الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بناء الإنسان العربي.. غداً في "وجهات نظر"

بناء الإنسان العربي.. غداً في "وجهات نظر"
3 أكتوبر 2012
بناء الإنسان العربي يقول د. علي راشد النعيمي إن أمام العرب نموذج نجاح ليس له مثيل في تاريخنا المعاصر في التنمية والبناء ووضع العرب على خريطة الإنجاز في مسيرة الحضارة الإنسانية والمتمثل في دولة الإمارات العربية المتحدة. إن أكبر أهداف أعدائنا ليس احتلالنا وإنما إدخالنا في صراعات تشغلنا عن مواكبة الإنجازات الحضارية التي يحققها الإنسان في عصرنا وإقحامنا في دهاليز الفقر والتخلف والجهل، ولذلك فإن أكبر خدمة يمكن تقديمها لأعداء العرب هي في تحطيم الأمل لهم في أن يكونوا كبقية الشعوب قادرين على العطاء والإنجاز ومساهمين كغيرهم في رفد الحضارة الإنسانية بالإبداع. إن نموذج الإمارات التنموي هو إنجاز بشري يمثل معجزة في البناء خلال مدة لا تزيد على أربعين عاماً، بل إن إعجازها الحقيقي يتجلى في استمرارها بوتيرة متصاعدة وهو ما حطم الصورة النمطية التي عمل أعداء العرب على إبرازها عنهم بأنهم شعوب تتصف بالهمجية والتخلف! وأنه لا مكان لها في مسيرة الحضارة الإنسانية. إننا بحاجة إلى الأمل كي نعطي ونعمل ونبدع وإذا أصبح ذلك الأمل حقيقة أدى ذلك إلى مضاعفة قدرتنا على الإبداع والبناء وتجربة الإمارات تمثل حقيقة الأمل العربي في البناء والتنمية وولوج مسيرة الحضارة الإنسانية من أوسع أبوابها. عملة عربية موحدة... كيف؟! يرى د. محمد العسومي أنه على مدى أكثر من خمسين عاماً لم يحقق التعاون الاقتصادي العربي التقدم المنشود، مما أدى إلى تراكم القرارات في خزائن جامعة الدول العربية التي قررت مؤخراً دراسة إمكانية إطلاق عملة عربية موحدة، وذلك بناء على اقتراح مقدم من اتحاد المصدرين والمستوردين العرب. ومن غير المعروف الأسس التي اعتمدتها الجامعة العربية حول هذا الاقتراح الذي يحمل طابعاً عاطفياً غير قابل للتطبيق أكثر منه توجهاً يستند على أسس موضوعية وعلمية يمكن من خلالها السعي لإطلاق مثل هذه العملة. لقد تميز العمل العربي المشترك، بما فيه الاقتصادي بجوانب عاطفية بعيدة عن الواقع، مما يؤدي إلى ركن القرارات المتخذة لسبب بسيط، وهو أنها غير قابلة للتطبيق لعدم توافر الظروف اللازمة لتنفيذها، فالسوق العربية المشتركة، وهي مسألة أقل تعقيداً من العملة الموحدة لم يطبق بند واحد من بنودها منذ الاتفاق بشأنها قبل خمسين عاماً تقريباً، أي في عام 1964، أما منطقة التجارة الحرة التي بدأ العمل بها منذ عشر سنوات، وهي تمثل بداية متواضعة وسهلة التطبيق من خلال إلغاء الرسوم الجمركية على السلع العربية المنتجة محلياً، فإنها لا زالت بدورها تعاني من الجمود، علماً بأن العملة الموحدة لأي تجمع اقتصادي لا يمكن الوصول إليها قبل عملية تحضير تشمل تطبيق اتفاقيات مشتركة، كمنطقة التجارة الحرة والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة وتوحيد الأنظمة والتشريعات المالية، هذا أولاً. ترسيخ القيم بالتربية والردع القانوني يقول الســـيد يســــين: إن موضوع القيم ينشغل به علماء الاجتماع في كل أنحاء العالم لإدراكهم أنه لا تنمية ولا تقدم بغير