الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خروق حقوق الملكية الفكرية تتأرجح بين العقاب والشرعنة

خروق حقوق الملكية الفكرية تتأرجح بين العقاب والشرعنة
17 أكتوبر 2011 09:07
أبوظبي (الاتحاد) - تمثل فرنسا نموذجاً متشدداً في تطبيق قوانين الحماية الفكرية برأي البعض بعدما باشرت تطبيق إجراءات جديدة تجاه كل مشتبه بالقرصنة (الشخصية) في البلاد، لا سيما أولئك الذين تدور حولهم شكوك بتنزيل ملفات الموسيقى والأفلام والألعاب من على مواقع الشركات الكبرى والمتاجرة بها من خلال الشبكات. وتهدد عقوبة من نوع جديد تتمثل بالحرمان من الإنترنت لمدة شهر، ستين فرنسياً وذلك في أول تطبيق لهذه الإجراءات التي تهدف إلى الحد من القرصنة وخرق حقوق الملكية الفكرية. واحتمال هذه العقوبة يصبح وارداً عندما لا يكف من يتلقون التنبيهات الأولى عبر رسائل توجهها لهم وكالة رسمية مختصة، وتطلب فيها من كل منهم الكف عن انتهاك قواعدها لحماية هذه الحقوق، أما فرض العقوبة فلا يتم إلا بعد لقاء يقوم به مستشارون من الوكالة نفسها مع الشخص الذي لم يرتدع بعد أول إنذارين، والتعرف إلى ظروفه، وفي حالة تبين أن ثمة عناصر لملف إدانة بالقرصنة يصار إلى عرض كل متهم على القضاء، حيث يواجه عقوبة غرامة مقدارها 1500 يورو أو الحرمان من الإنترنت لمدة شهر. ويعارض ناشطون وجمعيات حقوقية فرنسية كثيرة مثل هذه العقوبات، هذا عدا التباينات بشأن تعريف حقوق الملكية الفكرية ومفهوم خرقها. ولكن المتهمين المحتلمين الستين، ليسوا إلا الدفعة الأولى من أعداد كبيرة من المستخدمين الذين يواجهون الآن احتمال تلقي تحذير أول ثم ثان قبل أن تبدأ إجراءات دراسة ملفاتهم وتحويلهم من ثم إلى المحاكمة. وكشف تقرير وضعته الوكالة المختصة، ونشرت شبكة «بي بي سي» مقتطفات منه، أن عدد الذين تلقوا أول تحذير بالبريد الإلكتروني بلغ نحو 650 ألف شخص، فيما انخفض عدد الذين وجهت لهم رسائل تحذير ثانٍ إلى 44 ألفاً، بما يعني ارتداع مئات الآلاف عن الاستمرار بخروقهم من الرسالة الأولى. وتتولى «الهيئة العليا من أجل بث ونشر المؤلفات وحماية حقوق الملكية على الإنترنت» (هادوبي اختصاراً) التي شكلت في يناير الماضي مسؤولية متابعة تنفيذ قوانين الحماية، وبدأت بإرسال الرسائل التحذيرية إلى المشتبه بهم في أكتوبر الحالي. مقابل ما يجري في فرنسا، يعتبر ما أقدم عليه حزب «القرصنة التشيكي» مؤخراً بمثابة مفارقة حقيقية على صعيد مكافحة أوروبا للقرصنة، فقد أطلق الحزب موقعاً خاصاً لتنزيل الأفلام غير المسموح استخدامها إلا مقابل بدل مالي. واعتبرت شبكة «دويتشيه ويلليه» الألمانية أن صناعة محتويات الترفيه في العالم لن تكون سعيدة بخبر إطلاق هذا الموقع خلال الشهر الماضي، والذي يحتوي على روابط لأشهر إنتاجات هوليوود في مواقع تشارك الملفات الأكثر شعبية. وأكثر من ذلك وتسهيلاً لزوار المواقع، تم إظهار روابط الأفلام على الموقع مرتبة من حيث سرعة التنزيل، وكذلك من حيث سعرها (الرسمي) في مواقع الأفلام التجارية مثل «آي ام دي بي»، بما فيها «أفلام هاري بوتر»، و»صعود كوكب القرود». ودشن مؤسسو الموقع المسمى «تيبنفيلم .تشيك» كرد مباشر على حكم قضائي صدر ضد مراهق تشيكي لأنه أطلق موقعاً مشابهاً في مطلع هذا العام. ومنذ أن ظهر موقع الحزب على الشبكة في أواخر يوليو، بلغ عدد زواره أكثر من مائة ألف، الأمر الذي اعتبره الحزب دليلاً على أن الناس يقفون إلى جانبه. ويراهن الحزب حالياً على الإبقاء على هذا النجاح من أجل التأثير على مجموعات الضغط - اللوبي – المؤيد لقوانين حقوق الملكية ودفعها إلى التراجع، ليس فقط على مستوى جمهورية التشيك، بل ربما في أوروبا. ويذكر أن المعمول به حالياً هو اعتبار استنساخ فيلم مرة للاستخدام مرة واحدة لا يعتبر غير قانوني، وكذلك الأمر بشأن تنزيل أي ملف من الإنترنت، إنما التشارك في شيء تم استنساخه – مثل فيلم أو أسطوانة ممغنطة – فيعتبر غير قانوني، في حين أن حزب القرصان يعتبره قانونياً ومن أجل هذه الغاية أنشأ الموقع المذكور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©