الولايات المتحدة في هذا الشأن. ومما يفاقم من هذه المشكلة قرار الإدارة بإغلاق المعتقل العسكري في خليج جوانتانامو، وإغلاق سجون "سي.آي.إيه السابقة الموجودة في الموقع المسمى "بلاك سايت" أي الموقع الأسود. وبالنسبة لسياسة الولايات المتحدة في جبهتي الحرب في العراق وافغانستان، أكد المسؤولون العسكريون أن القوات الأميركية لاتزال تقبض على المشتبه بهم في العراق وأفغانستان، ولكن الفارق هو أنها في العراق تلتزم وفقاً للاتفاق الأمني الموقع مع الحكومة العراقية بتحويل أي مشتبه به بعد إجراء التحقيقات معه للسلطات في بغداد التي تتولى أمره بعد ذلك. بالنسبة لأفغانستان: هناك سجن ضخم تديره القوات الأميركية في قاعدة "باجرام" -سيجري تسليمه قريبا إلى القوات الأفغانية- تشير التقديرات إلى أن عدد المعتقلين فيه يصل إلى 750 سجيناً منهم 30 من الأجانب بعضهم تم إحضاره من بلاد أخرى. ولكن القرارات القانونية الأخيرة، والقيود التي فرضتها الحكومة الأفغانية على اعتقال وسجن الأفغان ومعارضة جمعيات حقوق الإنسان، جعلت الولايات المتحدة تستبعد تماماً خيار اعتقال من يقبض عليهم في أفغانستان وتفضل عليه خيار القتل المستهدف. أما خارج منطقتي الحرب في العراق وافغانستان، فإن الكيفية التي يتم بها تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب، وما إذا كان من الأفضل قتل الهدف أو القبض عليه، تتوقف على المكان الذي تتم فيه العملية، والوكالة الأميركية المعنية. ويُشار في هذا السياق إلى أن السلطات الباكستانية تسمح -بشكل غير معلن- للقوات الأميركية باستهداف مواقع الإرهابيين في المنطقة القبلية المدارة فيدراليا والواقعة في شمال غرب باكستان - والتي تعتبر في نظر الحكومة الأميركية امتدادا لمسرح العمليات في أفغانستان -للقوات الأميركية- بواسطة الطائرات التي لا يقودها طيار والتابعــة لـ"سي.آي.إيه"- على عمق 50 كيلو متراً داخل أراضي باكستان. الوضع مختلف بالنسبة للعمليات الأرضية، فلكي تقوم القوات الأميركية بعملية من هذا النوع داخل باكستان، فإن الأمر يتطلب الحصول على موافقة خاصة من البيت الأبيض -وهو ما لم يحدث حتى الآن- علاوة على أن باكستان تضع خطا أحمر على نزول قوات أميركية في أراضيها لما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة أهمها حدوث ردود أفعال غاضبة ضد الأميركيين. الصومال تمثل وضعاً فريداً من حيث أنها بلد بلا حكومة يمكن أن توافق أو تنسق العمليات مع الولايات المتحدة، ضد العناصر الإرهابية، أو تتولى حتى القبض على تلك العناصر أو أسرها.هذا الوضع، بالإضافة إلى اعتبارات أخرى، كانت السبب الذي جعل الولايات المتحدة تفضل خيار قتل "نبهان. أميركا اختارت في النهاية أن تقتل "نبهان" الذي تطارده الولايات المتحدة منذ فترة طويلة لدوره في الهجوم على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا وضلوعه في أعمال إرهابية أخرى. هناك حسابات أخرى كانت تحول دون الولايات المتحدة نشر قوات أرضية لها في الصومال لفترة محدودة من الوقت، وهي حسابات تتعلق في المقام الأول بالمخاطر التي تتعرض لها تلك القوات خصوصا على ضوء التجربة الأميركية الفاشلة في عهد كلينتون لإرسال قوات أميركية لهذه الدولة والتي انتهت بإسقاط طائرة هليوكوبتر ومصرع 18 جنديا أميركا على متنها في عملية عرفت بعملية "الصقر الأسود" عام 1993. في تعليق له على عملية قتل "النبهان" قال مسؤول في الإدارة الأميركية، هناك سلبيات وإيجابيات في كل خيار من الخيارات والرئيس يتخذ خياره في مثل الأمور على أساس أن ضمان أمن وسلامة الجنود الأميركيين يأتي في المقام الأول من حيث الأهمية". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست» كارن دي يونج وجوبي واريك محللان سياسيان أميركيان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©