نسق متكامل من القيم، يؤسس في ضوء العالمية والخصوصية في الوقت نفسه. ونعني بالعالمية هنا أن المجتمعات الإنسانية المعاصرة تعيش في الواقع في ظل حضارة واحدة هي الحضارة التكنولوجية والمعلوماتية. ولكن لكل منها في الوقت نفسه خصوصيتها الثقافية النابعة من التاريخ الاجتماعي الفريد لكل مجتمع. ومن ثم تقع على عاتق الفلاسفة والمفكرين في بلادنا محاولة التأليف الخلاق بين ما يطلق عليه في الخطاب العربي منذ عقود "الأصالة والمعاصرة"، بمعنى كيف يمكن أن تكون مرتبطاً بتراثك بصورة منفتحة ووفق قراءة نقدية بصيرة بغير أن تفقد الصلة بنسق القيم العالمي الذي يهيمن على المناخات الثقافية في كل بلاد العالم بتأثير العولمة التي جعلت العالم كلاً متصلاً شعوباً وثقافات. كيف سيعود السوريون إلى حياتهم؟ يسرد محمد عارف، بعضاً من معاناة السوريين، مقتبساً تساؤل نقيب منشق من الجيش السوري عما إذا بقيت حياة يمكن أن يعود إليها؟ وضع النقيب، واسمه المستعار "أبو محمد"، كفه على فمه، وأغلق عينيه، وهو يقول: "لا يجدر بالبشر مشاهدة هذا". وتساءل: "كيف سنعود إلى حياتنا السابقة؟". قال زميله النقيب المنشق أبو حسين: "وهل بقيت عندنا حياة؟"... كان ذلك في صبيحة جولة التفتيش اليومية للنقيب أبو محمد الذي يقود العمليات ضد قوات الحكومة في حي صلاح الدين في حلب. كومُ جثث على الرصيف، وفي وسط الشارع جثتا رجلين، أحدهما مستلق على ظهره، يرتدي قميصاً أحمر داكناً وسروالاً أبيض، منفرج الذراعين والساقين، ووجهه المنتفخ أزرق مرمَّد، وفمه مفتوح، ورأسه مطروحة على كومة نفايات. والرجل المستلقي إلى جانبه منكفئ على وجهه، وبركة دماء كبيرة جافة تغطي المساحة بينه وبين دراجة سوداء. عندما اقترب أبو حسين ليلقي نظرة هبّت غمامة كثيفة من الذباب تطّنُ فوق رأسي الرجلين. وعلى بعد أمتار قليلة سيارة تاكسي صفراء واقفة وسط الشارع، ونافذتها الأمامية مثقبة بآثار 18 طلقة. وفي داخل السيارة جثتا رجل وامرأة تحت غطاء كثيف من الذباب. ويبدو من وضعيهما أن الرجل حاول حمايتها، وحاولت المرأة الاختباء تحته. وفي المقعد الخلفي جثة طفل. ليبيا في مفترق طريقين؟ يقول د. وحيد عبد المجيد: يبدو المسار الانتقالي في ليبيا الآن في مفترق طريقين. فقد تزامن إحراز تقدم على طريق الاستقرار وبناء المؤسسات الديمقراطية وبدء أعمال برلمان شهد الجميع بنزاهة عملية انتخابه واختيار أول رئيس حكومة بالانتخاب من هذا البرلمان، مع تدهور أمني خطير أظهر أن كل ذلك التقدم لم يبعد البلاد عن طريق الاضطراب. وقد بلغ هذا التدهور مبلغاً لا سابق له منذ إسقاط نظام القذافي، خصوصاً عند اقتحام القنصلية الأميركية في بنغازي وقتل سفير الولايات المتحدة وثلاثة أشخاص آخرين. ومن الطبيعي أن يربك هذا الوضع عمل البرلمان الجديد (المؤتمر الوطني العام)، ويجعله في حيرة بين طريقين أولهما ترسيخ التطور الديمقراطي بما يقتضيه من توسيع الحريات وتوفير مزيد من الضمانات لها من ناحية، والثاني اتخاذ إجراءات استثنائية يراها كثيرون ضرورية عندما ينذر التدهور الأمني بخطر عظيم. الأحوال تحت لحاف التعميم يُنصح للالتفاف على قواعد النحو اللجوء- على حد قول أحمد أميري- إلى الحيلة اللغوية الشهيرة "سكّن