الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحف تقليدية تتسابق للالتحاق بتطبيقات «فيسبوك» الجديدة

صحف تقليدية تتسابق للالتحاق بتطبيقات «فيسبوك» الجديدة
17 أكتوبر 2011 09:07
تتسارع وتيرة التحاق الصحف التقليدية بالتطبيقات الجديدة لشركات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي. وجنبا إلى جنب المبادرة في مشاريع تطوير لانتشارها نحو أسواق لغوية وديمغرافية وجغرافية جديدة. ومستفيدة من شبكة الإنترنت إلى الحدود القصوى، سارعت عشرات الصحف الغربية إلى الانضمام إلى التطبيقات الجديدة لموقع «فيسبوك» التي سيتوالى ظهورها تباعا خلال الأسابيع الحالية وفق ما تم الإعلان عنه خلال المؤتمر السنوي الثامن الضخم لمواقع التواصل الاجتماعي الذي عقد مؤخرا في لندن. أبوظبي (الاتحاد) - أهم ما في تطبيقات «فيسبوك» الجديدة أنها ستتيح لمستخدمي الموقع، عند درجة معينة، معرفة ما يقرأه أصدقاؤهم من مقالات أو أخبار الصحف المشاركة، وفي ما يشبه «الوقت الفعلي»، أي أنها، وباختصار، ستتيح المجال لدخول هذه الصحف وروابط محتوياتها إلى عشرات ملايين الحسابات والصفحات من بين مئات الملايين التي يضمها الموقع عبر العالم. فضل تاريخي لدى الكشف عنها أثناء فعاليات المؤتمر أواخر سبتمبر الماضي، تفاخر مؤسس شركة فيسبوك ورئيس مجلس إدارتها التنفيذي مارك زوكاربيرج لدى حديثه عن الميزات الجديدة للموقع، وكأنه يريد تسجيل فضل تاريخي على «صاحبة الجلالة» التي تنوء تحت أعباء المرحلة الانتقالية التي تمر بها الآن بفعل العصر الرقمي. وبدا زوكاربيرج، العبقري الشاب، وكأنه يريد التمييز حتى بين الصحف الوطنية في عقر دارها على قاعدة أيهما ستسبق في اعتماد تطبيقاته، وذلك عندما كان يشير إلى صحيفتي «الجارديان» و»الإندبندنت» اللتين ستتمتعان «بتطبيقات ذات مكانة جديدة» على حد قوله، علما أنهما ليستا سوى اثنتين من بين 33 مؤسسة إعلامية أوروبية كبرى قررت الانخراط في إطلاق تطبيقات فيسبوك الجديدة. أما اكثر أقواله «حساسية»، فظهرت حين أضفى على هذا الفضل بُعدا عالميا وحضاريا، حين قال إن هذه التطبيقات توفر للصحف المشاركة فيها «ليس فقط القدرة على تغيير طريقة التفكير بشأن الأخبار بل القدرة على تغيير الطريقة التي تعمل بها صناعة الأخبار كلها»، وفق ما نُقل عنه في وسائل إعلام بريطانية. وبالفعل فأن هذه التطبيقات، إذا اشتغلت جيدا، ستكون لها ترددات واسعة ونوعية، فالأمر لا يتعلق فقط بنوع من «تخاطر القراءة» وما تنتجه من تخيلات مشتركة بين الأصدقاء، بل إنها تشمل وسائل الإعلام الإخبارية كلها، من إذاعات وتلفزيونات. فإضافة إلى وسائل نشر إخبارية دولية مثل «الواشنطن بوست» تضم لائحة «شركاء» فيسبوك في اعتماد هذا الابتكار الجديد، منصات إذاعية مثل «سوند كلود». حزمة مزايا من التطورات الأخرى المرتقبة إتاحة شريط يقدم ثلاثة خيارات من التوصيات هي «اقرأ»، «استمع» و»شاهد». وسيكون من بين الذين يدشنون هذه الميزة الصحيفتان الفرنسيتان ذات السمعة «لوموند» الرصينة و» لوكيب» الرياضية. ولن تكون وسائل الإعلام الإخبارية على أنواعها، المكتوبة والمسموعة والمرئية، الوحيدة المعنية بهذه الميزات، التي ستلقى ترحيبا من البعض وقد يجدها كثيرون مزعجة. فهناك أيضا مواقع الموسيقى مثل سبوتافاي ومشاهدة الأفلام مثل نيتفليكس، والتي ستتوافر لمستخدمي فيسبوك (الراغبين بالتشارك بها) تبعا لقواعد توفرها في الدول، وكل ذلك ضمن حزمة مزايا تصل إلى استبدال التعريف الحالي بسيرة مسموعة ومرئية للمستخدم. الدفع الأساسي الذي تمثله تحديثات موقع فيسبوك المتواصلة يكمن في الرغبة بإبقاء المستخدمين مشدودين لزيارته من خلال تقديم مزايا جديدة في كل مرة يعتادون فيها على المزايا القديمة، ليس خيارا إضافيا بالنسبة