الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

‎الغارة على الصومال: تداعيات سلبية

12 أكتوبر 2013 00:20
قامت وحدة «كوماندوز» من القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية بشن غارة برمائية على بلدة صومالية يوم السبت الماضي، لكنها لم تؤكد اعتقال أو مقتل هدفها التابع لتنظيم «الشباب» الذي يشتبه في علاقته بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مركز و«يست جيت» التجاري في العاصمة الكينية نيروبي مؤخراً. العملية يمكن أن تأتي بعكس النتيجة المتوخاة والمتمثلة في تجنب مزيد من الهجمات؛ إذ يحذر بعض المراقبين من أن حتى الضربات الناجحة السابقة التي نُفذت ضد تنظيم «الشباب» الصومالي، قد فشلت في إضعاف قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية دولية، ومن أن المهمات الفاشلة يمكن أن تقوي الدعم الذي يتلقاه وتساعده على تجنيد المزيد من الأشخاص في الواقع. الغارة التي نُفذت السبت قبل طلوع الفجر باءت بالفشل عندما وُوجهت القوات الأميركية الخاصة برد ناري أثقل مما كان متوقعاً اضطرت معه إلى الانسحاب تلافياً لسقوط إصابات مدنية، حسب مصدرين أمنيين. ويذكر هنا أن الغارة لم تسفر عن أي إصابة بين الأميركيين. ورغم أن الهدف لم يشر إليه بالاسم واكتُفي بوصفه بأنه قيادي «مهم جداً» فقط، فإن المسؤولين الأميركيين أشاروا إلى أن الغارة «فرضها هجوم ويست جيت». مهمة يوم السبت وقعت في بلدة براوي، التي تعتبر معقلاً لتنظيم «الشباب» وتقع على بعد نحو 110 أميال إلى الجنوب من العاصمة مقديشو، التي نفذت فيها القوات الخاصة الأميركية غارة نهارية في 2009 من أجل قتل صالح علي صالح نبهان، المطلوب لعلاقته بضربات إرهابية سابقة في شرق أفريقيا. وفي غارة السبت، وصلت القوة الأميركية الخاصة إلى الساحل على متن زوارق سريعة وعمدت على الفور إلى تركيز هجومها على فيلا مطلة على البحر يُعتقد أن الهدف كان يقيم بها، حسب وكالة «أسوشييتد برس». غير أن نحو اثني عشر من مقاتلي «الشباب» ردوا على الغارة بإطلاق النار ورمي القنابل اليدوية. وإزاء هذا الوضع، قررت قوات خاصة من البحرية الأميركية الانسحاب تجنباً لإصابات في صفوف المدنيين، ثم وصلت إلى عين المكان مروحيات هجومية انطلقت من سفن عسكرية راسية قبالة السواحل الصومالية من أجل توفير الغطاء للجنود المنسحبين. المبنى المستهدف كان معروفاً باعتباره منزلاً آمناً للمقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى الصومال للحرب إلى جانب «الشباب». وكان «أحمد جودان»، المعروف أيضاً بمختار أبو الزبير وزعيم الفصيل المتشدد التابع للتنظيم الذي تبنى المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف المركز التجاري في نيروبي، قد أقام فيه لبعض الوقت من قبل، لكن من غير المعروف متى كان ذلك آخر مرة. هذا وكانت عدد من المواقع الإخبارية الصومالية قد زعمت أن «جودان» كان موجوداً في منزل مجاور لكنه هرب. ويشار أيضاً إلى أن برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي يعرض 7 ملايين دولار كمكافأة لكل من يدلي بمعلومات بشأن مكان «جودان»، غير أن مسؤولين أميركيين في نيروبي تحدثوا إلى الصحيفة، ومتحدثين باسم الحكومة الأميركية في واشنطن، رفضوا تأكيد أو نفي ما إن كان «جودان» هو هدف الغارة بالفعل. كما لم يجب متحدث باسم «الشباب» على طلب التعليق عبر البريد الإلكتروني يوم الأحد. والجدير بالذكر هنا أن عددا من قياديي «الشباب» أو «القاعدة» قُتلوا في ضربات داخل الصومال خلال السنوات الأخيرة، ومن بينهم «نبهان»، كما قُتل فضل محمد، زعيم «القاعدة» في شرق أفريقيا?،? الذي كان متهماً بالتخطيط لتفجيرات السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، في حاجز طرقي في 2011. وتعليقا على هذا الموضوع، يقول مصدر أمني غربي في نيروبي طلب عدم الكشف عن هويته: «هناك سبب واضح لقتل هؤلاء الأشخاص؛ غير أنه رغم هذه العمليات، إلا أن «الشباب» تمكن من الإعداد أو المساعدة على الإعداد لهجوم «ويست جيت» في نيروبي». ويقول أيضاً: «إن تنظيم «الشباب» في حالة تحول دائمة. فهناك القادة على الميدان، ثم هناك الأشخاص الذين يعتبرون بمثابة مستشارين، وهناك الأشخاص الذين لديهم خبرة في صنع القنابل وتكتيكات حرب العصابات»، مضيفاً: «وعليه، فإذا قتلت واحداً منهم، فهناك دائماً آخر سيحل محله. والأكيد أن قتل «جودان» كان سيمثل ضربة قوية في حال كان هو هدف الغارة بالفعل، ولكن الفصيل المتشدد على نحو متزايد داخل «الشباب» كان سينهض من جديد». ويضيف المصدر قائلًا: إن المدة التي تطلبها الأمر لإنهاء هجوم «ويست جيت»، إضافة إلى فشل فريق القوات الخاصة الأميركية في القبض على هدفهم، ستسمح لـ«الشباب» بـ«التبجح بقوته» وجذب مزيد من المجندين. مايك فلانز مومباسا - كينيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©