تسلم"، فينطلق صاحبها واثق الخطى من أن الألغام النحوية لن تنفجر في وجهه. ويبدو أن للصحفيين والكتّاب حيلة مشابهة، هي "عمّم وانشر". فمنذ أن وعينا على الصحف ونحن نقرأ عن الزعماء العرب، والأنظمة العربية، والتخاذل العربي، والمبادرات العربية، والسبات العربي، وهزائم العرب، والسجون العربية، والجلادين العرب. وليس معلوماً متى بدأ الكتّاب والصحفيون في استخدام هذه الحيلة، هل كان ذلك مع بدايات ظهور الصحف، أم مع احتلال فلسطين، أم بدأ مع مرحلة الانقلابات العسكرية؟ لكن من الواضح أن هذه الحيلة تستخدم تفادياً لمقص الرقيب، فما دام الموضوع لا يشير إلى نظام معين، وإنما سيشير من البداية إلى النهاية إلى "الأنظمة العربية"، فيمكن تمريره مهما كان واضحاً فيما بين سطوره. وفي بعض الأحيان يكون اللجوء إلى تلك الحيلة خوفاً من الوقوع في فخ السُلطة، فلا أحد سيبالي بملاحقة الكاتب أو الصحيفة ما دام انتهاك حقوق الإنسان وقع في "السجون العربية"، وما دام الضحية تعرض للتعذيب على يد أحد "الجلادين العرب". وقد يلجأ بعض الكتّاب البارزين إلى هذه الحيلة بدافع المجاملة أو وفاءً لـ"العيش والملح"، فينساب حبر التعميم من أقلامهم، مغرقاً الصالح والطالح. ولا يهم سبب اللجوء إلى هذه الحيلة، والمهم هنا هو الإشارة إلى أن هذا التعميم أضرّ بسمعة دول عربية ناجحة وأفاد في الوقت نفسه أنظمة غارقة في الوحل، فـ"مواساة الأشقياء أن يوجد من يشاركهم مصائبهم"، كما يقول سبينوزا، وهو وإن عنى بالأشقياء الأشخاص الطبيعيين، فيمكن أن تعني أيضاً الأشخاص الاعتباريين. الخليج بين "جنة" الإسلاميين و "نار" الليبراليين حسب د. أحمد عبدالملك، فإن بعض الكتاب الخليجيين يتحدثون عن التغيّرات المحتملة في المنطقة بعد الثورات العربية مبرزين اختلاف الظروف والمسببات التي أدّت إلى اشتعال الثورات في البلاد العربية (تونس، ليبيا، مصر، اليمن، سوريا) عنها في دول الخليج. وكذلك وجود الشرعيات الحاكمة، التي توافق عليها الشعب. كما يُعللون قوة هذه الشرعيات لأنها صانت خيارات المواطنين، ووفرت لهم مستلزمات الحياة الأساسية، بل والكماليات في بعض الدول. ولذلك، فإن هؤلاء الكتاب يرفضون حصول النموذج العربي في المنطقة، ويرون أن استمرار واقع الحال الهادئ والآمن والكريم أفضل من تغيّرات لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وخصوصاً مع وصول "جماعات" إلى الحكم في بعض البلدان العربية لا تتصالح مع التاريخ، وقد تبدّلُ أوجهَ الحياة بعيداً عن التوجه الديمقراطي الذي أملتهُ الثورات العربية، وبتكريس "مرجعيات" دينية لا تؤمن بالديمقراطية قدر إيمانها بأجندتها الخاصة، التي لا تمثل بالضرورة كل فئات الشعب. أما بعض المفكرين الغربيين فيرون أن التغيّرات في العالم العربي إنما جاءت على أسسٍ محلية بحتة، وأن الثورات العربية لا تتشابه. وبالتالي فإن منطقة الخليج لها خصوصيتها، من حيث الدولة الوطنية، والولاء. كما يرى هؤلاء الغربيون أن البلدان العربية، كلما تدنى فيها دخل الفرد وتدنت مستويات الخدمات الأساسية وفرص العمل، كان ذلك أقرب إلى المطالبات والاحتقانات الشعبية، والعكس أيضاً صحيح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©