لعملاق التواصل الاجتماعي، بل بات شبه ضرورة وسط مقتضيات المنافسة مع المواقع المماثلة التي لا تكف بدورها على تقديم ابتكارات جديدة، وإن لم يكن على نفس الدرجة من الرواج والإقبال العالمي. فالحفاظ على التفوق قد يكون أحيانا أصعب بكثير من التفوق نفسه. سباق وراء الحدود أيا يكن الدافع بالنسبة لفيسبوك، فإن تحديثاتها تفتح أفق انتشار ورواج جديدا للصحف والمواقع الإخبارية التي تسعى لتثبيت أقدامها في التحول الرقمي الذي بات ملحا للغاية ويطرح سباقا بين الوقت وبين مصير الصحف. ولكن لا يمكن لهذه الصحف أن ترهن مصيرها بموقع تواصل اجتماعي، سواء بالنسبة التي تمر بظروف حرجة، مثل صحيفة «الاندبندت» البريطانية التي بيعت بأبخس سعر قبل فترة قليلة، أو للمواقع التي تعيش عصرا ذهبيا مثل «هوفنتغتون بوست»، ولهذا فإن هذه وتلك بدأت الآن العمل على محاور أخرى محاولة الاستفادة القصوى من إمكانات الشبكة العالمية للإنترنت. فقد قررت الاندبندنت، التي تحيي قريبا ذكرى مرور 25 عاما على تأسيسها، إطلاق جدار محتويات مدفوع الأجر على موقعها وخاصا بقراء الإنجليزية غير البريطانيين، أي الأميركيين والكنديين بالدرجة الأولى. ولعل ما شجع الصحيفة على هذه الخطوة هو أن نسختها على قارئ الكف الإلكتروني «كيندل» استقطبت وبدون جهود كبيرة في التسويق، آلاف المشتركين النشطين من الولايات المتحدة الأميركية حيث يبلغ الرسم الشهري عشرة دولارات (مقابل عشرة جنيهات في المملكة المتحدة). وذكرت صحيفة الجارديان أن إطلاق الجدار الجديد يندرج في إطار خطة عمل تتضمن أكبر عملية تجديد للموقع منذ تأسيسه في العام 2007، وخطة أكبر تهدف أيضا إلى تعزيز مكانة الصحيفة كواحدة من أولى العناوين المتعددة الوسائط. وأضافت أن الاشتراك في الجدار الجديد الذي يتوقع تدشينه هذا الأسبوع، سيكون بالسعر الأعلى ومماثلا لسعر الاشتراك في تطبيقات الصحيفة على جهاز «آيباد». متعددة اللغات من بين الدلالات الجديدة في توسع المؤسسات الإخبارية البارزة، ما أعلنته مؤخرا بوابة الأخبار والمقالات الأميركية «هوفنغتون بوست» من أنها ستطلق الشهر المقبل النسخة الفرنسية من البوابة وذلك في مشروع شراكة مع صحيفة «لوموند»، وفي أول توسع لها خارج أوروبا الإنجلوفونية، كاشفة في الوقت نفسه عن نية إصدارها مواقع مشابهة باللغات الإسبانية والإيطالية والألمانية. ووصفت المؤسس الشريك للبوابة ورئيسة تحريرها، آريانا هوفنتجتون، الإصدار الجديد «كأول غزوة إلى المنطقة الأوروبية» خارج بريطانيا حيث كانت صدرت النسخة الإنجليزية في مايو الماضي بعد نسخة كندية سبقتها بأسابيع معدودة. وأوضحت أنه بعد أشهر من النقاش توصلت إلى اتفاق مع صحيفة «لوموند» من أجل هذا المشروع، وأن هذا المشروع «يمثل النسخة الفرنسية لهوفنتغتون بوست، ولكنه سيدار بواسطة صحفيين فرنسيين كليا. وسيتعمق في الثقافة الفرنسية. وسيقدم مثل نظيره الأميركي خليطا من محتويات الأخبار والرأي والترفيه والأخبار المحلية والإعلام الرقمي وبما في ذلك مدونات يكتبها مشاهير، وسوف لن يتم التركيز فقط على السياسة، ولكن أيضا على الثقافة ووسائل الإعلام وشؤون الموضة والحياة اليومية. ويبدو أن هذا النهم في التوسع اللغوي والجغرافي لن يقف عند حد طالما استطاعت هذه الشركة ذلك، فالشريك المؤسس لهوفنتعتون بوست، الذي تأسس في العام ،2005 وتم شراؤه قبل بضعة اشهر من قبل شركة «أميركا أونلاين» مقابل 315 مليون دولار مع الحفاظ على حصة ومنصب رئيس التحرير، أفصحت عن مشاريع توسعية أخرى من المستوى نفسه، فقد أعربت عن أملها بالانطلاق في مدريد والذهاب أيضا إلى ميلان واسطنبول. وتؤكد هوفنتعتون أنها حريصة على اختيار «شركاء» محليين لكلٍ من هذه المشاريع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©